عمان 21 يناير 2015 (شينخوا) أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن ثمة جهود مكثفة تقوم بها الجهات المختصة في سبيل تأمين الافراج عن الطيار الاردني معاذ الكساسبة الاسير لدى تنظيم داعش، طالبا من الجميع الصبر وأن "نترك المختصين يقومون بواجبهم في هذا الموضوع".
وكان الطيار الكساسبة قد تم اسقاط طائرته خلال قيامه بطلعة جوية على اهداف تابعة لتنظيم داعش الشهر الماضي ضمن طلعات جوية لقوات التحالف الدولي واسره بعد ما هبط في مظلته فوق مدينة الرقة السورية.
وقال الملك عبد الله الثاني خلال لقائه اليوم (الأربعاء)، في منطقة الموقر بالبادية الوسطى، شيوخ ووجهاء وأبناء قبيلة بني صخر، ضمن لقاءات وزياراته التواصلية مع أبناء الوطن في مختلف مناطقهم، أن الأردن قادر على مواجهة مختلف التحديات وتجاوزها.
وأشار إلى التضحيات التي قدمها أبناء الوطن دفاعا عن الوطن والأمة، مؤكدا أن معاذ الكساسبة ابن لكل الأردنيين وهو طيار مقاتل في الجيش العربي الذي قدم التضحيات على مدى التاريخ.
وقدر الملك عبد الله الثاني عاليا دور القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية في حماية الحدود وصون أمن المملكة والمواطنين، مؤكدا أن "وضعنا على الحدود مريح ونعمل على حمايتها باستمرار، مثلما أن وضعنا السياسي قوي جدا، وكثير من الدول بحاجة إلى الأردن وقوته ودورنا أكبر من حدودنا".
وعبر الملك عبد الله الثاني، خلال الزيارة، عن إدانته الشديدة لأي إساءة للرسول العربي الهاشمي الكريم، معتبرا أن نشر رسومات مسيئة تجسد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، هو عمل مدان وفيه إيذاء لمشاعر المسلمين في كل مكان.
واعتبر أن الحرب ضد التنظيمات الإرهابية هي حرب استباقية "ونخوضها ضد المتطرفين دفاعا عن الدين الإسلامي الحنيف، ويجب تبني منهجا شموليا لمواجهة الإرهاب والتطرف عسكريا وأمنيا وأيدولوجيا، والحرب اليوم داخل الإسلام، ويجب أن يأخذ العرب والمسلمين زمام المبادرة نصرة للإسلام ورسالته السمحة".
وحول مشاركته في مسيرة فرنسا ضد الارهاب، تساءل الملك عبد الله الثاني "إن لم تشارك الدول العربية والإسلامية كيف سيكون تأثير ذلك على من يقف مع المسلمين من غير المسلمين".
وأضاف "ذهبنا إلى هناك لنقف ضد التطرف والارهاب وللوقوف إلى جانب فرنسا كصديقة للأردن، والاهم من ذلك ذهبنا حتى نقف مع ستة ملايين مسلم في فرنسا وهم أكبر تجمع إسلامي في دولة اوروبية".
وأكد ضرورة إحداث وعي داخل العالم الاسلامي، معتبرا أن الرسوم المسيئة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ليست من الحريات وهي مرفوضة ومدانة.
ولفت إلى النقاش الذي يحدث داخل العالم الاسلامي ومع الاجانب حول الاعتدال والتطرف، قائلا "أنا مسلم ونحن كلنا مسلمون، والمتطرفون لا يمثلون الاسلام، ووجبنا حماية سمعة الاسلام والمسلمين".
وأكد الملك عبد الله الثاني في موازاة ذلك، اهمية تكثيف التحالفات ضد التطرف وأن يكون هناك تحالف عربي اسلامي للتصدي للارهاب يساهم فيه المجتمع الدولي.
وقال "إذا اردنا أن نبني تحالفا سياسيا ضد التطرف فمن غير المسموح أن يتم الاساءة الى إي دين، منوها بموقف قداسة بابا الفاتيكان الإيجابي الرافض للإساءة للرموز الدينية".
ولفت إلى أن ما شهدته فرنسا من أحداث أخيرا، هدفت إلى زيادة الكراهية ضد الاسلام والمسلمين، وهذا جزء من المشكلة، "وواجبنا ان نحمي صورة إسلام الاعتدال والتسامح وهذا واجب الجميع في كل البلدان العربية والاسلامية".
وتحدث الملك عبد الله الثاني عن جهود مساعي السلام في المنطقة، حيث أكد أن تحقيق السلام وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يشكل مدخلا لحل جميع قضايا المنطقة، وأن بقاءها دون حل سيزيد من حدة التطرف الذي ستكون مواجهته اصعب.
وجدد الملك عبد الله الثاني التأكيد على الاستمرار في بذل كل جهد ممكن من أجل الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس انطلاقا من الوصاية الهاشمية عليها"، وهذا واجب وشرف ونحن مستمرون في هذا الاتجاه".
وتحدث خلال الزيارة عن تطورات الاوضاع على الساحتين العراقية والسورية، مجددا موقف الاردن الداعي إلى ايجاد حل سياسي للازمة السورية.
وقال الملك "نحن نعمل ليل نهار من أجل أن نطور الوضع الاقتصادي في الأردن"، معربا عن تفاؤله بأن يكون المستقبل أفضل، مشددا على "أن تحسين الظروف المعيشية هو على رأس الأولويات، وندرك جميعا التحديات الاقتصادية التي تواجهنا، ومشكلة الفقر والبطالة ستبقى التحدي الأكبر".