صنعاء 12 فبراير 2015 (شينخوا) أدت مغادرة عدد من البعثات الدبلوماسية الأجنبية الأراضي اليمنية وإغلاق لسفاراتها إلى حدوث ارتباك في المشهد اليمني , وسط تخوفات من انزلاق الأوضاع إلى الخطر.
وجاءت هذه التحركات من مغادرة بعض البعثات الدبلوماسية وتعليق العمل في السفارات، على خلفية الأوضاع المعقدة التي تعيشها اليمن, جراء سيطرة جماعة الحوثي "انصار الله" على العاصمة صنعاء وعدد من المدن والمحافظات الشمالية , وقيامهم الجمعة الماضية بإعلان دستوري تضمن تشكيل مجلس وطني وحل للبرلمان المنتخب.
وأقدمت جماعة الحوثي على "الإعلان الدستوري" لإنهاء الفراغ الدستوري الذي خلفته استقالة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والحكومة تحت ضغوط الجماعة واقتحام مسلحيها لدار الرئاسة والقصر الجمهوري بصنعاء في 22 يناير الماضي , بعد عدة أشهر من اجتياح الحوثيين للعاصمة.
وفشلت مفاوضات عدة لإيجاد حل توافقي , وتجرى في الأثناء جولة مفاوضات جديدة بين القوى اليمنية بمشاركة الحوثيين برعاية المبعوث الاممي لليمن جمال بنعمر , وسط انحسار آفاق الخروج بحل حتى اللحظة نتيجة الخلافات العميقة.
وغادرت يوم أمس البعثة الدبلوماسية الأمريكية من العاصمة صنعاء وبعثات أخرى وعلقت الأعمال في عدد من السفارات الأجنبية باليمن.
وقالت الخارجية الأمريكية، أمس "الأربعاء"، أن طائرة عمانية خاصة أمنت مغادرة سريعة لموظفي السفارة الأمريكية من اليمن.
وأشادت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر ساكي، في الموجز الصحفي أمس "الأربعاء"، بدور سلطنة عمان وقطر في تسهيل خروج آمن وسلس لطاقم السفارة الأمريكية في العاصمة اليمنية صنعاء.
كما سحبت بريطانيا طاقمها الدبلوماسي وأوقفت بشكل مؤقت العمل بالسفارة البريطانية فى اليمن. حسبما ذكرت وزارة الشؤون الخارجية والكومنولث امس .
وقال الوزير البريطاني للشرق الأوسط توبياس ايلوود إن السفير البريطاني لدى اليمن والطاقم الدبلوماسي غادروا اليمن وسوف يعودون إلى بريطانيا.
وأضاف ايلوود أن العاملين الدبلوماسيين سحبوا من السفارة البريطانية فى صنعاء لأسباب أمنية.
وتابع " أن الوضع الأمني فى اليمن واصل التدهور خلال الأيام الأخيرة.. وللأسف فإننا نرى أن العاملين بسفارتنا ومبانيها يتعرضون لخطر متزايد".
كما حث المواطنين البريطانيين فى اليمن على مغادرة الدولة على الفور.
بدورها أغلقت السفارة الفرنسية بصنعاء أمس أبوابها، بسبب الأوضاع الأمنية في اليمن.
ويتوقع أن تغادر باقي بعثات الاتحاد الأوروبي خلال الساعات والأيام القليلة القادمة.
وقال مصدر في بعثة الاتحاد الأوروبي بصنعاء اليوم ( الخميس) لوكالة أنباء (شينخوا) إن هناك توجها لتعليق عمل بعثة الاتحاد الأوربي بصنعاء, وإغلاق باقي السفارات التابعة للاتحاد .
وأضاف " سفيرة الاتحاد الأوروبي بصنعاء تينا موشايت لا تزال حتى اللحظة بصنعاء , إلا انه من المقرر أن تغادر البلاد خلال الساعات القادمة".
وأشار إلى أن السفارة الايطالية شبه مغلقة , وأن البعثة الألمانية يتوقع بان تغادر في القريب العاجل , بالإضافة إلى مغادرة القائم بالأعمال الاسباني من صنعاء.
