الصفحة الأولى > الشرق الأوسط

تحليل إخباري: الفلسطينيون يعولون على القمة الآسيوية الإفريقية المقبلة في المساهمة بتدويل قضيتهم

21:23:53 15-04-2015 | Arabic. News. Cn

بقلم: اسامة راضي وعمر العثماني

رام الله 15 أبريل 2015 (شينخوا) يواجه الفلسطينيون مصاعب حادة في رغبتهم بالحصول على دولة مستقلة على حدود الاراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967.

ويرى مسئولون ومراقبون فلسطينيون في القمة الآسيوية الإفريقية المزمع عقدها في الفترة ما بين (19 إلى 24) ابريل الجاري في اندونيسيا مناسبة للمساهمة بتحقيق تطلع الفلسطينيين في تدويل قضيتهم بهدف إقامة دولتهم في ظل علاقاتهم التاريخية بمعظم دول آسيا وأفريقيا.

ويضيف هؤلاء، أن هناك تعويلا فلسطينيا كبيرا في استمرار الدعم التاريخي من معظم دول آسيويا وإفريقيا للقضية الفلسطينية وزيادة فاعليته في ظل التوجه الفلسطيني لطلب عضوية المنظمات الدولية.

ظروف معقدة والبحث عن مخرج

زاد فوز حزب (الليكود) بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منتصف الشهر الماضي في انتخابات (الكنيست) الأمور تعقيدا بالنسبة للفلسطينيين خاصة بعد تصريحاته التي أدلى بها قبل إجراء الانتخابات بأنه لن تكون هناك دولة فلسطينية حال فوزه بها، وتعهده بتكثيف البناء الاستيطاني.

ودعا كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إلى عقد مؤتمر دولي للسلام وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1860/2009 يفضي إلى انسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة عام 1967.

ويقول السفير الفلسطيني لشئون آسيا وإفريقيا واستراليا في وزارة الخارجية الفلسطينية مازن شامية ل ((شينخوا))، إن قمة جاكرتا "تأتي في ظروف معقدة بالنسبة للقضية الفلسطينية في ظل غياب الأفق سياسي وانتخابات إسرائيل الأخيرة وأسفرت عن فوز أحزاب اليمين المتطرف".

ويضيف شامية، "نحن أمام جهود كبيرة لحشد الدعم الدولي لصالح القضية الفلسطينية خصوصا في ظل النية للتوجه مجددا إلى مجلس الأمن الدولي لطرح مبادرة عربية ودولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي".

ويتابع أن "كل الجهود تنصب لإعادة تحريك المسعى الفلسطيني في مجلس الأمن الدولي في إطار إقليمي ودولي وهو ما سيتم طرحه في القمة الآسيوية الإفريقية أملا في حشد الدعم اللازم من الدول المشاركة في القمة".

وستنطلق فعاليات دورة القمة الآسيوية الإفريقية المقبلة التي من المنتظر أن يشارك بها 109 من قادة دول العالم، بلقاء كبار المسئولين في الدول المشاركة، ثم قادة الدول، في العاصمة جاكرتا على أن تحتضن مدينة باندونغ الاحتفالات في 24 أبريل.

وإلى جانب الفعاليات السياسية الرئيسة، ستشهد الدورة انعقاد قمة رجال الأعمال الآسيوية الإفريقية، ومهرجان (كرنفال) آسيا إفريقيا في باندونغ عاصمة جاوا الشرقية.

استحضار مبادئ التعايش

وتكمن أهمية قمة جاكرتا بأنها تصادف الذكرى الستين لانطلاق مؤتمر آسيا - إفريقيا والذكرى العاشرة لتدشين الشراكة الإستراتيجية الجديدة بين آسيا وإفريقيا.

ومن المرتقب، بحسب مراقبين، أن تؤكد القمة على مبادئ التعايش التي أطلقتها القمة الآسيوية الإفريقية قبل 60 عاما.

