الصفحة الأولى > الشرق الأوسط

((أهم الموضوعات الدولية)) خبراء صينيون: بعد الانتخابات البرلمانية... نتنياهو في مواجهة أزمة حكم داخليا وخارجيا

16:43:16 19-03-2015 | Arabic. News. Cn

بقلم ثريا لوه

بكين 19 مارس 2015 (شينخوا) فاز رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو في الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية التي جرت يوم الثلاثاء حيث حصل الليكود بزعامته على 30 مقعدا متقدما على منافسه حزب المعسكر الصهيوني الذي حصل على 24 مقعدا.

ومع إجراء الانتخابات البرلمانية وسط تحديات داخلية وخارجية، فإن نتائجها قد تحدد مسار السياسات الإسرائيلية على الساحتين الداخلية والخارجية في المرحلة المقبلة، ومن ثم قد تترك تأثيرها على الوضع في المنطقة.

وأشار المحللون الصينيون إلى أن نتنياهو هو الفائز الأكبر في الانتخابات مرجحين استطاعته تشكيل الحكومة دون الاستعانة بالمعسكر الصهيوني، غير أن ذلك سيزيد من يمينية الحكومة الإسرائيلية المقبلة وستصبح حكومة يمينية ضيقة. فداخليا، سيواجه نتنياهو أزمة في الحكم إذا ما واصل سياساته القوية وتجاهله للشقين الاقتصادي والاجتماعي . أما خارجيا، فقد يؤدى حكمه إلى تدهور العلاقات الإسرائيلية - الفلسطينية وزعزعة أسس العلاقات مع حليفه الأمريكي.

-- تحديات داخلية عند تشكيل الحكومة

بما أنه ليس في مقدور أي من نتنياهو أو هرتزوغ تشكيل الحكومة دون الاستعانة بحزب كحلون الوسطى الذي سيكون الطرف المرجح لأي منهما للحصول على الأغلبية من أجل تشكيل الحكومة، لذا سيحاول كل منهما استمالته وتقديم إغراءات كبيرة له لكسب صوته.

وقال لي شاو شيان الخبير الصيني في شؤون الشرق الأوسط "صحيح أن نتنياهو حكم البلاد لستة أعوام، إلا أن استمرار حكمه لا يعنى نجاحه ورضا الشعب الإسرائيلي به"، لافتا إلى أن الوضع العام المائل إلى اليمين في الشرق الأوسط خاصة في إسرائيل هو ما ساهم في فوز نتنياهو واستمرار حكمه.

وتابع بقوله إن نتنياهو فشل خلال الأعوام الستة من حكمه في إرضاء الشعب الإسرائيلي الذي يشكوا غلاء المعيشة وارتفاع كلفة السكن والفوارق الاجتماعية ، وهذا هو السبب الرئيسي وراء تفوق المعسكرالصهيونى الداعى إلى حكومة إسرائيلية تركز على الناحية الاجتماعية في استطلاعات الرأى قبل الانتخابات، موضحا أن الوضع العام بالمنطقة، وخاصة داخل إسرائيل، هو ما أنقذه من مصير سياسي متوقع وساعده في مواصلة حكمه.

وشاطره الرأى وانغ تشن أمين عام مركز دراسات غرب آسيا وشمال أفريقيا بأكاديمية شانغهاي للعلوم الاجتماعية ، قائلا إن نتنياهو استطاع قبل الانتخابات صرف الانتباه عن المحاور الاقتصادية إلى أمن البلاد ولكن نجاحه في ذلك ليس سوى نجاح مؤقت، وإذا ما واصل استغلال قضية الأمن متجاهلا المشكلات الاقتصادية في البلاد، فسيواجه أزمة في الحكم وقد تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية تغيرا، بمعنى أن يعيد الناخبون التفكير في مستقبل بلادهم داعين إلى تغيير "وجه" البلاد.

غير أن لي شاو شيان يرى أن نتنياهو لن يدخل تغييرا كبيرا على سياساته، إذ يصعب عليه إجراء تعديل كبير في ظل الوضع الكلي الحالي في الشرق الأوسط وتباطؤ انتعاش الاقتصادات الغربية.

