تكريت، العراق 5 ابريل 2015 (شينخوا) ابدى مسئولون محليون ومواطنون من سكان محافظة صلاح الدين شمال بغداد ارتياحا كبيرا لقرار رئيس الوزراء حيدر العبادي بسحب قوات الحشد الشعبي من مدينة تكريت مركز المحافظة على خلفية اتهامات بالقيام بأعمال نهب وحرق للممتلكات في المدينة.
وقال احمد الكريم رئيس مجلس محافظة صلاح الدين في تصريح صحفي، إن الإجراءات التي اتخذها رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي كانت بمستوى المسئولية وأدت إلى عودة ادارة المحافظة لمزاولة أعمالها وإعادة الخدمات إلى المدينة تمهيدا لعودة النازحين اليها.
من جانبه، قال رائد الجبوري، محافظ صلاح الدين، في تصريح لقناة (العراقية) الفضائية المملوكة للدولة عقب لقاء جمعه برئيس الوزراء حيدر العبادي، إن الحكومة المحلية قررت العودة لمزاولة أعمالها بعد قرار رئيس الوزراء بسحب الحشد الشعبي من المدينة.
يذكر أن محافظ صلاح الدين رائد الجبوري ورئيس مجلس المحافظة احمد الكريم قد انسحبا من مدينة تكريت أول امس بعد مشادات واطلاق نار بين حمايتيهما وعناصر الحشد الشعبي على خلفية اعمال النهب والحرق التي شهدتها المدينة واعلنا تعليق اعمالهما لحين عودة سلطة القانون في تكريت.
واعتبر المقدم قيس الجبوري احد ضباط شرطة تكريت قرار العبادي بسحب قوات الحشد من المدينة بانه خطوة ايجابية على الطريق الصحيح ستسهم في انهاء الفتنة التي حدثت وتقطع الطريق على المتصيدين في الماء العكر وفي مقدمتهم تنظيم (داعش) والداعمين له الذين استغلوا هذه الاحداث لتشويه صورة القوات العراقية، مؤكدا أن القوات الامنية في تكريت ستضرب بيد من حديد كل من يريد ان يعبث بالامن ويحرق ممتلكات المدنيين. ووصف الاستاذ الدكتور نديم خالد من كلية العلوم السياسية بجامعة تكريت، ما حصل في مدينة تكريت من انتهاكات بانه نكسة لجهود الحكومة العراقية في محاربة تنظيم (داعش) واظهر القوات الحكومية وقوات الحشد الشعبي بانها قوات منفلتة لا رابط بينها وغير مسيطر عليها ويضع الكثير من علامات الاستفهام على دورها في المستقبل.
واضاف انه يتوجب على الحكومة العراقية ان تعالج تلك الخروقات الممنهجة التي قام بها عناصر الحشد الشعبي امام القوات النظامية التي بدت عاجزة عن التعامل مع قوات الحشد التي يبدو انها اقوى سياسياً وعسكرياً من قوات الجيش والشرطة النظاميين.
وأكدت ام احمد (50 عاما) مهجرة من مدينة تكريت بانها اصيبت بخيبة امل كبيرة وهي تشاهد صور حرق المنازل ونهبها على شاشات التلفزيون، وقالت "لقد كنا ننتظر اللحظة التي تحرر فيها مدينتنا من سيطرة (داعش) واذا بنا نفاجئ بهذه الصور المذهلة لعمليات الحرق وسرقة المنازل والمحال التجارية.
واضافت "اصبت وافراد عائلتي وكل الاشخاص الذين اعرفهم من جيران واصدقاء كانوا يسكنون بمدينة تكريت بخيبة امل كبيرة"، مستدركة ان قرار العبادي بسحب الحشد الشعبي من مدينة تكريت واعتقال اي شخص يعبث بالمدينة، اعاد لنا الامل بامكانية العودة إلى منازلنا قريبا.
وافضت عمليات السلب والنهب والحرق التي شهدتها تكريت إلى صدور أوامر من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بسحب قوات الحشد الشعبي من مدينة تكريت ونشرها في مناطق خارجها وعلى الطرق القريبة.
