الرياض 6 يناير 2015 (شينخوا) دعا العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، اليوم (الثلاثاء) إلى "اليقظة والحذر" في مواجهة تحديات إقليمية غير مسبوقة تواجه المملكة جراء ما وصفها بأزمات حادة تعصف بدول مجاورة.
وقال الملك في خطاب ألقاه نيابة عنه ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز، في افتتاح دورة جديدة لمجلس الشورى السعودي، إن "بلدكم يعيش في منطقة تشهد العديد من الأزمات التي أفرزت تحديات كبيرة، وبفضل الله ثم بتعاون مجلسكم وتضافر جهود حكومتكم تمكنا من التعامل مع هذه الأزمات والاستجابة لهذه التحديات، مما جعل بلدكم واحة أمان في محيط مضطرب".
وتابع "اليوم، وكما تعلمون، يواجه وطنكم تحديات إقليمية غير مسبوقة نتيجة لما حل بدول مجاورة أو قريبة من أَزمات حادة عصفت بواقعها ودفعتها إلى مستنقع الحروب الأهلية والصراعات الطائفية، مما يتطلب منا اليقظة والحذر".
ولم يسم العاهل السعودي هذه الدول.
لكن العراق الذي يشهد معارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة به، واليمن الذي يعاني من اضطرابات داخلية عنيفة يتقاسمان مع المملكة حدودا في شمالها وجنوبها.
كما تعاني دول عربية أخرى من اضطرابات، خاصة سوريا التي تشهد نزاعا دمويا بين الجيش السوري ومقاتلين معارضين منذ ما يقرب من أربع سنوات.
وأكد الملك أن القيادة السعودية "مدركة لهذه التحديات وتداعياتها، وبعون الله وتوفيقه، ستبقى بلادكم تتمتع بما حباها الله من نعم عديدة وفي مقدمتها نعمة الأمن والاستقرار".
ويأتي هذا الخطاب غداة مقتل ضابط برتبة عميد وجنديين اثنين في "هجوم إرهابي" على منفذ حدودي مع العراق، حسب ما أعلنت وزارة الداخلية.
وتشارك السعودية في تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا, ويهدد بالتمدد في دول أخرى, من بينها المملكة.
من ناحية أخرى، تعهد الملك بالدفاع عن مصالح المملكة الاقتصادية، وذلك على خلفية التطورات الحاصلة في سوق النفط.
وقال العاهل السعودي في هذا الصدد في خطابه الذي أوردته وكالة الأنباء الرسمية (واس) "لا يخفى عليكم ما يحدث في سوق البترول العالمية من تطورات طارئة سببتها عوامل عديدة في مقدمتها ضعف النمو في الاقتصاد العالمي".
وتابع أن "هذه التطورات ليست جديدة في سوق البترول، وقد تعاملت معها حكومة بلادكم في الماضي بإرادة صلبة وبحكمة وحنكة، وسوف تتعامل مع المستجدات الحالية في سوق البترول العالمي بذات النهج".
وشدد على "أن المملكة ستبقى مدافعة عن مصالحها الاقتصادية ومكانتها العالمية ضمن منظور وطني يراعي متطلبات رفاهية المواطن والتنمية المستدامة ومصالح أجيال الحاضر والمستقبل".
واعتبر الملك "أن التطور الحقيقي هو الذي يتم وفق خطى موزونة تراعي متطلبات الإصلاح والقرارات الرشيدة يتم اتخاذها بعيدا عن العواطف وتصب في صميم مصلحة الوطن والمواطن".