-- مفاوضات السلام بعيدة المنال

ويقول المحللون الصينيون إن فوز نتنياهو في الانتخابات سيلحق ضررا كبيرا بالعلاقات الإسرائيلية - الفلسطينية، مشيرين إلى أن فوز الليكود في هذه الانتخابات يؤشر على أن الغالبية في إسرائيل يميلون لليمين في ظل الاضطرابات المستمرة في المنطقة، متوقعين أن تدفع حكومة نتنياهو تطبيق سياسات قوية مثل توسيع الاستيطان اليهودي على الأراضى الفلسطينية المحتلة، الأمر الذي سيجعل مفاوضات السلام بعيدة المنال.

وأوضح وانغ تشن أنه في ظل مجتمع إسرائيلي يتجه نحو اليمين، فإنه حتى إذا ما تم تكليف هرتزوغ بتشكيل الحكومة، فلن يذهب بعيدا في المسار اليساري، وإلا فسيفقد الدعم الذي يحظى به في الداخل.

وقال إنه أثناء لحظة حاسمة قبل الانتخابات، أعلن نتنياهو رفضه لحل "الدولتين" وإقامة الدولة الفلسطينية، رغم أن تصريحاته "الظاهرية" هدفت إلى كسب دعم المترددين، وهذا يثبت مرة أخرى أن نتنياهو يفتقد الصدق والثقة فيما يتعلق بحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وسيزيد بدوره من إنعدام ثقة الجانب الفلسطيني ويثير قلق الولايات المتحدة وأوروبا.

وذكر الخبير الصيني أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي يعتزم نتنياهو تشكيلها تكاد تكون حكومة يمينية خالصة، لافتا إلى أن تشكيل حكومة لا تتضمن ثقلا من أحزاب يسارية سيؤدى بلا شك إلى خروجها بمواقف قوية عند اعتماد سياسات متعلقة بحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.

-- علاقات متوترة ولكن أخوية مع واشنطن

وفيما يتعلق بالعلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، ذكر المحللون الصينيون أن الخلافات بين تل أبيب وواشنطن حول القضية النووية الإيرانية تأتي إنطلاقا من أوضاع داخلية منفصلة في البلدين، إذ سعى باراك أوباما منذ توليه لمنصبه إلى تسوية القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، غير أن طموحاته لم تتحقق بعد ستة أعوام من المسار المتعرج في المنطقة، فتحول إلى الأمل في إحراز تقدم في القضية النووية الإيرانية.

أما بالنسبة لنتنياهو، فذكر المحللون أنه تمسك بموقف صلب للغاية بشأن القضية النووية الإيرانية، مصرا على أن موقفه يأتي من أجل حماية أمن الوطن حتى يكون ذلك ورقة ذات ثقة في الانتخابات الإسرائيلية، وأثبتت نتائج الانتخابات أن نتنياهو استغل حقا ورقة المراهنة هذه.

وأضاف المحللون أن الولايات المتحدة كانت تأمل في أن تكون هذه الانتخابات فرصة للتحول لإخراجها من مستنقع الشرق الأوسط، فإذا تحولت الحكومة الإسرائيلية من اليمين إلى اليسار، فسيسهل التوصل إلى اتفاق بين إيران والولايات المتحدة.

وقال وانغ تشن إن العلاقات الإسرائيلية - الأمريكية "علاقات أخوية" على الساحة الدولية، غير أنها شهدت تراجعا في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن إعادة انتخاب الليكود قد تجعل العلاقات أكثر توترا، خاصة في فترة إدارة أوباما، ولكن العلاقات مازالت "أخوية" إلى حد كبير نظرا للترابط الوثيق والمعقد بين البلدين. وهذا يعنى أن العلاقات بين تل أبيب وواشنطن ستتأثر تأثرا كبيرا ولكن جذورها ستظل كما هي دون تغيير.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
010020070790000000000000011101451340814151