بغداد أول ابريل 2015 (شينخوا) واصلت قوات الأمن العراقية اليوم (الأربعاء) معالجتها لبعض الجيوب الصغيرة المتبقية لمسلحي تنظيم (داعش) في الاحياء الشمالية من مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين شمال بغداد، التي وصلها رئيس الوزراء حيدر العبادي بعد يوم من تحريرها.
وقال مصدر في قيادة شرطة صلاح الدين لوكالة أنباء (شينخوا) إن مدينة تكريت تعد في حكم المسيطر عليها بالكامل، باستثناء تواجد ضعيف لمسلحي (داعش) في منطقة صغيرة تشمل مجمع القصور الرئاسية الشمالي وحي الشيايشة وحي القادسية وشارع الباشا شمالي المدينة.
وأكد أن وجود المسلحين في هذه المناطق سينتهي خلال الساعات المقبلة بعد ان تصلها حملات التفتيش والدهم التي تقوم بها القوات الامنية للمنازل والمباني التي يمكن ان يكونوا مختبأين فيها.
واضاف المصدر ان 15 من مسلحي (داعش) واثنين من افراد الشرطة احدهما ضابط برتبة مقدم قتلوا في اشتباكات بين الشرطة ومجموعة من مسلحي تنظيم (داعش) فروا من مدينة تكريت باتجاه منطقة العلم المجاورة عبر نهر دجلة.
وفي هذه الاثناء، وصل إلى مدينة تكريت، الدكتورحيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي والتقى فور وصوله بقادة القوات الامنية ومحافظ صلاح الدين رائد الجبوري ورئيس مجلس المحافظة احمد الكريم وعدد من اعضاء مجلس المحافظة.
وقال العبادي في حديث مقتضب للصحفيين، لقد وجهنا بان تقوم شرطة محافظة صلاح الدين بمسك الملف الامني في مدينة تكريت فورا بالتعاون مع وزارة الداخلية، لتهيئة الاجواء لاعادة النازحين.
كما وجه العبادي دوائر الدولة بتنفيذ حملة موسعة لإعادة الخدمات إلى مدينة تكريت والاستعداد لعودة النازحين، داعيا إلى عقد جلسة مجلس محافظة صلاح الدين المقبلة في مدينة تكريت والعمل على تجاوز اثار مرحلة (داعش) بسرعة كبيرة.
إلى ذلك، قال محمد سالم الغبان وزير الداخلية العراقي في مؤتمر صحفي بمدينة تكريت إن "معظم مناطق مدينة تكريت تحررت من عناصر تنظيم (داعش) ولم يتبق إلا شيء قليل وسنزف بشرى تحرير كامل المدينة خلال الساعات المقبلة بالقضاء على الجيوب المتبقية في هذه المدينة"، مبينا أن "العدو اندحر وفقد كل قدراته ومعنوياته".
وأضاف ان "قطعاتنا المتواجدة ستطهر هذه المناطق وهناك جيوب وخلايا نائمة نتصدى لها وسنلاحق هذه الزمر الإرهابية سواء ما تبقى منها في صلاح الدين أو في الأنبار"، موضحا ان "الدفاع المدني دخل إلى مدينة تكريت لتطهير احياءها من المقذوفات غير المنفلقة والمفخخات".
وتابع الغبان ان "العدو فخخ الكثير من المنازل والطرق وبعد تطهير المناطق من العبوات والمفخخات سنفتتح مراكز الشرطة لإعادة الحياة الى المدينة ونعمل على تشكيل اللجان لعودة المهجرين والنازحين الى مناطق سكناهم".
وأكد الغبان أن "هذا الانتصار هو رمز الوحدة والتلاحم بين العراقيين والحشد الشعبي واليوم ينظم الحشد الشعبي من صلاح الدين للمشاركة معنا في المعركة"، مشددا على ان "الحشد الشعبي متواجد وسيشترك في المعارك المقبلة".
وكان حيدر العبادي القائد العام للقوات المسلحة العراقية ورئيس الوزراء اعلن امس تحرير مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين بالكامل من سيطرة تنظيم مايسمى بالدولة الاسلامية (داعش) ورفع العلم العراقي فوق المباني الحكومية.
وقال العبادي في بيان صدر عن مكتبه "إن تجربة تكريت الناجحة ستتكرر في بقية المناطق لما حققته من نتائج ميدانية، وعلى الصعيد الانساني وحماية المدنيين الى اقصى حد، الى جانب قلة الخسائر في قواتنا الامنية".
يذكر أن القوات العراقية بدأت في الثاني من مارس الجاري عملية عسكرية لتطهير الاجزاء الشمالية من محافظة صلاح الدين بعد ان طهرت الاجزاء الجنوبية، وتمكنت في الايام العشرة الاولى لانطلاق العملية من تحرير بلدات العلم والدور ومكيشيفة والعديد من القرى، ثم حاصرت مدينة تكريت لاكثر من اسبوعين.