مقالة خاصة: مشاعر مختلطة لدى الغزيين بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار
غزة 15 يناير 2025 (شينخوا) في شوارع قطاع غزة المدمرة، التي تحمل آثار الحرب وتداعياتها النفسية، امتزجت مشاعر الفرح بالحزن بعد الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وتحدثت فاطمة أبو رياش، وهي أم لأربعة أطفال، والدموع تملأ عينيها "كلما كنت أرى أطفالي يختبئون خوفا من القصف، كنت أفقد جزءا من روحي".
ورغم شعورها ببعض الراحة عند سماع نبأ وقف إطلاق النار، ما تزال فاطمة تعيش ألم فقدان منزلها وأفراد من عائلتها.
وتقول السيدة الفلسطينية "نعم، أنا ممتنة لتوقف القصف، لكن كيف أنسى الذين فقدناهم! كيف أنسى بيتي المدمر!".
وعبر محمود الشوا، الذي دُمر منزله خلال القصف الإسرائيلي، عن شعوره بفرحة ممزوجة بالحذر ، وقال "انتهت الحرب، لكن القلوب لا تزال مثقلة بالهموم. فقدنا كل شيء، وأطفالي عاشوا في رعب مستمر".
وتابع "اليوم أملنا أن هذا الاتفاق يعني حياة أفضل، لكننا لا نستطيع نسيان ما حدث".
أما رامي الزعنون، الذي فقد أصدقاء له في الغارات، فيرى أن الاتفاق يفتح باب الأمل، لكنه يتساءل بقلق "ماذا عن المستقبل؟ هل سيعود هذا الكابوس مرة أخرى؟ نحن بحاجة إلى ضمانات حقيقية حتى لا نعيش في خوف دائم".
وفي زاوية أخرى من المشهد، وقف أبو محمد، رجل مسن فقد ابنه في الحرب، يعبر عن حزنه العميق، وقال إن "الفرحة بوقف الحرب لا تعني شيئا بالنسبة لي الآن. كيف أفرح وابني الذي فقدته لن يعود! الحرب انتهت، لكن جراحنا لا تزال مفتوحة، ولا شيء يعيد من فقدناهم أو يعيد حياتنا التي تمزقت".
وأنهى الاتفاق 15 شهرا من الصراع الدامي الذي بدأ في أكتوبر 2023، بعد هجوم شنته حماس على جنوب إسرائيل تحت اسم "طوفان الأقصى".
وردت إسرائيل بحرب واسعة النطاق أودت بحياة أكثر من 46 ألف فلسطيني، وخلفت دمارا غير مسبوقا في القطاع.
وأعلن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مساء اليوم عن توصل حركة حماس وإسرائيل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل أسرى ومحتجزين، مشيرا إلى أن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ يوم الأحد المقبل.
ووصفت حركة حماس الاتفاق بأنه "ثمرة صمود أسطوري لشعب فلسطين ومقاومته في غزة"، مؤكدة أنه يمثل خطوة نحو حياة أفضل رغم التحديات.
من جهته، قال رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية مساء اليوم إن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل يمثل "لحظة تاريخية" في مسيرة نضال الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن هذه اللحظة ستكون لها تداعياتها المستقبلية.
وأشاد الحية في كلمة متلفزة من قطر بصمود أهالي غزة، معتبرا أن معركة "طوفان الأقصى" شكلت منعطفا مهما في تاريخ القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن آثار هذه المعركة ستستمر حتى بعد انتهاء الحرب.
وأعرب الحية عن ثقته في أن الشعب الفلسطيني سيستعيد كامل حقوقه، وسيندحر الاحتلال عن الأرض والمقدسات.
واعتبر أن هذه الحرب ستظل "وصمة عار على جبين الإنسانية".
وأعلن الحية عن بدء مرحلة جديدة في غزة، وقال "نحن الآن أمام مرحلة البناء والمواساة وإزالة آثار العدوان".
وأكد أن الشعب الفلسطيني قادر على إعادة إعمار غزة، مشددا على أهمية التضامن والتعاطف بين أبناء الشعب.








