تكريت ، العراق 27 فبراير 2015 (شينخوا) مع الاعلان عن استكمال الاستعدادات لشن هجوم لطرد عناصر تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) من عدة مناطق بمحافظة صلاح الدين شمالي العراق،شهدت معسكرات التدريب لما بات يعرف بالحشد الشعبي اقبالا واسعا من أبناء العشائر السنية في المناطق المستهدفة بالهجوم.
وتشكلت قوات الحشد الشعبي بعد فتوى المرجع الديني الأعلى آية الله علي السيستاني بقتال (داعش) ،حيث لبى هذه الفتوى عشرات الآلاف من الشيعة.
لكن أبناء السنة من المناطق التي احتلها تنظيم داعش بدأوا بالتطوع في هذه القوات للمشاركة في تحرير مناطقهم من سيطرة هذا التنظيم المتطرف.
واللافت أن الاقبال لم يكن محصورا بقبائل كانت ترفض وجود عناصر (داعش) من الأساس كقبيلة الجبور ، بل تعداه الى كل قبائل محافظة صلاح الدين التي انخرط أبناؤها بمئات المتطوعين بالحشد الشعبي الذي ترعاه الحكومة العراقية وقوات الجيش والشرطة.
ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق واسعة في شمال وغرب العراق منذ العاشر من يونيو الماضي، فيما تعمل القوات العراقية على استعادة هذه الأراضي من التنظيم المتطرف.
وتمكنت القوات الامنية العراقية من تطهير الاجزاء الجنوبية من محافظة صلاح الدين مطلع الشهر الماضي وتستعد حاليا لشن عملية عسكرية كبيرة لتطهير الاجزاء الشمالية منها.
وافتتحت قوات الأمن العراقية خمسة معسكرات لتدريب المقاتلين من القبائل السنية ثلاثة منها في مدينة سامراء (40 كم) جنوب تكريت.
اما المعسكران الرابع والخامس فيوجد مقرهما في قاعدة سبايكر (10 كم) شمال تكريت، والخامس في بلدة سليمان بيك التابعة لمدينة طوزخورماتو (90 كم) شرق تكريت.
وقال جاسم الجبارة رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة صلاح الدين "ان الاقبال كبير على التطوع في المعسكرات".
وأضاف الجبارة لوكالة انباء ((شينخوا)) أن "الطاقة التدريبية والاستيعابية لا تكفي لجميع المتطوعين الراغبين بالانضمام الى الحشد العشبي والذين تجاوز عددهم آلاف ولا تتمكن الدولة من استيعابهم".
وتابع "الاتصالات مستمرة مع مختلف القبائل التي تطلب تطوع ابنائها في حشد عشائر محافظة صلاح الدين".
ومضى الجبارة قائلا "هناك أبناء لعوائل تطوعوا جميعا على أمل مقاتلة تنظيم (داعش) وطرد عناصره من المناطق التي يسيطرون عليها الان وسببوا خرابا كبيرا ودمارا في بنيتها التحتية فضلا عن قتل العشرات واختطاف المئات وتشريد آلاف العوائل".
وكان هادي العامري رئيس منظمة بدر الذي يقود قوات الحشد الشعبي في القتال الى جانب الجيش العراقي قد دعا ابناء محافظة صلاح الدين عامة وخاصة ابناء مدينة تكريت الى التطوع في الحشد الشعبي ليسهموا في تحرير مناطقهم وليكونوا شهودا على دخولها وعدم اتهام قوات الحشد بالتخريب والسلب والنهب وتدمير المنازل.
وفي سامراء،قال ضابط برتبة مقدم يشرف على احد المعسكرات ان المقاتلين المتطوعين من ابناء عشائر محافظة صلاح الدين يقبلون على التدريب بكل قوة.
وكشف الضابط عن رغبة جامحة لدى المتطوعين في استيعاب فنون القتال واستخدام السلاح والتعرف على كيفية مهاجمة الاهداف داخل المدن والعمارات السكنية والبساتين والمبازل (الجداول المائية) فضلا عن ابطال مفعول العبوات الناسفة.
وقال علي عبدالرحمن ، وهو طالب جامعي من ابناء تكريت ترك دراسته والتحق بالمعسكر لمقاتلة من وصفهم ب"خوارج العصر" انه "يجب علينا مقاتلة هؤلاء الذين استحلوا المحرمات وتجاوزوا كل قيم الانسانية ومبادئ الدين الاسلامي والعادات والتقاليد".
واضاف "لن ألقي سلاحي الا حينما اعود الى جامعة تكريت لاكمل دراستي باجواء افضل بعد تحقيق الامن والاستقرار في ربوع محافظة صلاح الدين".
من جانبه ، قال ابوحمزة، وهو مسؤول في معسكر سليمان بيك الذي اطلق عليه اسم (معسكر الشهيدة امية الجبارة) التي قتلت اثناء دخول عناصر داعش لبلدة العلم في 22 يونيو الماضي "ان اقبال المقاتلين على التطوع وتقبل فنون التدريب الحديثة مدهش جدا".
وأكد ابوحمزة ان "المقاتلين اختصروا بفعل توقهم لمحاربة (داعش) الكثير من الوقت والجهد في سبيل اكمال لياقتهم البدنية وتعلم فنون القتال للدفع بهم في المواجهة المرتقبة مع تنظيم داعش الارهابي".
وطلب الشيخ مروان الجبارة شقيق الشهيدة امية الجبارة في رسالة بعثها لابنه عبدالملك (17 سنة) والذي تطوع في قوات الحشد الشعبي ان يكون شجاعا في "قتال الباطل".
وجاء في الرسالة "اريدك ان تكون مثالا للشجاعة والبطولة، وان تكون في مقدمة الركب لان اهلك كانوا ومازالوا في المقدمة والناس تشهد لهم".
واضاف الجبارة مخاطبا ولده "إن النصر قاب قوسين او ادنى من ذلك، وانكم اذا انتصرتم وهذا ما نرجوه ستنالون رضا الله، ورضا الشعب العراق الابي،وان كانت الشهادة فان جنات الخلد هي داركم لانكم تقاتلون الباطل".
وخلص الجبارة الى القول "اريدك ان تكون مطيعا للقادة ومحترما لمن هو اكبر منك عمرا ومطبقا للقانون واريدك ان تحتفظ ببندقتك لكي نقبلها بعد النصر، يهديك السلام امك واخواتك، واخيك الصغير الوليد الذي اشترى بدلة عسكرية ويطالبنا بالالتحاق في قوات الحشد الشعبي".
وكانت جهات عراقية عدة في وزارتي الداخلية والدفاع والحشد الشعبي اعلنت ان الاستعدادت لتحرير محافظة صلاح الدين قد اكتملت .
وبحسب تلك الجهات ، فان "ساعة الصفر اصبحت قاب قوسين او ادنى" لانطلاق العملية العسكرية التي ستبدأ من سامراء جنوبا الى مناطق الفتحة شمالا والتي تتحكم بطرق المحافظات بين كركوك وصلاح الدين من اجل تطهير مدن محافظة صلاح الدين الدور والعلم وبيجي ومدينة تكريت مركز المحافظة.