الصفحة الأولى > الشرق الأوسط

تحقيق: مشاهدات في المناطق المحررة شمال محافظة صلاح الدين العراقية

20:15:36 30-03-2015 | Arabic. News. Cn

تكريت، العراق 30 مارس 2015 (شينخوا) من يريد زيارة المناطق التي أعادت القوات العراقية السيطرة عليها في محافظة صلاح الدين وطردت عناصر تنظيم داعش الارهابي منها، عليه ان يسلك طًرقا جبلية وعرة وغير معبدة للوصول إلى تلك المناطق التي بدت شبة خالية من سكانها المدنيين وحتى من الحيوانات.

فقد انتشرت على طول الطريق الذي يوصل إلى تلك المناطق نقاط حراسة لا يفصل بينها أكثر من كيلومترين تساندها عجلات عسكرية ومدنية مع عناصر مختلفة الملابس والرايات والتوجهات ولا يجمع بينهم سوى حمل السلاح ومقاتلة الطرف الأخر.

القوات المتواجدة على طول الطرق، تحمل رايات متعددة الاشكال والالوان وتحمل شعارات مختلفة تدل على اسماء المنظمات والمجاميع العسكرية التي تنتمي إليها فيما غاب العلم العراقي ولم يرفع إلا على استحياء فوق عدد من سيارات الجيش والشرطة العراقية وكذلك في بعض الاماكن.

وفي منطقتي تل كصيبة والناعمة شرق تكريت، مركز المحافظة، ظهرت أول علامات للحياة في هذه المنطقة التي تضم بيوتا من قبائل شمر البدوية ترفع رايات بيضاء على المنازل والسيارات والجرارات الزراعية.

وقال أحد العائدين لوكالة انباء ((شينخوا)) "في إحدى نقاط التفتيش أوقفتنا عناصر النقطة وحضر إلى السيارة شاب لم يكمل سنته الـ 18 يرتدي عمامة بيضاء عرفه العسكريون الحاضرون لنا بالسيد وكان يلبس بزة عسكرية ووضع على كتفه سيفين متقابلين يمثلان سيف الامام علي ذي النهاية المفتوحة فيما كتب بينهما اسم الفصيل الذي ينتمي الية مع دعاء لاحد ائمة أهل البيت، وهذا يعيد إلى الاذهان السعفتين اللتين كان يحملها وزراء صدام حسين قبل احتلال العراق في العام 2003".

وأضاف "بعد أن دقق هذا الشخص هويات الرجال أمر السيارة بالمغادرة وقال نحن لا ندقق هويات النساء فهن امهاتنا واخواتنا ويجب ان يبقين معززات مكرمات".

في مناطق قبائل شمر لاحت أول علامات الحياة ، حيث بدت المنازل عامرة بأهلها ولم تصب بأذى فيما راحت قطعان الماشية ترعى في الحقول الخضراء دون خوف أو وجل فيما انخرط ابناء القبيلة في قوات الحشد الشعبي وشكلوا نقاطا للحراسة على جميع الطرقات التي تمر في مضارب القبيلة.

اما نقطة الدخول إلى بلدة العلم (15 كم) شمال شرق تكريت، والتي قاومت تنظيم داعش لاسبوعين، كانت الصورة مختلفة نوعا ما حيث يشارك ابناء قبائل الجبور والعبيد والعزة والجميلة في عمليات السيطرة على الأرض وتنظيم حركة العائدين إلى ديارهم.

وقال جاسم العفري رئيس المجلس المحلي للبلدة " نعمل ليل نهار في سبيل تهيئة ظروف عودة النازحين من ابناء البلدة في المحافظات الاخرى وكذلك لإعادة التيار الكهربائي والمياه والخدمات الصحيحة إلى السكان العائدين".

من جانبه انتقد ليث حميد مدير ناحية العلم (أعلى مسؤول أداري في البلدة) تباطؤ أجهزة الدولة العراقية بتوفير الخدمات واحتياجات السكان المدنيين من المواد الغذائية بالرغم من الاوامر التي اصدرها رئيس الوزراء حيدر العبادي، مشددا على أن المنطقة تحتاج لجهد استثنائي لرفع مخلفات الحرب والنفايات وإعادة الحياة إلى دوائر الدولة والمرافق الصحية والخدمية والمدارس.

إلى ذلك قال العقيد نعيم حمود من شرطة العلم "إن الوضع جيد حاليا ولكن هناك مخاوف من عودة عناصر تنظيم داعش بسبب الانقسامات والمشاكل التي تعصف بمنتسبي الحشد الشعبي والشرطة العراقية"، معربا عن مخاوفة من قلة التسليح والتجهيز الذي يحصل عليه عناصر شرطة العلم وابناء الحشد الشعبي فيها.

وتابع "لا ندري كيف نحمي منطقتنا ببنادق قديمة من نوع كلاشنكوف فيما يمتلك الطرف الاخر مختلف انواع الاسلحة الحديثة والمؤثرة" ملقيا باللوم على قادة الحشد والشرطة وحكومة بغداد التي لا تريد تسليح ابناء الطائفة السنية بالرغم من وقوفهم مع الدولة.

يذكر أن قوات الحشد الشعبي (الشيعية) تعمل بموجب أوامر تصدرها قياداتهم دون الرجوع لقادة الجيش والشرطة مع ملاحظة ان عناصر منظمة بدر، التي يراسها هادي العامري، وزير النقل السابق هم الاكثر تواجدا وتنظيما وتسليحا من بين عناصر ومجاميع قوات الحشد الشعبي.

مشاهد البيوت المدمرة والمحترقة من قبل تنظيم داعش لا تغيب عن العين في مناطق العلم والدور وتل كصيبة والناعمة التي شهدت ايضا عمليات احراق ونسف لعدد من البيوت التي قال عنها اعضاء في الحشد بأنها بيوت لعناصر من تنظيم داعش فيما يقول مواطنون انها منازل لاناس عاديين ليس لهم علاقة بداعش.

وفي بلدة الدور مسقط رأس عزة الدوري نائب الرئيس العراقي الاسبق ، التي تبعد (20 كم) شرق تكريت، مركز محافظة صلاح الدين كانت عمليات نسف وحرق المنازل مستمرة بشهادة عدد من الجنود الذين رفضوا السماح بالدخول إلى المدينة.

وبالرغم من حلول فصل الربيع وانتشار مزارع القمح وبعض زهور شقائق النعمان التي تتفتح باستحياء لكنها لم تستطع أن تخفي معالم الحرب التي مرت بهذه المناطق وحولتها إلى أكوام من الانقاض والبيوت المدمرة والسيارات المحترقة وألاف العوائل النازحة والمشردة في مناطق العراق المختلفة.

يذكر أن القوات العراقية بمساندة الحشد الشعبي بدأ في الثاني من هذا الشهر عملية عسكرية لتحرير المناطق الشمالية من محافظة صلاح الدين اسفرت حتى الان عن تحرير بلدات الدور والعلم ودجلة وحمرين وتل كصيبة وعشرات القرى، فيما لاتزال القوات تحاصر مدينة تكريت مركز المحافظة من جميع الجهات منذ أكثر من اسبوعين.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
010020070790000000000000011101451341106461