القاهرة 4 ابريل 2015 (شينخوا) أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسى اليوم (السبت) ، أن بلاده ستقوم بحماية دول الخليج إذا تطلب الأمر، مشيرا الى أن تأمين الملاحة في مضيق باب المندب يعد أولوية قصوى باعتباره قضية أمن قومي مصري وعربي.
وقال السيسى خلال اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية بمقر وزارة الدفاع، إن "مصر لن تتخلى عن أشقائها فى الخليج وسنقوم بحمايتهم إذا تطلب الأمر ذلك"، بحسب ما نقلت وكالة أنباء ((الشرق الأوسط)).
وأضاف " أن مصر لن تتخلى عن أشقائها من الدول العربية، ليس فقط في الخليج الذي يعد أمنه خطا أحمر وجزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، ولكن أيضا في كافة الدول العربية".
وأشار الى أن "الأمن القومى العربى لن يحمى إلا بالدول العربية مجتمعة".
وشدد على أن " تأمين الملاحة في البحر الأحمر وحماية مضيق باب المندب تعد أولوية قصوى من أولويات الأمن القومي المصري".
وأضاف "نتحرك فى إطار سياسى يجنب الجميع الخسائر"، وذلك في تعليقه على الأزمة في اليمن.
وأوضح "اختلاف السياق التاريخي والمعطيات التي تحيط بانخراط مصر في استعادة أمن واستقرار اليمن حاليا مقارنة بما سبق من تجربة مصرية في ستينيات القرن الماضي".
وكانت القوات المسلحة المصرية خاضت حربا في اليمن، عقب ثورة 26 سبتمبر 1962، التي أطاحت بالنظام الملكي وأعلنت قيام الجمهورية في اليمن.
ولفت السيسي إلى أن التدخل المصري في اليمن حاليا ضمن قوات التحالف"خضع لحسابات شديدة الدقة"، مضيفا " نحن نسعى أيضا لحل المشكلة في إطار سياسي لتجنب أي خسائر ليس لها داع".
وتابع أنه " شعر بحالة من القلق لدى الرأي العام المصري تجاه ما يحدث في اليمن وليبيا"، وواصل بلهجة عامية خلال تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي" لما بقول هندافع عن الدول العربية حتي اللي مش بتقدر تساعدنا فدا مش كلام، وأمن الدول العربية والخليج جزء من أمننا القومي، وأي حد سيقترب من أشقائنا سنتصدى له بقوة".
وخاطب الشعب قائلا " متنسوش في (ثورة) 3 يوليو (2013) مساعدات الدول لينا، والمصريون لو تطلب الأمر أن يساعدوا أشقاءنا فهيساعدوهم من غير تردد".
وحصلت مصر بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد مرسي، على مساعدات اقتصادية من السعودية والكويت والإمارات فاقت الـ 20 مليار دولار، في شكل منح وودائع في البنك المركزي، ومساعدات نفطية ومشروعات خدمية.
وأردف السيسي " نحن نتعاون من أجل البناء والتعمير وليس من أجل العدوان على أحد".
وجاء اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة السيسي بعد عودة رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق محمود حجازى الى القاهرة من زيارة رسمية للسعودية.
والتقى الفريق حجازى في السعودية رؤساء أركان الدول العربية، لبحث تفعيل قرار القمة العربية الأخيرة بإنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة.
كما بحث التنسيق بشأن عملية "عاصفة الحزم"، التي تشنها قوات تحالف إقليمي بقيادة السعودية ومشاركة مصر ضد الحوثيين في اليمن.
ويدعم التحالف العربي القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي التي تخوض معارك ضد الحوثيين وقوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
ومن بين أهداف الحملة العسكرية للتحالف العربي حماية باب المندب الذي يعد البوابة الجنوبية لقناة السويس المصرية وممرا حيويا لحركة التجارة العالمية.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطي اليوم، إن الوزير سامح شكري أجرى اليوم اتصالا هاتفيا مع نظيره بسلطنة عمان يوسف بن علوي، لبحث الإجراءات المبذولة لتسهيل عودة المصريين من اليمن عبر سلطنة عمان.
وأعرب شكري خلال الاتصال عن التقدير للتسهيلات التي قدمتها سلطنة عمان بتخصيص منفذين لعبور المصريين، والسماح بطاقم قنصلي من السفارة المصرية في مسقط بالتواجد في معبر "المزيونة" لتسهيل عبور المصريين من اليمن إلي داخل السلطنة ومنها إلي مصر، فضلا عن التسهيلات الأخرى التي تقدمها السلطنة للمساعدة في إجلاء المصريين الراغبين في العودة إلى القاهرة.
وأوضح أن ذلك يأتي بالتوازي مع متابعة عمليات الإجلاء البري الجارية علي المنافذ الحدودية بين السعودية واليمن مثل منافذ "الطوالة" الذي يتواجد به طاقم قنصلي مصري في منطقة جيزان، و"الخضراء" و"الوديعة".
في المقابل، ذكر مصدر مسئول بالسفارة اليمنية بالقاهرة أن تحركات حثيثة جارية تقوم بها غرفة العمليات بالسفارة من أجل إيجاد حلول آمنة لليمنيين العالقين في مصر، الذين تعذرت عليهم العودة إلى اليمن بسبب الأوضاع الراهنة هناك.
وقال المصدر إن اللجنة المشكلة من قبل قيادة السفارة تقوم بشكل يومي عبر غرفة العمليات باستقبال المعلومات والبيانات الخاصة بالمواطنين اليمنيين العالقين، وذلك لتجهيز كافة البيانات اللازمة لمعرفة عدد العالقين واحتياجاتهم، لتكون جاهزة عند بدء عمليات إعادتهم إلى اليمن .
وأوضح أن السفارة لا تألوا جهدا وفق ما لديها من إمكانيات محدودة في تقديم المساعدات، وتذليل أي صعوبات تواجه الرعايا اليمنيين.
والتقى سفير اليمن بالقاهرة محمد الهيصمي المسؤولين في مكتب الأمم المتحدة بالقاهرة، حيث جرى بحث ضرورة توفير ممرات إنسانية ووسائل سفر آمنة، لتأمين عودة المواطنين العالقين إلى اليمن تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأشار المصدر إلى أن التنسيق جار وبشكل مستمر مع الأمم المتحدة للعمل على إنهاء الأزمة الإنسانية للعالقين اليمنيين من المرضى والزائرين.
