الدوحة 10 مارس 2015 (شينخوا) اعتبر مساعد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في حديث لصحيفة محلية اليوم (الثلاثاء) أن استقرار مصر يعد حجز الزاوية للمنطقة وان استقرار السعودية مهم خليجيا كونها الأكثر فعالية سياسيا في المنظومة الخليجية بحكم وزنها الاستراتيجي.
وقال الشيخ محمد، في حديث أجرته معه صحيفة (العرب) القطرية من المقرر أن ينشر في عددها غدا (الأربعاء)، "نرى أن استقرار مصر، لا يختلف على ضرورته اثنان، وهو من أولويات كافة الدول العربية، وهو حجر الزاوية بالنسبة للمنطقة".
وأضاف إن استقرار مصر "استقرار لنا جميعا، ويهمنا أن تكون مصر قوية ومستقرة، وأن يعيش الشعب المصري في استقرار وازدهار، وإذا اتفقنا أو اختلفنا مع الحكومة المصرية فهذا أمر آخر، لكنه لن يغير مبادئنا تجاه الشعب المصري".
وبين ان بلاده عندما دعمت مصر لم تدعم أي حزب سياسي، بل دعمت الدولة المصرية والحكومة المؤقتة بعد ثورة 25 يناير ودعمت الشعب المصري من خلال المجلس العسكري والذي كان يمثل السلطة آنذاك.
وبخصوص الخلاف الاخير بين البلدين، لفت الى ان قطر أدانت قتل المصريين في ليبيا لان "إدانة العمل الإرهابي يدخل ضمن مبادئنا الرئيسة...وما تعرض له المواطنون المصريون في ليبيا عمل إجرامي بكافة المقاييس"، معتبرا ان "أي اختلاف في وجهات النظر سياسيا أو بين الحكومات لا يؤثر على علاقة الدولة بالشعوب الشقيقة".
وعن علاقة بلاده بالسعودية، قال "إن استقرار وأمن السعودية أمر مهم جدا لدولة قطر وذلك في ظل ما تعيشه المنطقة من أزمات تبقى الرياض هي الأكثر فعالية سياسيا، بحكم ثقلها ووزنها الاستراتيجي ".
وتابع ان قطر كانت وستظل داعمة لجهود السعودية في كافة الملفات الإقليمية "فلدينا تعاون وتنسيق تام في ملف اليمن، وهناك تنسيق مباشر بين قيادة البلدين وتوافق في وجهات النظر في هذه الملفات ما يساعد على تعزيز العمل".
وبشأن الخلاف الخليجي - القطري خلال الفترة الماضية، قال مساعد وزير الخارجية القطري إن منظومة مجلس التعاون هي الأهم بالنسبة لقطر، وتأتي على رأس أولوياتها"، لافتا الى ان "ما حدث سحابة صيف وانتهت وأصبحت من التاريخ، ونحن نتطلع للمزيد لتقوية هذا المجلس، ونعول عليه كثيرا".
وبالحديث عن ليبيا رأى ان ما تشهده ليبيا حاليا ليست حربا من نظام على شعبه، بل صراع بين فرقاء لتحقيق مكاسب سياسية، داعيا الى وضع حد لما يحدث في ليبيا سياسيا، من خلال التوافق ودعم جهود المبعوث الأممي الى ليبيا وانشاء حكومة وحدة وطنية ودعم بسط الأمن في الدولة.
وعلل التناقض في موقف بلاده في ليبيا بين مشاركتها السابقة في الحل العسكري ومطالبتها اليوم بالحل السياسي بأن "هناك عمليات إجرامية مستمرة وعنف، لكنها مصاحبة لصراع سياسي، وقطر ترى أنه يجب منح مساحة للحل السياسي حتى نتجنب الوصول الى أي حلول عسكرية، كما أن استمرار الصراع بهذا الشكل سيسمح لتنظيمات إرهابية ومتطرفة بأن تستغل ليبيا كأرض صراعات".
وفيما يتعلق بالاتهامات لقطر بدعم الإرهاب، قال الشيخ محمد ان هذه الاتهامات "لها اغراضها، ولم يقدم احد من المدعين أي دليل على هذا، بينما الأعمال التي تكافح بها الدولة الإرهاب وتأخذ في الاعتبار الأسباب الجذرية له فالبعض يغفلها ولا يريد الحديث عنها".
وشدد على ان بلاده "لم ولن تدعم الإرهاب، وتستهجن وتدين كافة الاعمال الإرهابية التي تؤثر وتقوض الامن والسلم لدى المدنيين، ولا تدعم تيارا بذاته بسبب أفكاره، ولكن تدعم الشعوب".