بقلم: نؤاس الدراجي
طرابلس 13 يناير 2015 (شينخوا) أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مساء اليوم (الثلاثاء)، أسماء 23 شخصية ستشارك في الحوار الليبي، الذي سيعقد بجنيف غدا (الأربعاء).
وبحسب القائمة الرئيسة التي أعدتها الأمم المتحدة للمشاركين في الحوار، فقد انقسم المشاركون الـ 23 إلى قسمين، القسم الأول الذين وصلوا إلى جنيف، وهم عن مجلس النواب المنعقد في طبرق (إمحمد شعيب - أبوبكر بعيرة - الصادق إدريس محمد - صالح همة)، وعن النواب المقاطعين (فتحي باشاغا - سليمان الفقيه - مصطفى أبو شاقور- نعيم الغرياني).
أما ممثلو المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته الذين حضروا إلى جنيف، وهم (توفيق الشهيبي - الشريف الوافي - فوزي عقاب).
أما القسم الثاني والذين لم يسجلوا حضورهم إلى جنيف ، وهم أعضاء المؤتمر الوطني العام (صالح المخزوم - عمر حميدان - محمد العماري - محمد إمعزب - عمر أبو ليفة) .
كما وجهت الأمم المتحدة الدعوة إلى شخصيات حقوقية وناشطين وسياسين، قد وصلوا رسمياً إلى جنيف، وهم (أحمد العبار عضو المجلس الإنتقالي السابق - نعيمة جبريل قاضية وحقوقية - الفضيل الأمين رئيس هيئة الحوار الوطني - نوري العبار الرئيس السابق لمفوضية الانتخابات - محمد عبدالعزيز وزير الخارجية السابق - نهاد معتييق عن المجتمع المدني - موسى الكوني ممثل الطوارق).
وأوضحت بعثة الأمم المتحدة للدعم، بحسب بيان صحفي كشفت فيه، خطتها للحوار بين الفرقاء الليبيين، حيث سيتم إطلاق المحادثات في مكتب الأمم المتحدة في جنيف يوم غدا (الأربعاء)، وسيتم احترام مبادئ ثورة 17 فبراير والقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، واحترام الإعلان الدستوري، واحترام الشرعية لمؤسسات الدولة (التشريعية والتنفيذية والقضائية)، بجانب نبذ الإرهاب.
كما نوهت البعثة الأممية، أن الحوار بجنيف سيتكون عدد من الجولات، وقالت في هذا الصدد " ستباشر هذه الجولة الجديدة من الحوار ، توفير فرصة مهمة للأطراف ليبية للمشاركة في العملية السياسية ، لتمهد الطريق نحو كسر الجمود السياسي ، بجانب السعي لمناقشة الترتيبات الأمنية اللازمة لتحقيق الوقف الكامل للأعمال العدائية المسلحة ، التي شردت مئات الآلاف من ديارهم وأسفرت عن إلحاق أضرار جسيمة في البنية التحتية والاقتصاد في البلاد".
بالإضافة إلى أن المحادثات تهدف لتأمين انسحاب تدريجي من كافة الجماعات المسلحة من جميع البلدات والمدن الرئيسة، بما في ذلك طرابلس، وتمكين الدولة لتأكيد سلطتها على المؤسسات الحكومية والمنشآت الاستراتيجية والمرافق الحيوية.
وعن الجولات اللاحقة للحوار، أشارت البعثة " هذه الجولة الجولة الأولى من المحادثات السياسية ، ستكون مخصصة لممثلي المجتمع السياسي والمدني ، لكن سيتبع ذلك جولات أخرى ابتداءً من الأسبوع المقبل ، لتشمل ممثلين عن مجالس بلديات مختارة من جميع انحاء ليبيا ، بجانب مسارات إضافية تستكمل من خلالها عملية الحوار ، حيث سيتم الالتقاء بالأحزاب السياسية والجماعات المسلحة ، وكذلك زعماء القبائل ".
وشددت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ختام بيانها ، إلى ضرورة اغتنام كافة الأطراف فرصة الحوار، كما حيت الذين وافقوا على المشاركة في المحادثات"بعزم وصبر ومثابرة من الليبيين"، مؤكدة أن الشعب الليبي لديه القدرة على إيجاد حلول مستدامة للمشاكل والتحديات التي تواجهه ، واستعادة الاستقرار ووضع البلاد على طريق الازدهار.
