الخرطوم 13 إبريل 2015 (شينخوا) اغلقت مراكز الاقتراع في السودان ابوابها بعد يوم أدلى فيه الناخبون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والتى تقاطعها معظم احزاب المعارضة.
وتميز اليوم الاول بالهدوء ، ولكنه واجه صعوبات إدارية منها عدم وصول اوراق ومعدات انتخابية إلى بعض المراكز الانتخابية، واخطاء في اسماء ورموز المرشحين.
ففي اليوم الأول من عملية الاقتراع التى تستمر لثلاثة أيام اشتكى ناخبون فى العاصمة السودانية الخرطوم من عدم وجود اسمائهم في السجلات الانتخابية، في حين اشتكى آخرون من تأخير بدء الاقتراع فى بعض المراكز لعدم وصول المواد الانتخابية.
ولكن قلل مراقبون دوليون يشاركون فى مراقبة الانتخابات السودانية من تأثير تلك الاخطاء الادارية على سير العملية برمتها.
وقال صلاح حليمة رئيس بعثة الجامعة العربية بالسودان ، والذى يشارك ضمن 40 مراقبا للجامعة العربية " تمضى العملية الانتخابية بسلاسة وترتيب جيد ، حتى الآن لم نلاحظ وجود ثغرات تؤثر سلبا على نزاهة الانتخابات".
وأضاف " وفقا لمتابعتنا فقد تم اتخاذ كل التدابير التى من شأنها تحقيق معيارى النزاهة والشفافية ، ومعلوم أن الاخطاء الادارية ملازمة لأي عملية انتخابية ولا تؤثر على سير العملية برمتها".
وتباينت نسب الاقبال للناخبين من مركز لآخر بالعاصمة السودانية ، فبينما شهدت المراكز الطرفية اقبالا ملحوظا ، تلاحظ ضعف الاقبال فى المراكز التى توجد بقلب الخرطوم نسبة لانها منطقة غير سكنية.
وخارج العاصمة الخرطوم ،واجهت عملية الاقتراع بعض الصعوبات ، واتسم اليوم الاول للاقتراع بولاية جنوب دارفور بضعف الاقبال على التصويت ، فيما تأخر الاقتراع لساعات ببعض مراكز ولاية شمال دارفور.
وقال سليمان عبد الرحيم رئيس المفوضية العليا للانتخابات بولاية جنوب دارفور فى تصريح صحفى " ان ضعف الاقبال يعود إلى أن طبيعة مواطني الولاية الذين لا يفضلون الذهاب للمراكز في الفترة الصباحية"..
وتأخرت عملية الاقتراع في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، بسبب عدم وجود "الحبر" الذي يطبع على أصابع الناخبين منعا للتزوير.
وأعلنت شبكة المنظمات الوطنية لمراقبة الانتخابات السودانية، اليوم "الإثنين"، عن إرجاء بدء الإقتراع في محليات "كرنوي وأم برو والطينة" بولاية شمال دارفور بسبب عدم وصول صناديق الاقتراع في الموعد المحدد.
وكشفت الشبكة ، على لسان المتحدث باسمها يس عبد الرحمن عن عدم وصول السجل الانتخابي وبطاقات الاقتراع على منصب الرئيس إلى بعض دوائر مدينة ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة، والتى تبعد نحو 187 كيلومترا جنوب العاصمة السودانية الخرطوم.
ونقل ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعى اخبارا عن وقوع مصادمات بين انصار بعض المرشحين فى دائرة انتخابية بمنطقة "السليم" بالولاية الشمالية ، على بعد نحو 520 كيلومترا إلى الشمال من الخرطوم.
وقال الناشطون إن مواجهات عنيفة وقعت بين انصار مرشحين ينتمى أحدهما للمؤتمر الوطنى الحاكم ، فيما يخوض الثانى السباق الانتخابى مستقلا ، وأن السلطات المختصة قامت باغلاق المركز الانتخابى.
ولكن عمر سعد وهو رئيس اللجنة العليا للانتخابات بالولاية الشمالية ، نفى فى اتصال هاتفى مع وكالة أنباء " شينخوا" من مدينة دنقلا عاصمة الولاية الشمالية ، ما تردد عن اغلاق المركز الانتخابى ، رغم اقراره بوقوع ما اسماه احتكاكات بين انصار المرشحين.
وقال " ما حدث شئ عادى ، ولا يتجاوز ما يحدث باستمرار خلال السباق الانتخابى ، ولا يمكن تسمية ما حدث بالمواجهات ، ولم يحدث اغلاق المركز الانتخابى مطلقا".
وأكدت الشرطة السودانية هدوء أحوال مراكز الاقتراع بكل أنحاء السودان وفق التقارير التي وصلتها بعد بداية العملية اليوم .
وقال العقيد عمر عبدالماجد بشير رئيس الغرفة المركزية لإعلام تأمين الانتخابات ،فى تصريح صحفى " إن التصويت يمضي كما خطط له".
وأضاف" إن الغرفة المركزية قامت بتكوين فرق عمل على مستوى الولايات واستعانت بمراسلين لمتابعة عملية التأمين في مرحلة الاقتراع ورصد الإيجابيات والسلبيات ، ونحن نقوم بمهمتنا التى حددها قانون الانتخابات والذي يختص بالتأمين الخارجي لمراكز الاقتراع".
وبدأ الناخبون السودانيون الإدلاء بأصواتهم اليوم في الانتخابات العامة لاختيار رئيس للبلاد وأعضاء البرلمان القومى وبرلمانات الولايات ، وسط مقاطعة من معظم الأحزاب المعارضة.
وتم فتح مراكز الإقتراع في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (0500 بتوقيت جرينتش) وتم غلقها في الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي(1500 بتوقيت جرينتش).
ويبلغ عدد الناخبين المسجلين ، وفقا لمفوضية الانتخابات نحو 13.6 مليون ناخب ، ومن المقرر أن يدلوا بأصواتهم في 7 آلاف مركز اقتراع تنتشر في أنحاء البلاد.
وتستمر عملية الاقتراع حتى الأربعاء المقبل ، على ان تبدأ عملية فرز الأصوات يوم 16 إبريل الجاري ، ومن المتوقع أن يتم إعلان النتائج النهائية يوم 27 من الشهر الجاري.
و يتنافس 1072 مرشحا على مقاعد البرلمان القومى في حين يتنافس 2235 مرشحا على مقاعد المجالس التشريعية للولايات.
وتشارك منظمات إقليمية كالاتحاد الافريقى والجامعة العربية ومنظمة الايجاد فى مراقبة العملية الانتخابية فى السودان.