تعليق ((شينخوا)): الدوافع الخفية للحوار الأمني الرباعي تهدد التنمية السلمية في آسيا

2022-05-26 11:35:17|arabic.news.cn
Video PlayerClose

طوكيو 25 مايو 2022 (شينخوا) خلف تصريحات كلها رياء تدعو إلى "الانفتاح" وصون "السلام والاستقرار" في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تزرع الدوافع الخفية للولايات المتحدة من وراء عقد قمة الحوار الأمني الرباعي (كواد) بذور المواجهة وتهدد التنمية السلمية في آسيا.

فالقمة، التي حضرتها يوم الثلاثاء اليابان والولايات المتحدة وأستراليا والهند في العاصمة اليابانية، هي في الواقع "زمرة" مغلقة وحصرية تستهدف الصين.

وإن ادعاءاتهم بأن الحوار الأمني الرباعي من شأنه أن يخلق "منطقة محيطين هندي وهادئ حرة ومفتوحة" ليست أكثر من محاولة لخلق الانقسام والتحريض على المواجهة في المنطقة المجاورة للصين.

لقد أصبحت واشنطن مهووسة بمواجهة تأثير الصين المتزايد في آسيا وبقية العالم، وانغمست في الوهم القائل بأنه إذا سقطت الصين، التي تعتبرها منافسها الرئيسي، فإن القوة العظمى الوحيدة يمكنها مواصلة هيمنتها العالمية. وهكذا عقدت قمة تلو الأخرى، في محاولة منها للترويج لمزيد من استراتيجياتها المناهضة للصين.

إن الحوار الأمني الرباعي محكوم عليه بالفشل إذا استمر في تجاهل مصالح دول المنطقة. وفي وقت سابق من هذا الشهر، حاولت الولايات المتحدة جذب قادة رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) إلى معسكرها المناهض للصين. كما ضغطت على الدول الأعضاء للانحياز إلى أحد الجانبين في الصراع الأوكراني الروسي لكنها واجهت الكثير من المعارضة.

يا لها من جرأة أن تصور واشنطن نفسها كداعية للسلام بعد أن جلبت الكثير من الاضطرابات لدول شرق أوسطية مثل العراق وسوريا، ناهيك عن قصف يوغوسلافيا السابقة. وعلاوة على ذلك، فإنها تواصل تقديم أسلحة لأوكرانيا، وهو ما من شأنه أن يطيل أمد أسوأ أزمة تشهدها أوروبا منذ عقود. ولن تسمح البلدان الآسيوية أبدا بحدوث مثل هذه الفوضى والمآسي لشعوبها.

وقد قال كازوتيرو سايونجي، الأستاذ الزائر في جامعة هيغاشي نيبون الدولية، إن "آسيا تواجه الآن فرصا كبيرة للتنمية. وطالما جرى العمل على تعزيز البيئة السلمية ونظام التعاون، فسوف تتحقق تنمية أكبر"، مضيفا أن 'الآلية الرباعية' التي تقودها الولايات المتحدة و'الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ' يمثلان عقلية الحرب الباردة التي تقوض فرص التنمية هذه".

وشاطر سايونجي الرأي العديد من اليابانيين الذين احتجوا علنا على زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى اليابان، معربين عن تخوفهم من تقود الولايات المتحدة واليابان آسيا إلى حرب.

يبدو أن الحكومة اليابانية، التي تتعاون بشكل نشط مع واشنطن في نسج شبكة لمحاصرة الصين، نسيت الفوضى، التي جلبتها حكومة سالفة لها، إلى الدول المجاورة إبان الحرب العالمية الثانية.

وعندما طُلب منه التعليق على المحادثات بين الولايات المتحدة واليابان بشأن بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي وتايوان، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين إن الصين تعارض بشدة محاولات الولايات المتحدة واليابان إثارة مسائل للإضرار بسمعة الصين والتدخل في الشؤون الداخلية للصين.

وذكر وانغ أن "اليابان تتحمل مسؤوليات تاريخية تجاه الشعب الصيني بشأن مسألة تايوان. وعليها أن تتحدث وتتصرف بحكمة فائقة، وتتعلم بجدية دروسا من التاريخ، وتتجنب تكرار أخطاء الماضي".

وبغض النظر عن التمويه الذي يمارسه، فإن الحوار الأمني الرباعي يتعارض مع اتجاه السلام والتنمية العالميين، ويدق ناقوس الخطر لجميع الدول والشعوب المحبة للسلام في آسيا.

فقد ذكر سودهيندرا كولكارني، الرئيس السابق لمؤسسة (أوبزرفر) للأبحاث ومقرها مومباي، أن "الحوار الأمني الرباعي بأجندته الخفية، يرمي، من وجهة نظر الولايات المتحدة، إلى إنشاء ناتو آسيوي، وهو أمر خطير بالنسبة لآسيا، وخطير بالنسبة للعالم".

وصرحت الصين مرارا بأنها ترحب بأي إطار تعاون إقليمي يعزز حقا الانفتاح والتجارة الحرة ويساهم في الانتعاش الاقتصادي العالمي، لكنها تعارض محاولات واشنطن عرقلة التكامل الإقليمي.

ينبغي أن تصبح منطقة آسيا والمحيط الهادئ رائدة في تحقيق السلام والتنمية. وبالنظر إلى سجل واشنطن المروع في انتهاك القانون الدولي، ينبغي أن يظل العالم يقظا. ومن أجل التنمية السلمية، ينبغي معارضة محاولة الحوار الأمني الرباعي زعزعة استقرار منطقة آسيا والمحيط الهادئ بحزم.

الصور

010020070790000000000000011100001310604941