دمشق 27 يناير 2015 ( شينخوا ) طالب تيار بناء الدولة السورية المعارض في الداخل السوري يوم الثلاثاء المشاركين في منتدى موسكو بالتركيز على الملف الإنساني، وترك القضايا الإشكالية التي تزيد من تعقيد الأزمة السورية .
وقالت منى غانم نائب رئيس تيار بناء الدولة السورية المعارض في مؤتمر صحفي عقدته في مقر التيار، شاركت فيه وكالة )) شينخوا(( بدمشق، لإطلاق نتائج الاستبيان الذي أجراه التيار حول منتدى موسكو، قالت " نريد أن نرسل رسالة واضحة للمؤتمرين في موسكو وللسلطة السورية والمجتمع الأوروبي والغربي أن الحل يبدأ بالتفاوض على الملف الإنساني ثم التفاوض السياسي، وترك القضايا الإشكالية مثل منصب الرئاسة في سوريا والجيش والعمل على خلق مسارات ومجالات ثقة من أهمها إطلاق سراح المعتقلين وإطلاق الحريات العامة."
ويشار إلى أن الكثير من المناطق السورية تعاني من أزمات إنسانية ونقص حاد في الدواء والغذاء بسبب القتال الدائر بين طرفي النزاع في البلاد منذ حوالي 4 سنوات تقريبا .
وأشارت القيادية في تيار بناء الدولة إلى أن نتائج الاستبيان بينت أن 88 بالمئة من المستطلعين يريدون أن يبدأ المؤتمر عملية تفاوض سياسية مع قوى المعارضة السورية حول مستقبل سوريا، وأن 56 بالمئة منهم يعتبرون أن المشاركين في منتدى موسكو " لا يمثلهم " ، وأن 27 بالمئة يعتبرون أن المعارضة الداخلية المشاركة " تمثلهم " ، و17 بالمئة يمثلهم النظام في منتدى موسكو، و10بالمئة تمثلهم المعارضة في الخارج .
وأوضحت غانم أن 40 بالمئة لا يعتقدون أن منتدى موسكو يخدم مصالح السوريين، و 37 بالمئة يعتقدون أنه يمثل مصالحهم ، في حين أن 23 بالمئة لا يعرفون إن كان المؤتمر يخدم مصالحهم أم لا .
وبينت غانم أن التيار اعتذر عن المشاركة في لقاء موسكو ، لكنه دعم المبادرة الروسية بشكل كبير، مشيرة إلى أن التيار قدم الكثير من المقترحات إلى روسيا من أجل إنجاح المبادرة الروسية انطلاقا من موسكو إلى دمشق ، داعية لأن ينطلق الحوار من عاصمة البلاد .
وأكدت نائب رئيس تيار بناء الدولة السورية أن الاستبيان تم عرضه على سفراء الاتحاد الأوروبي في بيروت ، لافتة إلى أن التفاوض يجب أن يبدأ من الملف الإنساني ثم ننتقل إلى التفاوض السياسي وخاصة إطلاق سراح المعتقلين ، موضحة لسفراء الاتحاد الأوروبي أن السياسة الأوروبية تجاه سوريا " هي التي أوصلتنا إلى الخراب والكارثة الإنسانية المدمرة من خلال التركيز على ان رحيل الأسد هو الحل ، ودعم المعارضة الخارجية والتخلي عن الشعب السوري" .
وكان تيار بناء الدولة السورية المعارض أعلن مقاطعته للقاء موسكو، لعدم وجود أجندة أو جدول أعمال واضح، ولعدم جديته في إيجاد حل سياسي للازمة السورية بين المشاركين في اللقاء .
ويعد تيار بناء الدولة السورية من أحد أهم أقطاب المعارضة السورية الموجودة في الداخل السوري ، وقد شارك في اجتماعات القاهرة التي عقدت بالتزامن مع بدء إعمال منتدى موسكو ورفض التوقيع على الوثيقة التي تم اعتمادها في المؤتمر .
وأكد الرئيس السوري بشار الأسد الاثنين في مقابلة مع مجلة أمريكية أن " ما سيجري في موسكو " ليس مفاوضات للتوصل إلى حل بل إنه تحضير للمؤتمر " ، مشيرا إلى أن بلاده ستتحاور مع الجميع دون شروط .
وانعقد منتدى موسكو بدءاً من الثلاثاء حيث يجتمع عدد من شخصيات المعارضة مع بعضهم بعضاً قبل أن ينضم الوفد السوري الرسمي إلى المنتدى يوم الأربعاء.
وأطلقت روسيا على اجتماعات موسكو تسمية " منتدى " كونها ليست " حوارا " أو " مفاوضات " ولا جدول أعمال مطروح على الطرفين لبحثه بل هو لقاء تشاوري يمهد لحوار قد يجري لاحقاً في موسكو أو في دمشق، وفق ما يتفق عليه المجتمعون، وخاصة أن روسيا حريصة على أن يكون اللقاء من دون أي تدخل خارجي وينتج عنه فقط ما يتفق عليه المجتمعون.
