عمان 4 فبراير 2015 (شينخوا) أعدمت السلطات الأردنية شنقا فجر اليوم )الأربعاء( الانتحارية العراقية ساجدة الريشاوي التي طالب تنظيم الدولة الإسلامية بإطلاق سراحها وزياد الكربولي المنتمي للقاعدة، وذلك ردا على إعلان التنظيم إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا حتى الموت.
وقالت وزارة الداخلية الأردنية في بيان إنه "تم فجر اليوم الأربعاء تنفيذ حكم الإعدام شنقا بحق المجرمة ساجدة مبارك عطروز الريشاوي ...وحكم الاعدام شنقا حتى الموت بحق المجرم زياد خلف رجه الكربولي"، مؤكدة أن تنفيذ الحكم تم بحضور المعنيين ووفقا لجميع الإجراءات المنصوص عليها في القانون.
وكانت محكمة أمن الدولة قضت بالإعدام على الريشاوي، وهي عراقية الجنسية، في 21 سبتمبر عام 2006 لدورها في هجمات إرهابية استهدفت 3 فنادق في عمان في نوفمبر عام 2005 أدت الى مقتل 56 شخصا.
أما الكربولي، وهو عراقي الجنسية أيضا، فقد صدر ضده حكم قضائي عن محكمة أمن الدولة بإعدامه شنقا في 6 مارس عام 2007 بعد إدانته بأعمال ارهابية أفضت الى موت شخص والمؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية وحيازة مفرقعات بقصد استعمالها على وجه غير مشروع.
وجاء تنفيذ الحكم على المتهمين غداة إعلان تنظيم الدولة الإسلامية إعدام الكساسبة حرقا حتى الموت. وقال تلفزيون الأردن الرسمي إن عملية إحراقه وقعت في 3 يناير، أي قبل مهلة تبادل الأسرى بكثير.
ونشر تنظيم الدولة الإسلامية فيديو على أحد مواقعه على شبكه الانترت يوم الثلاثاء ظهر فيه ما قدم على أنه الطيار الأردني في لباس برتقالي داخل قفص قبل أن يقوم ملثم بلباس عسكري بإضرام النيران فيه.واشتعلت النيران في الرجل قبل أن يهوي على الأرض متفحما.
وكان الكساسبة أول طيار تابع لبلد يشارك في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية يقع في أسر التنظيم بعد سقوط طائرته فوق مدينة الرقة شمال شرق سوريا.
وجاء نشر شريط فيديو إحراق الطيار الأردني بعد وقت قصير من توقيع الولايات المتحدة والأردن مذكرة تفاهم تزيد بموجبها المساعدة الأمريكية السنوية للأردن من 660 مليون إلى مليار دولار أمريكي " لتلبية احتياجاته العاجلة الناجمة عن الاضطرابات الإقليمية"، وفقا لما ذكرته وزارة الخارجية الأمريكية في بيان.
وقال كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني إن " الأردن يواجه مخاطر وتحديات متعددة في شكل تهديدات متطرفة وخاصة عبء استضافة أكثر من 800 ألف لاجئ في دولة يقل تعدادها عن 7 مليون". وتعهد بأن يبقى دعم بلاده للأردن والشعب الأردني " قويا ومطردا".
وقرر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قطع زيارته للولايات المتحدة أثر الحادث. وقال إن الكساسبة "قضى دفاعا عن عقيدته ووطنه وأمته" ودعا مواطنيه إلى الاصطفاف "في مواجهة الشدائد والمحن".
وتوعد الجيش الأردني تنظيم الدولة الإسلامية "بالقصاص" لمقتل طياره، مؤكدا أن "دمه لن يذهب هدرا"، وشددت الحكومة على "رد مزلزل وحازم".
وقوبل شريط إعدام تنظيم الدولة، الذي سيطر على مساحات شاسعة في سوريا والعراق، للطيار الأردني بموجة إدانات دولية وإقليمية.
ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون قتل الكساسبة وقال إن التنظيم الارهابى "لا يأبه للحياة الإنسانية".وحث كافة الحكومات على تعزيز جهودها لمكافحة آفة الارهاب والتطرف ضمن حدود التزاماتها تجاه حقوق الإنسان.
كما ندد مجلس الأمن بمقتل الطيار ودان " هذا العمل المشين والجبان". وطالب المجلس بالافراج الفورى والآمن وغير المشروط عن كافة الرهائن لدى تنظيم الدولة الإسلامية ، مؤكدا الحاجة الى دحر التنظيم والقضاء على العنف وعدم التسامح والكراهية التي يفرضها.
كما دان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بشدة مقتل الكساسبة علي يد تنظيم الدولة الإسلامية ، معتبرة إياه "جريمة بشعة تعود بنا إلى عصور الظلام".
وتعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدحر التنظيم بعيد نشر الفيديو واصفا الشريط في حال صحته بأنه مؤشر آخر إلى "وحشية" هذا التنظيم.
وقال أوباما إن "هذا الشريط على ما أعتقد سيضاعف يقظة وتصميم التحالف الدولي لضمان إضعافهم ودحرهم في نهاية المطاف"، معربا عن اعتقاده بأن التنظيم يعمل على " أديولوجية مفلسة".
واعتبرت السعودية مقتل الطيار" عملا بربريا جبانا لا تقره مبادئ الإسلام"، داعية إلى تكثيف الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله.
وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، عن " إدانة مصر البالغة وبأشد وأقسى العبارات جريمة قتل الطيار الأردني"، واصفا الجريمة بـ" العمل البربري الجبان والهمجي البشع، الذي يتناقض تماما مع قيم الدين الإسلامي الحنيف، ويخالف كافة الشرائع السماوية التي تحض على الرحمة وتصون القيم السامية وتعلي من حرمة النفس البشرية".