مقالة خاصة : أونروا تطلق مخيماتها الصيفية لأطفال غزة وسط آمال للتخفيف من وضعهم النفسي
غزة 27 يونيو 2022 (شينخوا) أطلقت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم (الاثنين)، مخيماتها الصيفية لأطفال قطاع غزة، وسط آمال من العائلات بالتخفيف من الوضع النفسي لأطفالهم.
ويشارك في المخيمات نحو 120 ألف طالب وطالبة ( من 6 إلى 14 عاما) موزعين على 83 مدرسة تابعة للوكالة في القطاع، على أن يقسم الملتحقين لفترتين صباحية ومسائية خلال اليوم وكل مجموعة تقضي أسبوعا واحدا.
ويجري تجديد المجموعات المشاركة في المخيمات الصيفية التي تستمر قرابة 4 أسابيع ليستفيد منها أكبر عدد، في وقت لاقت إقامة المخيمات استحسان وإشادة من قبل أهالي الأطفال المشاركين.
وتشمل زوايا المخيمات الصعود للقفز على لعبة " الترامبولين" و "القلعة الجميلة" وكرة القدم وتسابق المشاركون على تسجيل الأهداف وتحقيق الفوز، بالإضافة إلى أنشطة ترفيهية أخرى مثل الرسم والأشغال اليدوية.
وأبدت الطفلة جنى النجار (11 عاما) سعادتها للالتحاق بالمخيمات الصيفية في مدرسة (جباليا) الابتدائية المشتركة شمال القطاع برفقة عدد من أقربائها بعد موسم دراسي طويل صاحبه "ضغط نفسي".
وتقول جنى النجار بينما انتهت للتو من رسم لوحة فنية داخل أحد فصول المدرسة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الالتحاق بالمخيمات الصيفية فرصة للعب والفرح والتعرف على أصدقاء جدد وترويح عن النفس.
وتضيف جنى النجار التي كانت تتعالى ضحكاتها برفقة صديقتها أن الأجواء داخل المخيمات الصيفية رائعة وتسود روح التعاون بين جميع المشاركين في الفعاليات المختلفة من ألعاب ورسم وتلوين.
وتتابع أن ممارسة الرياضة والأنشطة المختلفة داخل المخيمات يكسب المشاركين ثقة بأنفسهم وينمي المواهب لديهم، معربة عن شكرها للوكالة الأممية على إقامة المخيمات الصيفية.
وفي زاوية أخرى تنافست الطفلة سلمى (8 أعوام) مع صديقاتها للقفز أطول مدة ممكنة على لعبة "الترامبولين" التي وضعت وسط ساحة المدرسة التي تم تغطينها بأقمشة للتخفيف من حرارة الشمس على الأطفال المشاركين.
وتقول سلمى لـ ((شينخوا)) إن المخيمات الصيفية تضيف للأطفال المشاركين فيها مواهب جديدة والتعرف على أصدقاء جدد، مشيرة إلى أنها تستغل ساعات المشاركة باللعب والفرح والتحدي.
وتقول والدة سلمى التي رافقتها في اليوم الأول إلى المدرسة لـ ((شينخوا)) إن المخيمات والأنشطة الرياضية والثقافية مطلوب إقامتها أسبوعيا للأطفال في القطاع كونها من أكثر المناطق التي تعاني بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية.
ويرى أخصائيون نفسيون أن المخيمات الصيفية وسيلة لإعادة دمج الأطفال بالمجتمع بعد عام طويل من الدراسة والحروب التي عاشوها، ما سبب ذلك عزلة نتيجة الأحداث المتتالية والمدارس هي المكان الآمن في القطاع بنظر الأطفال.
وقال بن ماجيكودونمي رئيس هيئة شئون موظفي الأونروا لـ ((شينخوا)) إن العام الماضي شهد قطاع غزة هجمة عسكرية ما تسبب بدمار ليس فقط بالمباني ولكن أيضا في تشتت عقول الأطفال.
وأضاف ماجيكودونمي أن (الأونروا) كانت لديها فرصة هذا الصيف لتقدم برامج ترفيهية للأطفال من أجل رسم البهجة والسرور على وجوههم، مؤكدا أحقية الأطفال اللاجئين التمتع بحقوقهم الأساسية في العيش والتعليم واللعب في بيئة آمنة ومحفزة مثل جميع الأطفال في العالم.
وبحسب دراسة أجرتها (الأونروا) في أعقاب موجة التوتر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة في مايو من العام الماضي فإن 35 % من الأطفال في الصف الأول يعانون من ارتدادات نفسية مرتبطة بالصدمة.
وتعد المخيمات الصيفية في القطاع إحدى استجابات وتدخلات الوكالة للمساعدة في تخفيف الآثار النفسية للجولات العسكرية المتكررة والظروف المعيشية الصعبة الناتجة عن 15 عاماً من الحصار.
وتوفر المخيمات الصيفية 2750 فرصة عمل مؤقت للخريجين من كلا الجنسين في مجال الدعم النفسي والثقافة الصحية لمتابعة سلوك الأطفال المشاركين والتعرف على حالتهم النفسية.