بدورها أعلنت الخارجية اليمنية اليوم ( الخميس) بأنها لم تبلغ رسميا بمغادرة بعض البعثات الدبلوماسية البلاد أو تعليق عمل بعض السفارات.
وقال السفير عبد الملك الارياني رئيس دائرة المراسم بوزارة الخارجية اليمنية , إن الوزارة لم تبلغ رسميا بمغادرة أو تعليق أيا من البعثات الدبلوماسية الأجنبية المعتمدة في البلاد حتى اللحظة".
وعن الآثار المترتبة عن مغادرة البعثات بعد ان أعلنت دولهم بشكل رسمي مغادرتها صنعاء , علق السفير اليمني بأنه " لكل فعل رد فعل".
وتعد مغادرة بعض البعثات الأجنبية صنعاء مؤشرا خطيرا لما تتجه إليه البلاد.
وفي السياق أكد مصدر دبلوماسي يمني , بان مغادرة البعثات الدبلوماسية مؤشرا خطيرا بان الوضع لا يشجع على الاستقرار.
وأوضح المصدر, مفضلا عدم ذكر هويته , بان الخارجية اليمنية فعلا لم تتلق أي بلاغات رسمية عن مغادرة بعض البعثات وتعليق عمل بعض السفارات بصنعاء, وان ما حدث مؤشر خطير بان الوضع غير مشجع على الاستقرار.
وأضاف " بقاء البعثات الدبلوماسية يمثل انطباع بان البلاد تسير باتجاه الخروج من الأزمة بحلول ناجعة , إلا ان ما حدث يعكس مدى غياب الحل حتى اللحظة وان الأمور تتجه نحو المجهول".
وتابع " ربما هذه الخطوة من قبل بعض الدول تمثل ضغوطا للأطراف اليمنية للبحث عن حلول عاجلة ".
وأشار إلى ان اليمن بحاجة ماسه إلى موقف دولي واضح وداعم للاستقرار , لان أي فشل داخلي سيكون له آثار سلبية على المنطقة والإقليم والمجتمع ككل.
من جانبه, قال الكاتب الصحفي اليمني غمدان اليوسفي إن ما حدث من مغادرة لبعض البعثات الدبلوماسية الأجنبية من اليمن يعبر عن حالة فشل للسفراء وارتباك في الموقف الدولي.
وأضاف " الموقف الدولي ظل يبحث عن مخرج للحوثيين وليس لليمنيين، فوصل الأمر لهذه النتيجة".
وأشار إلى أن مغادرة البعثات الدبلوماسية وتعليق أعمالها قد يكون ناتج عن معلومات بأن الجماعة المسلحة وصلت إلى مرحلة فقدان السيطرة عن عناصرها حيث تظهر حالات نهب لمخازن تجارية وغيرها، مؤكدا أن مصادر دبلوماسية رددت هذا الأمر وهو أحد أسباب المغادرة.
بدورها أعلنت جماعة الحوثي بان إغلاق بعض السفارات الغربية "غير مبرة على الإطلاق".
وقال مسئول العلاقات الخارجية في الجماعة حسين العزي، ان القرارات التي اتخذتها بعض الدول الغربية لاغلاق سفاراتها في صنعاء قرارات غير مبررة على الإطلاق .
وأوضح العزي:" إن هذه القرارات تندرج فقط في سياق الضغط على شعبنا في ما صنعه من تحولات عظيمة على طريق عزته وكرامته وسيادته واستقلاله وامتلاك قراره السياسي وحقه المشروع في الحياة الكريمة كأحد أهم مقتضيات وأهداف ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر ".(حسب وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" التي تديرها الجماعة).
وأضاف :" نحن على ثقة في أن حكومات الدول الشقيقة والصديقة الحريصة على تطوير وتعزيز العلاقات مع بلدنا الكبير والعظيم، ستدرك في القريب العاجل بأن مصلحتها تقتضي التعاطي الايجابي مع إرادة الشعب اليمني الواجبة الاحترام".