والمبادئ الخمسة المتمثلة في الاحترام المتبادل للسيادة، ووحدة الأراضي، وعدم الاعتداء، وعدم التدخل في الشئون الداخلية، والمساواة والمنفعة المتبادلة، والتعايش السلمي لاقت إقبالا واسعا من دول العالم مع مرور أكثر من نصف قرن تملؤه تغيرات الأوضاع الدولية.

ويعتبر شامية، أن مناسبة قمة جاكرتا "فرصة لإعادة التأكيد على مبادئ التعايش التي انطلقت منها أجلها القمة الآسيوية الإفريقية وضرورة تكريسها على منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من أزمات وحروب عديدة وغياب لحالة الأمن والاستقرار".

ويشدد على أن "السبب الرئيس لكل أزمات منطقة الشرق الأوسط هو عدم وجود حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية حتى الآن وهو ما يؤمل أن تساهم قمة جاكرتا في دفعه للمضي قدما".

دعم في المحافل الدولية

وأطلق الفلسطينيون منذ ثلاثة أعوام حملة دبلوماسية دشنت بترقية مكانتهم في الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى دولة مراقب غير عضو في نوفمبر عام 2012 وأسفرت أخيرا عن إعلان عضويتهم في المحكمة الجنائية الدولية.

ويقول الفلسطينيون، إن تحركهم يأتي لتعزيز موقفهم في ظل الفشل المتكرر لمفاوضات السلام الثنائية مع إسرائيل التي انتهت آخر جولاتها برعاية أمريكية نهاية مارس من العام الماضي دون إحراز تقدم لحل الصراع الممتد منذ عدة عقود.

وفشل مشروع قرار فلسطيني مدعوم عربيا لتحديد سقف زمني لإقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي نهاية ديسمبر الماضي في نيل التسعة أصوات اللازمة في مجلس الأمن الدولي.

ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس في الضفة الغربية أحمد رفيق عوض ل((شينخوا))، إن القمة الآسيوية الإفريقية حدث مهم جدا للقضية الفلسطينية التي تحتاج دائما أن تكون بصفة عالمية وأن تحظى بالدعم والمساندة.

ويضيف عوض إن "المطلب الفلسطيني بنيل الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة يجب أن يحظى بأكبر دعم إقليمي ودولي كون ذلك قوة سياسية وأخلاقية وإنسانية مهمة جدا وضاغطة".

ويشدد عوض، على الحاجة فلسطينيا لإيجاد تحالفات سياسية واقتصادية بدعم آسيوي وإفريقي لتحقيق توازن في العالم "بما يسمح بدعم أكبر وأكثر فاعلية للقضية الفلسطينية خاصة بعد فشل مجلس الأمن الدولي في ذلك".

كما أنه يؤكد على أنه من المهم جدا من قمة جاكرتا التأكيد المرتقب على النظم التي تحكم الشعوب والعلاقات بين الدول وهو ما يصب في فرض حل دولي لقضايا العالم محل النزاع وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

تعويض "الانكفاء" العربي

يشير المحلل السياسي من الضفة الغربية سامر عنبتاوي، إلى أن قمة جاكرتا "تعقد في مرحلة زمنية مهمة جدا بالنسبة للقضية الفلسطينية في ظل الانكفاء العربي الحاصل وتعنت إسرائيل في عملية السلام ورؤية حل الدولتين".

ويؤكد عنبتاوي ل((شينخوا))، أن الجهد الآسيوي والإفريقي من شأنه دعم التقدم الحاصل في المواقف الدولية لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية بشأن ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الحدود المحتلة عام 1967 .

ويرى أن الفلسطينيين سيتطلعون من قمة جاكرتا إلى "فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على إسرائيل لإجبارها على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية ودعم التوجه الفلسطيني لمجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية المتخصصة ".

ويعتبر عنبتاوي، أن الاتجاه فلسطينيا دائما ما يكون إيجابيا عند ترقب المواقف الآسيوية والإفريقية "خاصة أن القضية الفلسطينية تستند بالأساس إلى صمود الشعب الفلسطيني والدعم الإقليمي والدولي الذي تحظى به".

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
010020070790000000000000011101441341543981