الرياض 12 ابريل 2015 (شينخوا) أعربت السعودية اليوم (الأحد) عن استغرابها من دعوات إيرانية إلى وقف عملية التحالف العربي العسكرية التي تقودها المملكة في اليمن، آملا أن تتبنى طهران سياسة لإنهاء النزاع الداخلي في هذا البلد المضطرب.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، بالرياض ردا على مناشدة الرئيس الإيراني حسن روحاني وقف عملية عاصفة الحزم في اليمن "كيف لإيران أن تدعونا الآن لوقف القتال! أين كانت إيران منذ سنة عندما كان الاقتتال في اليمن".
وتابع "آتينا لليمن لمساعدة السلطة الشرعية على استعادة شرعيتها، وهي الطرف الوحيد الذي يمكن أن يتكلم بهذه اللغة"، معتبرا أن إيران ليست مسؤولة عن اليمن.
وبشأن ما إذا كانت العملية العسكرية في اليمن حربا مع إيران، قال الفيصل "لسنا في حرب مع إيران".
وأوضح "لقد طلب من السعودية المساعدة لتأكيد الشرعية في اليمن ووقف الحرب التي أعلنت من قبل الحوثيين الساعين للسيطرة على كامل التراب اليمني، لذا قدمنا المساعدة بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية".
وأضاف "نأمل أن تتبنى إيران سياسة لإنهاء النزاع الداخلي في اليمن لا أن تقدم الدعم للأنشطة الإجرامية التي يقوم بها الحوثيون ضد الحكومة الشرعية وتوقف تسليم السلاح والمساعدة للحوثيين لمواصلة حربهم".
كما أعرب عن أمله في أن تكف إيران عن تدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية.
وأكد الفيصل أن قوات تحالف عاصفة الحزم تستهدف مراكز قيادة هذه المليشيات والوحدات العسكرية التابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح، متهما إياها بإرهاب المدنيين بالمدفعية الثقيلة والمدرعات وسط الأحياء السكنية في المدن اليمنية.
وتابع أن قوات التحالف العربي تقوم أيضا بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني.
والرياض وطهران على خلاف بشأن التعامل مع الوضع في اليمن.
وتتهم الرياض طهران بدعم المسلحين الحوثيين الشيعة الذين يسيطرون على مقاليد الأمور في اليمن، وهو ما تنفيه إيران على الدوام.
فيما ترفض إيران العملية العسكرية التي ينفذها تحالف عربي بقيادة السعودية في اليمن وتدعو إلى الحوار بين كافة الفرقاء في هذا البلد المضطرب.
وتقود السعودية تحالفا عربيا من ثمان دول أخرى ينفذ عملية عسكرية جوية تحت اسم "عاصفة الحزم" في اليمن لدعم شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي.
وتستهدف الضربات الجوية مواقع وأهدافا عسكرية للمسلحين الحوثيين وقوات متحالفة معها تابعة للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
ويفرض الحوثيون سيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء ومعظم المحافظات الشمالية، ويخوضون في الوقت الحالي معارك عنيفة للسيطرة على المحافظات الجنوبية، خاصة عدن التي أعلنها الرئيس هادي عاصمة مؤقتة لليمن واتخذها مقرا لممارسة مهامه في فبراير الماضي بعد نجاحه في الإفلات من إقامة جبرية فرضت عليه في صنعاء.
بدوره، أبدى وزير الخارجية الفرنسي بشأن الأزمة في اليمن استعداد بلاده لإيجاد حل يحترم الشرعية الدستورية ويسهم في عودة الأمن والاستقرار في هذا البلد المجاور للسعودية.
من ناحية أخرى، قال الوزير الفرنسي إن هناك تنسيقا سعوديا فرنسيا بشأن الأوضاع في سوريا والعراق ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في البلدين.
وأعلنت فرنسا تأييدها للحملة العسكرية التي يشنها تحالف عربي بقيادة السعودية تحت مسمى (عاصفة الحزم) ضد جماعة الحوثي الشيعية وحلفاء لها في اليمن منذ فجر 26 مارس الماضي.
وعلى صعيد الأزمة في سوريا، شدد فابيوس على أن حل الأزمة السورية لابد أن يكون سلميا وسياسيا على أساس إعلان جنيف واحد، مؤكدا أن لا مستقبل للرئيس بشار الأسد وكذلك تنظيم داعش في حكومة انتقالية تضم جميع الأطراف.
وأوضح أن البلدين متفقان تجاه الاتفاق النووي الإيراني وأهمية توفر آليات للتدقيق والتحقق من التزام إيران بعدم تحول برنامجها للأغراض العسكرية وكذلك آليات رفع العقوبات وإمكانية إعادة فرضها في حال إخلالها بالشروط.
وكشف عن تقديمه خلال مباحثاته مع المسؤولين السعوديين في الرياض مقترحا بمشروع اتفاق للتعاون بين فرنسا والمملكة في مجال الطاقة النووية المدنية.
وخلال مباحثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، سلم فابيوس الملك رسالة من الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند.
وبحث العاهل السعودي في وقت سابق اليوم مع وزير الخارجية الفرنسي، "مستجدات الأوضاع في المنطقة وأوجه التعاون بين البلدين الصديقين".
ووصل فابيوس الى الرياض في وقت سابق اليوم في زيارة رسمية للمملكة، وأجرى مباحثات أيضا مع وزير البترول السعودي علي النعيمي، والتقى بممثلي شركات الاستثمار الفرنسية العاملة في السعودية.