الصفحة الأولى > الشرق الأوسط

تحقيق إخبارى: محافظة ديالى "مدينة البرتقال" شرقي العراق تخشى من فقدان رمزها التاريخي

20:43:47 04-02-2015 | Arabic. News. Cn

بعقوبة، العراق 4 فبراير 2015 (شينخوا) يبدي الكثير من المسئولين الحكوميين والمزارعين بمحافظة ديالى شرقي العراق والتي عرفت تاريخيا بمدينة البرتقال، مخاوفا كبيرة من فقدان هذا الرمز التاريخي كنتيجة لاعمال العنف التي شهدتها مدن المحافظة على مدى السنوات الماضية واثرت بشكل مباشر على المساحات المزروعة بالبرتقال والكميات المنتجة منه.

وقال رئيس اللجنة الزراعية في مجلس ديالى حقي الجبوري لوكالة أنباء ((شينخوا))، "بالفعل لدينا قلق متنامي حيال اندثار بساتين البرتقال في ديالى نتيجة ما تعرضت له من انتكاسة قاسية بسبب الاضطرابات الامنية خاصة في مناطق المقدادية (40 كم) شرق مدينة بعقوبة، مركز المحافظة واطرافها لتي تمثل المنتج الاكبر للبرتقال على مستوى العراق ويقدر انتاجها السنوي بعدة الاف من الاطنان".

وأضاف إن " شجرة البرتقال التي تنتمي الى فصيلة الحمضيات تعد من الاشجار التي لا تقاوم الجفاف ويمكن ان ينتهي عمر شجرة عمرها 20 عاما في اسابيع قليلة اذا انقطع عنها الماء وهناك تكمن خطورة فقدان الاف الدونمات بسبب الاضطرابات التي منعت المزارعين من سقي مساحات شاسعة من البرتقال".

فيما اشار احمد الربيعي عضو اللجنة الزراعية في مجلس ديالى إلى أن " ناحية ابي صيدا (30 كم) شمال شرق بعقوبة كانت تحوي من (5 - 7) الاف دونم من الحمضيات وكانت تسمى ببلدة البرتقال الى امد قريب حيث يقام مهرجان سنوي لعرض انواع الحمضيات بمختلف انواعها ومنها البرتقال التي تمتاز بالجودة العالية قياسا بالمستورد".

وأضاف ان " بساتين الحمضيات ومنها البرتقال لم يبقى منها سوى 20 % بسبب الاضطرابات الامنية التي دفعت اغلب المزارعين الى الكف عن رعاية بساتين عمرها يزيد عن 100 عام بسبب العبوات الناسفة التي يزرعها المسلحون في البساتين والطرق المؤدية اليها وعمليات الاغتيال المباشرة للمزارعين من قبل المسلحين".

وأشار الربيعي إلى أن الحمضيات بشكل عام والبرتقال بشكل خاص قد يأتي يوم وتندثر لان حجم ما موجود من بساتين مثمرة في تناقص مستمر وخاصة بعد الاحداث الاخيرة التي دمرت مساحات شاسعة للغاية قد تؤدي إلى انخفاض الانتاج الموجود حاليا من (60 - 70) بالمائة، في اشارة الى سيطرة تنظيم (داعش) على مساحات واسعة من اراضي المحافظة وما تلاها من معارك لتحرير هذه المناطق.

وأكد عبود الجبوري، مزارع يملك بستان تزيد مساحته عن 20 دونم (1 دونم = 2500 م) في اطراف قرية سنسل (48 كم) شمال شرق بعقوبة ان " بستانه كان يحوي اغلب اشجار الحمضيات لكن شجرة البرتقال تتصدر المشهد وهو يجني من 30-50 طن سنويا من البرتقال".

وأضاف ان " تردي الاوضاع الامنية وسيطرة تنظيم (داعش) على قريته دفعه للنزوح دون ان يتمكن من سقي مزرعته او يجني ولو ثمرة واحدة وبقي المحصول معلقا في اغصان الاشجار التي تعرضت الى ضرر بالغ بسبب عدم سقيها لفترات طويلة".

وبين الجبوري ان " مساحات كبيرة من البساتين احرقت بفعل الاشتباكات وعمليات القصف التي رافقت عملية تحرير قريته وبقية القرى المجاورة لها، مما يعني بان الجفاف والعنف تسببا في هلاك مساحات شاسعة من البساتين وقد لاتعود الى حالتها الطبيعية في الامد القريب".

ورأى عبد الله الخيلاني مزارع من قرية الخيلانية (45 كم) شمال شرق بعقوبة ان عملية انشاء بستان زراعي تحتاج إلى سنين طويلة لان فترة نمو اشجار الحمضيات ومنها البرتقال طويلة وتحتاج الى جهد سنوي مضاعف، وصرف الكثير من الاموال التي لم يعد لدى معظم الفلاحين ما يكفي منها".

وأوضح أن " التدهور الامني ضرب المناطق الزراعية التي تشتهر بانتاج الحمضيات بداية الموسم الصيفي ما يعني ان الكارثة ستكون كبيرة لان الجفاف قضى على مساحات شاسعة من الاراضي في الاشهر الماضية".

وتابع الخيلاني ان " العديد من البساتين جرى تلغميها بالعبوات الناسفة ما يعني ان اعادة احيائها يتطلب تدخل الجهد الهندسي للقوات الامنية من اجل تنظيف البساتين من هذه العبوات"، داعيا وزارة الزراعة إلى دعم مزارعي المناطق المحررة من اجل احياء بساتينهم والتقليل من حجم الاضرار التي احدثتها اعمال العنف والعمليات العسكرية".

وأشار رعد العزاوي خبير زراعي في محافظة ديالى الى ان حجم بساتين الحمضيات يزيد عن 180 الف دونم في المحافظة، الا ان ما موجود فعليا لايزيد عن 100 الاف دونم لان بقية المناطق دمرت واهلكت بسبب اعمال العنف وما رافقها من احداث خاصة مواسم الجفاف والتجريف، مبينا ان الاضطرابات الامنية الاخيرة ربما تكون اسوء كارثة تمر بها بساتين الحمضيات لان حجم التدمير الذي خلفته كان كبير.

وخلص العزاوي الى القول ان 70 بالمائة من المناطق التي تنتج البرتقال لم تجني أي ثمرة لان وضعها الامني ساخن واغلب المزارعين نزحوا الى مناطق اخرى، ما يعني بالمحصلة ان هؤلاء المزارعين فقدوا موردهم الاقتصادي فضلا عن الدمار الكبير الذي لحق بمزارعهم.

وتشتهر محافظة ديالى شرقي العراق باسم مدينة البرتقال لكثرة بساتين البرتقال فيها، كما تنتشر فيها زراعة أنواع أخرى من الحمضيات بالإضافة لزراعة النخيل والعنب، وقد شهدت مدن المحافظة التي عاشت لسنوات تحت وطأة اعمال العنف، سلسلة من العمليات العسكرية لتحريرها من تنظيم (داعش) الذي سيطر عليها لعدة اشهر، مما تسبب بالحاق اضرار كبيرة بالمحاصيل الزراعية وفي مقدمتها البرتقال، رمز المدينة وعنوانها التاريخي.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
010020070790000000000000011101451339705081