من جهتها، وفي أول رد فعل على الإعلان عن القائمة المشاركين في حوار جنيف، اتهمت قوات "فجر ليبيا" المبعوث الأممي بالتسرع في الحوار، لعقد " صفقة لتقاسم السلطة" ، ستؤدي إلى استمرار أمد الصراع في البلاد ، بحسب وصفها .
وأوضح المكتب الإعلامي لقوات "فجر ليبيا" في بيان صحفي ، تحصلت ((شينخوا)) على نسخة منه، وجاء فيه " ما نفهمه جليا أن الأمم المتحدة و مبعوثها، لا يسعى أبدا لحل الأزمة الليبية عبر الحوار ، و إنما يسعى حثيثا لعقد صفقة تقاسم سلطة ، سيترتب عليها استمرار مزيدا من الصراع " .
ونوه البيان في ختامه إلى " تجاهل المبعوث الأممي مخرجات جلسة المؤتمر الوطني العام الأخيرة، و التي دعت لتأجيل النظر في مكان انعقاد الحوار إلى الأسبوع المقبل، مع ضرورة معرفة شخصيات الحوار و بنود و جدول الأعمال، قبل الجلوس على طاولة الحوار" .
من جانبه، أكد برناندينو ليون المبعوث الخاص للأمم المتحدة في ليبيا أن على جميع الأطراف تقديم التنازلات ، حتى يتمكن الجميع من حل الأزمة السياسية المتفاقمة .
وأوضح ليون في مداخلة له مع قناة ((الجزيرة)) الإخبارية قبل قليل أن " جميع الأطراف حضرت إلى جنيف ، باستثناء طرف واحد وهو المؤتمر الوطني العام ، الذي قرر دراسة قرار المشاركة من عدمها (...) ، سنقوم بعقد الحوار غدا في موعده ، ليكون رسالة قوية للجميع ، بأن لا مجال لإضاعة الوقت ، خاصة وأن الأمم المتحدة تشاورت مع جميع الأطراف ، لفترات طويلة استمرت لنحو ثلاثة أشهر " .
وأعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ، أن جولة جديدة للحوار السياسي الليبي ستعقد في مقر الأمم المتحدة في جنيف الأربعاء المقبل، بعد موافقة الأطراف الليبية على عقد جولة جديدة للحوار السياسي لإنهاء الأزمة السياسية والأمنية في البلاد.
وكان برنادينو ليون المبعوث الأممي الخاص ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، قد أجرى جولة مباحثات طويلة ومكثفة الخميس الماضي، تنقل فيها من طرابلس وطبرق والمرج ، والتقى فيها قادة "قوات فجر ليبيا" وممثلين عن المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، ونواب في البرلمان واللواء خليفة حفتر أحد قادة الجيش.
وكان صالح المخزوم نائب رئيس المؤتمر قد أعلن في مؤتمر صحفي يوم أمس، عن تأجيل البت في المشاركة بحوار جنيف ، إلى الأحد المقبل، وهو ما فسر أنه قرار بعدم الموافقة على المشاركة ، في الحوار الذي تنطلق أعماله في جنيف غدا الأربعاء.
وفشلت الأمم المتحدة، في تنظيم الحوار بين الفرقاء الليبيين قبل الموعد الأخير، ثلاث مرات متتالية، حيث حددت موعدين في الـ 9 و الـ 16 من ديسمبر قبل الإعلان عن تأجيلهما، ثم حدد موعد اخر الـ 5 من يناير الجاري، قبل أن يتم تأجيله لإفساح المجال لمزيد من المشاورات أمام المبعوث الأممي مع طرفي الأزمة .
وتشهد ليبيا انقساما سياسيا مع وجود حكومتين برئاسة عبدالله الثني وعمر الحاسي ومجلسين تشريعيين هما مجلس النواب المنتخب، والمؤتمر الوطني العام الذي قرر في نهاية أغسطس الماضي استئناف نشاطه، رغم انتهاء ولايته وتكليف الحاسي بتشكيل حكومة إنقاذ، بعد سيطرة قوات "فجر ليبيا" على العاصمة طرابلس.
ويتخذ مجلس النواب الليبي المعترف به من الأسرة الدولية هو والحكومة المنبثقة عنه من مدينتي طبرق والبيضاء شرقي البلاد مقرا مؤقتا منذ أغسطس، بعد سيطرة قوات فجر ليبيا على العاصمة طرابلس.