وعاشت تكريت اليومين الماضيين تحت عمليات منظمة استهدفت المحال التجارية والمنازل وتمت سرقة البضائع الموجودة فيها ومن ثم احراقها ونقل تلك البضائع بشاحنات تتجه بطريق تكريت – بغداد.
ونتيجة لتلك العمليات، قال كريم النوري المتحدث باسم الحشد الشعبي إن عناصر الحشد انسحبت من مدينة تكريت وسلمت اماكنها والمسؤولية فيها الى الشرطة الاتحادية وقيادة عمليات صلاح الدين والشرطة المحلية في صلاح الدين، مؤكداً انها ستظل تراقب الاوضاع خارج المدينة وتعالج المتسللين المحتملين اليها.
واحدثت عمليات السلب والنهب التي اعقبت تحرير تكريت ردود افعال غاضبة في العراق وعلى مستوى المنظمات الدولية والولايات المتحدة الامريكية، حيث دانت معظم الفعاليات العراقية بمختلف انتماءاتها العمليات التي استهدفت مدينة تكريت وعدتها بانها محاولة للتقليل من هيبة الدولة العراقية والنيل من حكومة العبادي والتأثير على المعارك التي تخوضها القوات العراقية لانهاء سيطرت تنظيم داعش على ما تبقى من مدن العراق.
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ان حكومته لن تتساهل في تلك الاعمال وستحيل الى القضاء كل من ارتكب جرماً بحق المواطنين لينال جزاء عادل لما قام به من ترويع وتأثير على المصلحة العليا للبلاد.
واصدر العبادي أوامره باعتقال كل من يثبت تورطه في احداث السلب والنهب في مدينة تكريت وامر بنصب نقاط سيطرة في العوجة وسامراء والتاجي لمنع البضائع المسروقة من تكريت من دخولها الى الاماكن او المدن الاخرى وعدم السماح بدخول اي عنصر لا ينتمي الى القوات الامنية الى مدينة تكريت.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) انها تراقب ما يجري في تكريت عن كثب وتدعو الحكومة العراقية الى حماية السكان المدنيين ومنع ارتكاب جرائم بحقهم وكذلك اتخاذ اجراءات وتدابير تضمن عودة النازحين بسرعة.
وأصدر يان كوبيتش ممثل برنامج الامم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) بيانا طالب فيه الحكومة العراقية بتوفير اقصى حماية للسكان المدنيين فيما دانت منظمة العفو الدولية ما وصفته بانتهاك حقوق السكان المدنية والتعدي على ممتلكاتهم الذي قامت به قوات تنتمي إلى الحكومة العراقية.
وسارع تنظيم (داعش) الى استغلال ماجرى في تكريت لشن حملة اعلامية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي المناطق التي يسيطر عليها، محذرا السكان المدنيين في تلك المناطق من مغبة التعاون مع من وصفها "بالقوات الصفوية " التي انتهكت الحرمات في تكريت وسرقت ونهبت واحرقت ممتلكات المواطنين فيها.
وفي الموصل ثاني اكبر مدن العراق وبعض مدن محافظة صلاح الدين التي لم تزل تحت سيطرته، دعا التنظيم عبر مكبرات الصوت الموطنين الى "متابعة ما يجري في تكريت واخذ العبرة والموعظة من الافعال التي وصفها بانها تعبر عن حقد القائمين عليها وحكومة بغداد التي تحارب الاسلام في العراق استجابة لمنهج الفقيه الايراني.
يشار الى ان حيدر العبادي القائد العام للقوات المسلحة العراقية ورئيس الوزراء، قد اعلن الاسبوع الماضي عن قيام القوات الامنية والحشد الشعبي بتحرير مدينة تكريت، من سيطرة تنظيم مايسمى بالدولة الاسلامية (داعش) ورفع العلم العراقي فوق المباني الحكومية، الا ان المدينة شهدت بعد يوم من تحريرها عمليات نهب وحرق للممتلكات، قام بها اشخاص منضوين في قوات الحشد الشعبي.