الخرطوم 13 أبريل 2015 (شينخوا) رغم تهديدات سابقة اطلقها متمردون مناوئون لحكومة الخرطوم بتعطيل الانتخابات فى مناطق ساخنة باطراف السودان ، الا ان عمليات الاقتراع التى بدأت اليوم تسير بصورة هادئة حتى الآن ، وذلك وفقا لمراقبين.
وفى منطقة جنوب كردفان المحازية لدولة جنوب السودان ، والتى تسهد منذ العام 2011 مواجهات بين الجيش السودانى ومتمردى الحركة الشعبية ، قطاع الشمال ، شهدت مراكز الاقتراع اقبالا من قبل الناخبين.
وقال العمدة محمد ربيع ، وهو مراقب محلى ، فى اتصال هاتفى مع وكالة أنباء " شينخوا" بالخرطوم " تشهد المراكز الانتخابية بجنوب كردفان اقبالا كبيرا ، وهناك رغبة حقيقة من مواطنى الولاية فى ممارسة حقهم الدستورى".
وأضاف " رغم حملة التخويف التى اعتمدتها الحركة الشعبية لدفع الناخبين نحو مقاطعة الانتخابات إلا أن الاقبال الذى لاحظناه خلال الساعات الاولى من عملية الاقتراع تؤكد أن مواطنى الولاية لا يكترثون لتلك التهديدات ، وربما كانت النتيجة عكسية بسبب التحدى الذى اظهره الناخبون فى جنوب كردفان.
ويبلغ عدد الناخبين فى ولاية جنوب كردفان 328 الفا و462 ناخبا ، من المقرر ان يصوتون فى 235 مركزا انتخابيا فى 17 دائرة انتخابية بالولاية.
وفى وقت سابق أعلنت مفوضية الانتخابات في السودان، عن تعطيل عملية الاقتراع في 7 دوائر بولاية جنوب كردفان المضطربة من أصل 24 دائرة ، وذلك لأسباب أمنية.
وسارت عملية الاقتراع فى ساعاتها الاولى فى ولاية النيل الازرق على الحدود مع جنوب السودان بوتيرة هادئة رغم أن الولاية تشكل بؤرة ساخنة أخرى من بؤر الصراع بين الحكومة السودانية ومعارضيها المسلحين من الحركة الشعبية ، قطاع الشمال.
وقال يوسف الطيب ، وهو مراقب محلى يتواجد بمدينة الدمازين عاصمة النيل الازرق ، " تسير عملية الاقتراع بصورة هادئة ، ولا توجد اى مشكلات أمنية تهدد سير العملية الانتخابية".
وأضاف ، فى اتصال هاتفى مع وكالة أنباء " شينخوا" هناك اقبال من قبل الناخبين ، وهناك حرص من كل سكان الولاية على ممارسة حقهم الدستورى دون خوف من تهديدات قطاع الشمال باستهداف الناخبين ومراكز الاقتراع".
وأكد الطيب استتباب الأوضاع الأمنية بالنيل الازرق ، وقال " هناك استقرار أمنى بكل مناطق النيل الازرق ، وهناك استعدادات مكثفة من كل القوى الأمنية والعسكرية لمواجهة اى اعمال تخريبية قد يقوم بها المتمردون فى إطار سعيهم لتعطيل العملية الانتخابية".
وتشهد ولاية النيل الازرق معارك بين الجيش السودانى ومقاتلى الجيش الشعبى لتحرير السودان بقطاع الشمال منذ العام 2011.
وتتمتع ولاية النيل الازرق بموقع جغرافي استراتيجي محاذ لاثيوبيا، وتمثل عمقا استراتيجيا لدولتى السودان وجنوب السودان، وتعد من أغنى المناطق من شأن الموادر الطبيعية، وتقع في المنطقة المنتجة للذهب أرض بني شنقول التاريخية.
وتضم الولاية أكبر الخزانات المنتجة للكهرباء في السودان (خزان الروصيرص)، الذي يقع على نهر النيل الأزرق، المنحدر من الهضبة الإثيوبية.
وفى السياق ذاته ، قال محمد سنين ، وهو مراقب محلى للانتخابات فى مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور ، ان عملية الاقتراع بشمال دارفور تسير بصورة هادئة دون وقوع اى احداث عنف فى الولاية التى تشكل مع اربعة اخريات اقليم دارفور الذى يعانى حربا اهلية منذ العام 2003.
وأضاف سنين ليست هناك أى تهديدات للعملية الانتخابية التى تسير بصورة هادئة ومنظمة ، وتشهد المراكز الانتخابية اقبالا كبيرا من قبل الناخبين".
وتابع " الوضع الأمنى فى شمال دارفور مستقر تماما ، ولا نتوقع وقوع احداث تؤثر على سير الانتخابات ".
ويبلغ عدد الناخبين فى ولاية شمال دارفور 851 الفا و75 ناخبا ، ومن المقرر ان يصوت الناخبون فى 423 مركزا انتخابيا فى 18 دائرة انتخابية بالولاية.
وفي فبراير الماضي اعلنت الجبهة الثورية ، وهى تحالف يضم اربعة حركات مسلحة عن حملة عسكرية بهدف تعطيل الانتخابات في المناطق التي تقاتل فيها الجبهة.
وتضم الجبهة الثورية الحركة الشعبية لتحرير السودان ، قطاع الشمال و 3 حركات متمردة فى اقليم دارفور هى ، حركة العدل والمساواة ، وحركة تحرير السودان ، جناح عبد الواحد محمد نور ، وحركة جيش تحرير السودان بزعامة منى اركوى مناوئ.
وتخوض الجبهة الثورية حربا ضد حكومة الخرطوم فى 8 ولايات من أصل 18 ولاية سودانية 5 منها في إقليم دارفور غربي البلاد وولايات جنوب كردفان والنيل الازرق وبعض مناطق غرب كردفان.
وبدأ الناخبون السودانيون الإدلاء بأصواتهم اليوم (الاثنين) في الانتخابات العامة لاختيار رئيس للبلاد وأعضاء البرلمان القومى وبرلمانات الولايات ، وسط مقاطعة من معظم الأحزاب المعارضة.
وتم فتح مراكز الإقتراع في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (0500 بتوقيت جرينتش) وسيتم غلقها في الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي(1500 بتوقيت جرينتش).
ويبلغ عدد الناخبين المسجلين ، وفقا لمفوضية الانتخابات نحو 13.6 مليون ناخب ، ومن المقرر أن يدلوا بأصواتهم في 7 آلاف مركز اقتراع تنتشر في أنحاء البلاد.
وتستمر عملية الاقتراع حتى الأربعاء المقبل ، على ان تبدأ عملية فرز الأصوات يوم 16 إبريل الجاري ، ومن المتوقع أن يتم إعلان النتائج النهائية يوم 27 من نفس الشهر.