(رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام ووزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير)

بيروت 15 مايو 2015 (شينخوا) دعا وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير اليوم (الجمعة) إلى وقف التصعيد في النزاع الداخلي في سوريا كي يتمكن اللاجئون ان يعودوا إلى الاماكن التي اتوا منها عندما يعود اليها الامان.

وأعرب شتاينماير في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني جبران باسيل، عن الأمل في ان تأتي اشارات على وجود جهود جديدة لايجاد حل سياسي في سوريا.

وأشار إلى المحادثات الامريكية/الروسية بشأن سوريا، متمنيا ان "تطلق أملا لمبادرة جديدة من اجل الحل السياسي."

وأضاف ان "هذا الحل لن يكون ممكنا الا اذا بذل جيران سوريا العرب والمسلمون ايضا جهودهم في هذا السياق".

وأعلن استعداد بلاده لاستقبال أكبر عدد ممكن من اللاجئين السوريين لتخفيف العبء عن لبنان.

وأشار إلى أن "عدد اللاجئين السوريين الموجودين في المانيا فاق المائة ألف لاجئ وبهذا تكون المانيا اكبر دولة استقبلت لاجئين سوريين، مقارنة بدول الاتحاد الاوروبي."

ولفت شتاينماير إلى أن "المساعدات الالمانية سواء للاجئين السوريين أو للدول المستقبلة لهم تبلغ مجملها مليار يورو."

وأعرب عن اعجابه ب"التعايش رغم الخلافات في لبنان في ظل مشاهد العنف في المنطقة" وعن تقديره لحجم المساعدة الانسانية التي يقدمها لبنان للاجئين على الرغم من محدودية امكاناته.

وأضاف شتاينماير "نحن على وعي كامل بالعبء الثقيل الذي يقع عليكم لذا لن نترك لبنان بهذا المأزق وحيدا."

بدوره أكد باسيل أن "لبنان يطالب بحل سياسي في سوريا من خلال عملية شفافة تقودها سوريا وحل سياسي شامل تكون المنظمات الارهابية خارجه بشكل قاطع ومن دون أي تدخل أجنبي بما يحقق تطلعات الشرعية للشعب السوري من خلال تنظيم إنتخابات حرة تحفظ إستقرار ووحدة اراضي سوريا."

واعتبر أن حل مشكلة اللاجئين ليس باستقبال الدول لهم وانما بوضع خطة تساعد على إعادتهم إلى بلادهم مطالبا بحل سياسي في سوريا "عبر عملية سياسية مستقلة".

وقال "بالرغم من عدم وجود موارد في لبنان ما زال نتحمل وجود اكثر من مليون ونصف المليون نازح بمعدل 150 شخصا سوريا في الكيلو متر المربع الواحد وإن بقاءهم الدائم في لبنان ليس بخيار، ونحن نتعاطى مع هذا الوضع المؤقت في حين المجتمع الدولي لا يفي بالتزاماته".

وشكر ألمانيا على "كل المساعدة التي قدمتها في العام الماضي في المجال الانساني ونحن نرى فيها دولة صديقة تحترم مواقفها والتزاماتها ونحن ممتنون لها."

وأشار الى أن الاستقرار في لبنان يمكن ان يتأكد من خلال خفض عدد النازحين السوريين، وعبر دعم الجيش اللبناني بجدية لمواجهة المجموعات الارهابية، وايضا عبر إعادة الاستقرار السياسي من خلال إنتخاب رئيس للبلاد وإجراء الانتخابات النيابية تصل بممثلين حقيقيين عن الشعب اللبناني إلى السلطة."

وقال إن الجيش اللبناني يقود معركة ضد الجماعات الارهابية لاحتوائها، ونحن نطالب باستمرار لتعزيز المساعدة العسكرية له.

وأكد أن "الجيش اللبناني يلعب دورا اساسيا في الحفاظ على الاستقرار، ويعمل مع مجموعات لبنانية على دحر المجموعات الارهابية مثل "جبهة النصرة" و "داعش" إلى خارج اراضينا."

وشدد على أن "لبنان يلعب دور الصلة الثقافية بين الشرق والغرب لذا فإن الحفاظ عليه وعلى الاقليات في المنطقة هو خط الدفاع الاول عما يمكن ان يتهدد اوروبا."

وأضاف باسيل "يجب بقاء لبنان على صيغته وفرادته لكي يتمكن من مواجهة الارهاب وابقاء شعوب المنطقة مزروعة في ارضها" مبديا خشيته "على اوروبا من يقظة متأخرة لما حصل في منطقتنا من مشكلة ارهاب ونزوح الانسان والارهاب باتجاه اوروبا".

وكان شتاينماير وصل إلى بيروت في وقت سابق اليوم في زيارة قصيرة التقى خلالها رئيس مجلس الوزراء تمام سلام حيث عرض معه الاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة وقضية النازحين السوريين في لبنان إضافة إلى عمل الكتيبة الالمانية المشاركة في قوات الامم المتحدة العاملة بجنوب لبنان "يونيفيل."