بيروت 15 مايو 2015 (شينخوا) دعا لبنان و"اليونيسكو" في بيان مشترك اليوم (الجمعة) الى انقاذ التراث العالمي وحماية التنوع الثقافي والديني وتعزيز القيم الانسانية ومقاضاة مرتكبي جرائم التطهير الثقافي.
جاء ذلك في بيان صد عقب اجتماع وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل والمديرة العامة التنفيذية لمنظمة "اليونيسكو" إيرينا بوكوفا التي تزور لبنان حاليا.
ودعا الجانبان في البيان الى إنقاذ التراث الثقافي العالمي وبشكل خاص المواقع المهددة بالعنف والتطرف في منطقة الشرق الأوسط.
كما دعا البيان إلى حماية التنوع الثقافي والمجموعات الدينية، لاسيما الأقليات منها، من أنواع الاضطهاد كافة.
وأكد على تعزيز القيم الإنسانية القائمة على التسامح والتعايش بين مختلف مكونات مجتمعنا الحضاري.
وطالب البيان بمقاضاة المسؤولين عن هذه الجرائم ضد الإنسانية ومرتكبي أفعال التطهير الثقافي منعا لإفلاتهم من العقاب.
من جهتها أعربت بوكوفا في تصريح للصحفيين عقب محادثاتها مع باسيل ومع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام عن القلق "ازاء محو التراث الثقافي في العراق وسوريا" مشيرة الى توافق الرأي مع المسؤولين اللبنانيين "على مواجهة التطرف ومواجهة استراتيجية محو الذاكرة والتاريخ الجماعي بحماية التراث والثقافة".
ورأت ان "لبنان هو رمز للتنوع وقد توافقنا أن هذا التنوع يشكل مصدر غنى وهو المثال الأفضل للتعايش ومن اجل الحفاظ على هذا الحوار والتنوع الثقافي ما بين الأديان".
وقالت إن المحادثات "سبل حماية التراث ومواجهة التطرف" متمنية ان "يبقى لبنان بلدا مع التعدد والاستقرار كما اتمنى أن ينتخب كل الافرقاء رئيسا للجمهورية لأن لبنان بلد مهم لنا ولليونيسكو ونأمل ان يبقى كذلك في هذه المنطقة التي تتخبط بأزماتها".
وحول التخوف من تدمير "داعش" لآثار مدينة "تدمر" السورية دعت الى "حماية التراث العالمي في تدمر " وأضافت "نحن قلقون جدا، ونتابع الوضع لان تدمر مدينة رومانية قديمة وذات قيمة عالية. "
وأضافت "رأينا في العام الماضي أن "تدمر" كانت تستعمل كمعسكر وطالبنا في بيانات سابقة الإلتزام باتفاق 1954 لحماية الآثار في اوقات النزاع ، وقد طلبت يوم أمس من جميع الأطراف حماية تدمر وإبقائها خارج العمليات العسكرية".
من جهة ثانية شاركت بوكوفا مع وزير الثقافة اللبناني ريمون عريجي مساء اليوم في اطلاق حملة "متحدون مع التراث " في لبنان خلال احتفال ثقافي أقيم في المتحف الوطني، في إطار جهود اليونسكو لحشد الدعم وتشجيع الشباب العربي على المشاركة في نشر الوعي وحماية التنوع والتراث الثقافي المهدد من جراء أعمال العنف والخطاب الطائفي.
واعتبرت في كلمة بالمناسبة أن "التدمير المتعمد والممنهج والوحشي للتنوع الثقافي في العراق وسوريا هو تطهير ثقافي يجري من خلاله اضطهاد الأقليات وتخريب التراث، وكل ما يجسد التنوع وحرية."
وكانت اليونيسكو قد أطلقت حملة "متحدون مع التراث" في العاصمة العراقية في مارس الماضي، بهدف استغلال قوة وإمكانيات شبكات التواصل الاجتماعي لنشر الوعي وحشد الدعم وتشجيع مشاركة الشباب في حماية التراث الثقافي المهدد جراء الخطاب الطائفي والعنف.
يذكر أن بوكوفا كانت قد التقت اليوم في إطار زيارتها الرسمية إلى لبنان كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائبة بهية الحريري والسيدة ليلى الصلح.