الصفحة الأولى > الشرق الأوسط

تحقيق: ترتيبات أمنية ولوجيستية مكثفة بمنتجع شرم الشيخ المصري قبيل بدء المؤتمر الاقتصادي

21:53:18 13-03-2015 | Arabic. News. Cn

بقلم/ عماد الأزرق

شرم الشيخ، مصر 13 مارس 2015 (شينخوا) تجري السلطات المصرية ترتيبات أمنية ولوجيستية مكثفة بدت معها مدينة شرم الشيخ في أبهى صورها، قبيل بدء مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري، الذي يفتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي، عصر اليوم (الجمعة) في مسعى لجذب استثمارات تنعش الاقتصاد المتعثر منذ أربع سنوات.

فقد ارتدى المنتجع السياحي الموجود بجنوب سيناء شمال شرق القاهرة حلته بعديد من الميادين المبهرة والمسارح المجهزة لإقامة عروض فنية وكرنفالات مع عودته لواجهة الأحداث في مصر وسط انتشار أمني غير مسبوق.

وأقيمت جداريات عدة بشرم الشيخ، إحداها بـ 19 لغة مختلفة للترحيب بضيوف المؤتمر الاقتصادي، وأخرى للتضامن الدولي مع مصر.

وانتشرت عناصر الأمن من الجيش والشرطة بكثافة كبيرة بلباس رسمي أو مدني، ونصبت كمائن أمنية بالشوارع وفي محيط الفنادق، مع حملات تفتيش واسعة للسيارات والأفراد.

كما شوهدت طائرات عسكرية تحلق باستمرار وانتظام في سماء شرم الشيخ.

وقال مصدر أمني لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن إجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة على أعلى مستوى فرضت لتأمين المؤتمر الدولي والمشاركين فيه".

ويشارك بالمؤتمر الذي يعقد تحت عنوان "مصر المستقبل" وفود من 90 دولة بينهم 20 وفدا على المستوى الرئاسي، ونحو 25 منظمة دولية وإقليمية وعربية، حسب ما أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري.

ووصل عدد من القادة العرب اليوم إلى مطار شرم الشيخ الدولي للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي، ومنهم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس السوداني عمر البشير، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز، ونائب رئيس الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ورئيس مجلس الدولة العماني يحيى بن محفوظ المنذري.

ويشارك في المؤتمر أيضا وزيرا الخارجية الأمريكي جون كيري، والبريطاني فيليب هاموند.

وأوضح المصدر الأمني "أن نحو 50 ألف عنصر من الجيش والشرطة وأجهزة أمنية مختلفة تشارك في تنفيذ الخطط التأمينية".

ولفت إلى "الإستعانة بطائرات هليكوبتر لأعمال المسح والتأمين الجوي، وأجهزة حديثة للكشف عن المتفجرات"، حيث تشهد مصر، خاصة سيناء هجمات وتفجيرات تستهدف بالخصوص رجال الأمن منذ عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي في الثالث من يوليو عام 2013.

وفي ظل هذه الأجواء لن يسمح لغير حاملي بطاقات التأمين من الاقتراب من مقر المؤتمر الاقتصادي أو مقرات إقامة الوفود الرسمية، حسب المصدر.

وكان الرئيس المصري قد عقد اجتماعا أمنيا في القاهرة ضم وزيري الدفاع والداخلية ورئيس الاستخبارات لمراجعة خطط التأمين عشية انطلاق المؤتمر الدولي.

وتسعى مصر من خلال المؤتمر إلى تصدير صورة جيدة عن الوضع الأمني في البلاد، بجانب ما تهدف له من ترسيخ وضعها كمقصد استثمارى جذاب على خريطة الاستثمار العالمي.

وبجانب الإجراءات الأمنية عملت السلطات المصرية على توفير سبل الراحة للمشاركين في المؤتمر الدولي.

فقد خصصت عددا كبيرا من الفنادق لاستضافة الوفود الرسمية، ورؤساء وممثلي الشركات ووسائل الإعلام الدولية والعربية والمحلية.

كما أنهت سريعا إجراءات تسجيل الوفود، حسب ما قال السفير صلاح الدين عبدالصادق رئيس الهيئة العامة للاستعلامات.

وقال عبدالصادق ل(شينخوا) "إنه تم الانتهاء من كافة التحضيرات والتجهيزات للمؤتمر الاقتصادي، بما فيها كافة أعمال التسجيل، وجاري تسليم البطاقات للوفود التي تصل تباعا قبيل بدء المؤتمر في الرابعة بعد ظهر اليوم".

وتابع أنه تم تسهيل إجراءات وصول واستقبال الوفود الإعلامية بمطار شرم الشيخ بالتنسيق مع وزارة المالية ومصلحة الجمارك.

ولفت إلى وجود مركز إعلامي ضخم يعمل على مدار 24 ساعة مراعاة لفروق التوقيت في الصين والولايات المتحدة الأمريكية والدول المجاورة لهما.

وأكد عبدالصادق أن الاستعدادات تجري على قدم وساق، لافتا إلى "أن شرم الشيخ صارت أكثر تألقا وإبهارا استعدادا لاستقبال قادة ووفود ومستثمري العالم".

ويشهد مقر المؤتمر الدولي ومقرات التسجيل إقبالا متزايدا، خاصة من المستثمرين وأصحاب الشركات الأجنبية والعربية والمصرية للمشاركة في أعماله.

ويقول رئيس جمعية مستثمري الطاقة محمد هلال، وهو رئيس شركة في هونج كونج "هناك فرص واعدة جدا للاستثمار في مصر".

وتابع هلال ل(شينخوا) "أتوقع قدوم الكثير من الاستثمارات الصينية إلى مصر خلال الفترة القادمة، الجميع على ثقة بأن مصر تتغير بعد أن نجحت في العبور من الضائقة الكبيرة جدا التي مرت بها".

وبرغم الإجراءات الأمنية واللوجيستية المكثفة في شرم الشيخ، والتي ستستمر طوال أيام المؤتمر الدولي الذي سينتهي الأحد، لم ينزعج سائق التاكسي المصري نبيل.

ويقول نبيل ل(شينخوا) "إن الإجراءات الأمنية المشددة المتخذة على الرغم من الأوضاع المستقرة بشرم الشيخ لا تزعج السائقين لأن الجميع حريصون على إنجاح المؤتمر وإخراجه على أكمل وجه".

وتابع في تفاؤل "شرم الشيخ مدينة السلام (..) وأتمنى أن تعود كسابق عهدها تزدحم بالسياح من كل أنحاء العالم".

ويعاني الاقتصاد المصري من الركود والتعثر جراء تراجع عائدات السياحة والاستثمارات الأجنبية في البلاد منذ الإطاحة بنظام الرئيس حسني مبارك في عام 2011.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
010020070790000000000000011101441340653841