الصفحة الأولى > الشرق الأوسط

تحليل إخباري: رد حزب الله على غارة القنيطرة "حتمي" للحفاظ على صورته وتوازن الردع مع إسرائيل

09:36:23 23-01-2015 | Arabic. News. Cn

شبعا (القطاع الشرقي بجنوب لبنان) 22 يناير 2015 (شينخوا) رأى خبراء أمنيون ومتابعون أن رد حزب الله اللبناني على الغارة الإسرائيلية التي أودت بحياة ستة من عناصره وقائد عسكري إيراني في محافظة القنيطرة السورية الأحد الماضي "حتمي وملزم" للحفاظ على صورته القوية أمام أنصاره والحفاظ على استمرار توازن الردع مع إسرائيل.

وقتل ستة من عناصر حزب الله الأحد الماضي في غارة جوية شنتها مروحية إسرائيلية أثناء قيام مجموعة من مقاتلي الحزب الشيعي بتفقد ميداني لبلدة "مزرعة الأمل" في محافظة القنيطرة السورية.

ومن بين قتلى حزب الله، قائد عسكري بارز يدعى محمد عيسى، وهو أحد مسؤولي ملفي العراق وسوريا، بجانب جهاد نجل عماد مغنية، القيادي الذي قتل في تفجير في دمشق عام 2008.

كما قتل في هذه الغارة الجنرال بالحرس الثوري الإيراني محمد علي الله دادي، الذي كان يتواجد بسوريا "لتقديم المشورة ومساعدة القوات الحكومية السورية في مواجهة الإرهابيين"، حسب ما أعلنت طهران.

وقال مصدر أمني لبناني لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الخميس) إن "كل المؤشرات التي أعقبت الغارة الإسرائيلية تشير إلى أن حزب الله ومن خلفه إيران لن يسكتا عن الاعتداء الإسرائيلي".

وتابع أن "صمت حزب الله من جهة وتصريحات المسؤولين الإيرانيين الملتهبة من جهة ثانية يوحيان بأن الرد سيكون حتميا عاجلا أم آجلا".

ولم يصدر عن حزب الله بشأن الهجوم سوى بيان أعلن فيه مقتل عناصره، واخر نعاهم فيه عند تشييعهم في الأيام الماضية وسط أجواء حزينة وغاضبة.

بينما قال الحرس الثوري الإيراني في بيان الإثنين، إن مقتل الجنرال الإيراني ومقاتلي حزب الله "سيعزز من عزم الحكومة لمواجهة النظام الإسرائيلي".

وبحسب المصدر الأمني "تجهد الجهات العسكرية والأمنية التابعة ل(المقاومة الإسلامية ) الذراع العسكري لحزب الله والحرس الثوري الإيراني في الإعداد لعملية عسكرية كبيرة بحجم خسارتهما في الغارة الإسرائيلية".

لكن يبقى "من الصعب" على أية جهة أمنية أو عسكرية أن تحدد طبيعة وكيفية رد حزب الله على الغارة الإسرائيلية، حسب المصدر الأمني.

وقال "إن كل ما يقال ويتردد في إطار رد حزب الله على العملية الإسرائيلية يبقى ضمن الإجتهادات والتكهنات التي لا تستند لأية وقائع".

ومع ذلك وضعت جهات متابعة للوضع الحدودي بين لبنان وإسرائيل "احتمالات وسيناريوهات" لرد حزب الله على الغارة الإسرائيلية.

وقالت هذه الجهات ل(شينخوا) "إن كل الاحتمالات والسيناريوهات واردة فيما يتعلق برد حزب الله على عملية القنيطرة".

ومن بين هذه الاحتمالات "إطلاق صواريخ على مواقع متقدمة في جبهتي الجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية المحتلتين، أو زرع عبوات ناسفة ضد دوريات مدرعة على خط التماس بين إسرائيل ولبنان، أو اجتياز الحدود وخطف جنود إسرائيليين واحتجاز مستوطنين، أو شن غارات على مواقع وأهداف لقادة عسكريين بواسطة طائرات من دون طيار يملكها حزب الله"، حسب هذه الجهات.

وتسود على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان حالة استنفار قصوى في كافة المؤسسات العسكرية والأمنية، إضافة إلى استنفار خارجي يشمل المصالح الإسرائيلية في العالم خشية هجمات انتقامية من حزب الله.

ويتوقع عميد متقاعد في الجيش اللبناني رفض ذكر اسمه في تصريح ل(شينخوا) استمرار الاستنفار الإسرائيلي في الداخل والخارج في المدى المنظور لمواجهة أي عملية انتقامية لحزب الله ردا على عملية القنيطرة.

ورأى أن "حزب الله ملزم بالرد حتى لا يبدو ضعيفا في نظر جمهوره، خاصة في ظل توزع وتوسيع انتشار قواته بين لبنان وسوريا والعراق".

ويشارك حزب الله خصوصا في النزاع الدائر بسوريا بجانب قوات الجيش السوري ضد مقاتلي المعارضة.

واعتبرت دمشق الأحد على لسان وزير الإعلام عمران الزعبي، أن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت عناصر حزب الله "امتدادا لجرائم الاحتلال وتأتي في إطار دعمه للتنظيمات الإرهابية" التي تقاتل السلطات في سوريا.

وحول توقيت الرد، قال العميد المتقاعد إنه "من الصعب التكهن بالرد الذي يمكن أن يؤجل إلى أن تنشأ ظروف تنفيذية ملائمة لاعتماد خياراته، ومن بينها استهداف مصالح إسرائيلية في الخارج أو عملية هجومية في الجولان، أو عملية نوعية ضد هدف كبير على الحدود مع لبنان أو في وسط إسرائيل".

واعتبر أن "حزب الله معني باستمرار توازن الردع مع إسرائيل، وهذا يعني أن الجيش الإسرائيلي سيواجه في الفترة القادمة صعوبات على الحدود مع لبنان وسوريا".

وحتى لحظة رد حزب الله وربما الرد المعاكس من قبل إسرائيل، سيبقى الوضع على جانبي الحدود بين لبنان وسوريا وإسرائيل "مفتوحا على كل الاحتمالات" في ظل تبادل أعلى درجات الإستنفار المترافقة مع حشودات مكثفة للأطراف المعنية، حسب ما قال العميد اللبناني المتقاعد.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
010020070790000000000000011101451339403221