رام الله/غزة 16 فبراير 2015 (شينخوا) عبر الفلسطينيون عن صدمتهم وتنديدهم بحادثة إعدام تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) 21 قبطيا مصريا "ذبحا" في ليبيا.
وسادت عبارات الاستنكار والاستهجان للحادثة تعليقات الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الإلكترونية خاصة ما وصفوه الوحشية في عملية الإعدام.
وكتب مأمون أبو عامر ويعمل مدرسا في غزة على صحفته على موقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك)، إن "قتل 21 مصريا لمجرد أنهم مسيحيين جريمة بشعة، لا يمكن إلا أن تكون خدمة لأعداء الإسلام والمسلمين".
وعبر الشاب محمد صلاح ويعمل صحفيا في غزة، عن إدانته الشديدة لحادثة قتل المصريين، وما وصفه "الأسلوب الوحشي بالقتل بما لا يعبر عن منهج الإسلام وسماحته".
ورأت الشابة خولة فيصل من رام الله في الضفة الغربية، أن حادث قتل المصريين "تظهر بشاعة ووحشية لا يقلها أي دين خصوصا الدين الإسلامي الداعي للتسامح والتعايش ونبذ القتل".
واعتبر أبو أمجد حيدر وهو في منتصف الخمسينيات من عمره من نابلس بالضفة الغربية، أن الحادثة "تؤكد أن داعش مجموعة من الإرهابيين القتلة"، مذكرا بقيامها بقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا ونشر فيديو بذلك مطلع هذا الشهر.
وفي السياق ذاته، استهجن الشاب بشير أبو الشعر من غزة بشدة حادثة قتل المصريين، ورأي أن الدين الإسلامي بريئ منها ومن مرتكبيها، مذكرا بحدث رسول المسلمين محمد بأن "من آذى ذميا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله".
وكان تنظيم (داعش) أعلن عبر شريط فيديو بثه على الإنترنت مساء أمس (الأحد) إعدام 21 قبطيا مصريا "ذبحا" في ليبيا.
وأظهر الفيديو الذي بث تحت عنوان "رسالة موقعة بالدماء إلى أمة الصليب"، مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ(داعش) وهم يقتادون الرجال المصريين الذين ارتدوا ثيابا برتقالية اللون وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم على ما أسموه "ساحل ولاية طرابلس على البحر الأبيض المتوسط" ثم يجبرونهم على الجثو على ركبهم، قبل أن يقوموا بذبحهم.
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، الحداد في الأراضي الفلسطينية لمدة ثلاثة أيام، وتنكيس الأعلام على أرواح الضحايا المصريين.
ووصف عباس الذي هاتف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، معزيا الحادث بأنه "جريمة بشعة"، معتبرا أنها "تؤكد طبيعة هذا التنظيم الإرهابي الذي لا يفرق بين الإسلام والمسيحية، ويشوه ديننا الإسلامي الحنيف السمح".
وأعرب عن تضامنه ودعمه للرئيس والشعب المصري الشقيق"، مشددا على أن "تكرار هذه الجرائم يؤكد أنه لا بد من تشكيل تحالف مشترك لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي في أسرع وقت ممكن".
كما قوبل حادث إعدام المصريين بتنديد شديد من الفصائل الفلسطينية.
ووصفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان لها تلقت ((شينخوا)) نسخة منه الحادث ب"الجريمة البشعة".
وقالت الحركة الإسلامية، إنها "ترى في هذا النهج المشين تشويها للإسلام، وتعديا على مبادئه وسماحته وتخريبا لأواصر العلاقة بين المواطنين العرب مسلمين كانوا أو مسيحيين الذين يعيشون في أوطاننا على مدى مئات السنين، حيث وفر لهم الإسلام كل الأمن والأمان كمواطنين".
وشددت الحركة، على أن "الإسلام لم يأمرنا إلا بقتال من قاتلنا أو اعتدى علينا واغتصب حقوقنا".
كما أدانت حركة (الجهاد) الإٍسلامي الحادث ووصفته ب"الجريمة البشعة".
وقالت الحركة في بيان صحفي تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، "إن هذا العمل الإجرامي والوحشي هو بلا شك جريمة في حق الإسلام، قبل أن يكون بحق المصريين أو الأقباط الأبرياء والعزل".
وأضافت الحركة الإسلامية، إن "الإسلام بعقيدته الخالدة وشريعته السمحاء بريء من هذه الأعمال المنكرة والمروعة والتي لن يترتب عليها سوى تشويه بل تحطيم صورة الإسلام والمسلمين في العالم".
وفي السياق ذاته، تقدمت الجبهة الشعبية اليسارية لتحرير فلسطين بأحر التعازي إلى مصر قيادة وشعبا وذوي الضحايا في "الجريمة البشعة" التي نددت بها بشدة.
واعتبرت الجبهة في بيان لها تلقت ((شينخوا)) نسخة منه أن "هذه الجريمة لا تمت إلى ثقافة وروح أمتنا بصلة، وإنما هي تعبير ممنهج عما وصلت إليه قوى التكفير من همجية وجهل وإجرام مدعوم من قبل أعداء الأمة العربية ".
وأكدت الجبهة، على "ضرورة التوحد والعمل الجاد للتصدي لمثل هذه الجرائم البشعة ومرتكبيها وداعميها"، معبرة عن ثقتها بقدرة الشعب المصري على تجاوز هذه المحنة والمخططات التي تستهدف مصر.
بدورها، أدانت الجبهة الديمقراطية اليسارية لتحرير فلسطين في بيان صحفي لها "الجريمة الوحشية التي ارتكبتها عصابات الإرهاب الطائفي والمذهبي" بحق المصريين، معتبرة أن "هذه الأعمال الجبانة خدمة لأعداء مصر وللاحتلال الإسرائيلي".
وأكدت الجبهة، وقوفها ووقوف الشعب الفلسطيني بجانب الشعب المصري في مصابه الأليم، معربةً عن ثقتها بأن شعب مصر وقيادته سيتجاوزون هذه المحن والتحديات ويحققون أهدافهم في الحرية والديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية وبناء مصر آمنة مطمئنة للاستمرار في دورها الريادي عربيا ودوليا.
وردت مصر بقوة وبسرعة على فيديو بثته داعش لذبح 21 مصريا مسيحيا في ليبيا مساء أمس (الأحد)، ووجهت ضربة جوية لمواقع ومراكز تدريب ومخازن أسلحة لداعش في ليبيا.
وأصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية اليوم (الاثنين) بيانا أكدت فيه أنه تم توجيه ضربة جوية ضد معسكرات تنظيم داعش الإرهابى فى ليبيا وذلك تنفيذا لقرارات مجلس الدفاع الوطنى.