الخرطوم 8 ابريل 2015 (شينخوا) أكد الرئيس السوداني عمر البشير، اليوم (الاربعاء) إقليم دارفور غربي السودان الذي يعاني حربا أهلية منذ العام 2003 ليس بحاجة لبعثة حفظ السلام المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقى (يوناميد).
وقال البشير أمام حشد جماهيري بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور اليوم "إن دارفور ليست في حاجة لقوات يوناميد، والتقاليد والأعراف الموجودة بالإقليم كفيلة بفض النزاعات".
وخاطب البشير الحشد الجماهيرى متسائلا باللهجة المحلية "انتو (انتم) محتاجين لزول (شخص) يصلح بينكم؟ محتاجين ليوناميد؟ محتاجين للاتحاد الأفريقي أو للأمم المتحدة أو إيقاد؟"، وكان الحشد يجيب عليه بـ "لا".
وتعهد البشير باستئصال التمرد في دارفور وجمع السلاح وجعله في ايدى القوات النظامية فقط، قائلا "قريبا سينسى الناس شيئا اسمه تمرد، ومنصب بالبندقية والسلاح تاني مافي (لايوجد)".
وتدرس الحكومة السودانية والامم المتحدة والاتحاد الافريقى وضع استراتيجية للتحضير لخروج بعثة اليوناميد من اقليم دارفور في ظروف "آمنة ومستقرة".
وتبدو الخرطوم مصرة على التوصل إلى استراتيجية تتيح مغادرة سلسة لبعثة اليوناميد التى دخلت عامها الثامن فى دارفور.
وتقول الخرطوم إن اكثر من مبرر يجعلها متمسكة برحيل بعثة اليوناميد، فهي من وجهة نظر المسؤولين السودانيين فشلت فى مهمتها واصبحت عبئا ثقيلا على الحكومة السودانية.
كما ان الخرطوم ابرزت اكثر من دليل على تجاوز البعثة للتفويض الممنوح لها والمختص بحفظ السلام في دارفور لدرجة انها فتحت مكتبا خاصا بمراقبة حقوق الانسان في الخرطوم، اغلقته السلطات الرسمية.
وتتهم الحكومة السودانية بعثة اليوناميد بالتغاضي عن انتهاكات جسيمة يقوم بها بعض من منتسبيها فى دارفور.
وصعدت الخرطوم من حملتها ضد اليوناميد بعد تبني البعثة المشتركة تقارير إعلامية اتهمت قوات من الجيش السوداني بالقيام بعمليات اغتصاب جماعي لنساء في بلدة "تابت" بولاية شمال دارفور.
وتولت البعثة المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي مهمة حفظ السلام في اقليم دارفور بدلا عن بعثة صغيرة افريقية فى 31 ديسمبر من العام 2007، بموجب قرار من مجلس الأمن الدولي صدر في 31 يوليو من العام ذاته.
وتعتبر يوناميد ثاني أكبر بعثة حفظ سلام حول العالم (بعد البعثة الأممية في الكونغو الديمقراطية)، ويتجاوز عدد أفرادها 20 ألفا من الجنود العسكريين وجنود الشرطة والموظفين من مختلف الجنسيات بميزانية بلغت 1.4 مليار دولار للعام 2013.