بقلم/ عماد الأزرق
القاهرة 21 مايو 2015 (شينخوا) أعلنت مصر تطهير 95 ألف فدان من الألغام والذخيرة والقذائف غير المتفجرة، بالساحل الشمالي الغربي، في الذكرى الـ 70 للحرب العالمية الثانية.
وترجع مشكلة الألغام في الساحل الشمالي الغربي لمصر إلى أحداث الحرب العالمية الثانية، ودارت معارك طاحنة عام 1942 بين قوات الحلفاء والمحور، عرفت بـ "معارك العلمين".
ورغم مرور أكثر من 70 عاما على هذه المعارك، غير أن خطر الألغام والقذائف والذخائر غير المنفجرة التي تركتها القوات المتحاربة المختلفة، مازال قائما، ويمثل تهديدا كبيرا، ويؤدي إلى خسائر بشرية، كما يؤدي إلى عرقلة التنمية في مساحات شاسعة بمصر.
واحتفلت الأمانة التنفيذية لازالة الألغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي لمصر بانجازات المرحلة الأولى من عملية التطهير وبدء المرحلة الثانية منها، واتمام تطهير 94 ألفا و446 فدانا من الألغام في منطقة العلمين، والانتهاء من ثلاثة مشروعات لحصاد المياه، بوديان الهواويرن حبلة، أهداف بمحافظة مرسي مطروح.
وأكد السفير فتحي الشاذلي رئيس الأمانة التنفيذية لازالة الألغام وتنمية الساحل الشمالي، أن الأمانة نجحت في تحقيق الأهداف المخططة بالكامل بالتعاون مع بعض الشركاء الدوليين وخاصة برنامج الأمم المتحدة الانمائي، وتمكنت من تطهير 94 ألفا و446 فدانا من الألغام في منطقة العلمين.
وقال الشاذلي لوكالة أنباء (شينخوا) إن من بين هذه المناطق التي تم تطهيرها، نحو 28 ألفا و200 فدان في المرحلة الأولى لصالح وزارة الزراعة، و37 ألفا و6 افدانه لصالح وزارة الصناعة، 26 ألفا و190 فدانا في مدينة العلمين الجديدة (المدينة المليونية) لصالح وزارة الأسكان.
وأشار إلى أن هناك مخططا تنمويا لتنمية الساحل الشمالي الغربي وخاصة بالمناطق التي يجري تطهيرها من الألغام يستهدف توفير نحو 2 مليون فرصة عمل بحلول عام 2050، على أن يتوفر منها 750 ألف فرصة عمل بحلول عام 2032.
وأوضح أنه من المخطط أيضا وفقا للمشروع التنموي لهذه المناطق أن يتم توطين نحو 3.5 مليون فدان بها مقابل 400 ألف حاليا، مع توفير نصف مليون فدان قابلة للزراعة، و3.5 مليون فدان للرعي والثروة الحيوانية والصناعات الغذائية.
وأشار إلى أن تلك المناطق تحتوي على نحو 70 مليون متر مكعب من الثروات التعدينية، واحتياطات بترولية تقدر بنحو 1.8 مليار برميل بترول، ونحو 8.5 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، بالاضافة إلى امكانيات هائلة للتنمية السياحية والعمرانية والصناعية.
وأشاد الشاذلي بمساهمة الصين في مشروع ازالة الألغام والذخائر غير المنفجرة بالساحل الشمالي، مشيرا إلى أن الحكومة الصينية قدمت للأمانة التنفيذية لازالة الألغام حوالي 70 مكتشفا للالغام، بالإضافة إلى 10 مفجرات.
وذكر تقرير صادر عن الأمانة التنفيذية لازالة الألغام وتنمية الساحلي الشمالي الغربي لمصر، أن مصادر أمريكية قدرت في منتصف تسعينيات القرن الماضي الأجسام القابلة للانفجار التي خلفتها الحرب العالمية الثانية في الأراضي المصرية بأنها تبلغ 19.7 مليون جسم، منتشرة على مساحة تبلغ 287 ألف هكتار اي (683 ألف فدان) تمتد من غرب الأسكندرية وحتى الحدود الليبية.
ويعد الأطفال من سكان المناطق التي تنتشر فيها الالغام والاجسام القابلة للانفجار من مخلفات الحروب أكثر الفئات عرضة للأخطار القاتلة الناتجة عن انفجار هذه الأجسام
وأكدت هند عبدالفتاح رئيس قطاع شئون مكتب وزيرة التعاون الدولي أن مشروع ازالة الألغام من الساحل الشمالي الغربي لمصر يحظى بخصوصية وأهمية كبيرة لدى الوزارة، وما دفعها لانشاء أمانة تنفيذية خاصة لإزالة الألغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي.
وأرجعت عبدالفتاح ، أهمية هذا المشروع لما له من بعدين هامين، الأول وهو بعد انساني لما ينتج من مخاطر بشرية جسيمة عن هذه الألغام والذخائر غير المنفجرة، ومساعدة ضحاياها على الاندماج بالمجتمع وتحولهم من عالة على المجتمع إلى عناصر منتجة.
وبحسب رئيس الأمانة التنفيذية لازالة الالغام وتنمية الساحل الشمالي السفير فتحي الشاذلي فقد تمكنت الأمانة من رصد 761 من ضحايا الألغام المصابين بحالات تترواح بين بتر أطراف علوية أو سفلية، أو أصابات أخرى.
واشار إلى أن الأمانة قدمت أطراف صناعية لنحو 259 شخصا من ضحايا الألغام، كما قامت بتقديم مساعدات مالية وقروض وتأهيل الضحايا لتنفيذ مشروعات اقتصادية تساهم في دمجهم بالمجتمع.
وأضافت رئيس قطاع مكتب وزيرة التعاون الدولي هند عبدالفتاح، أن البعد الثاني لهذا المشروع وهو بعد تنموي من خلال اضافة المناطق المطهرة إلى المخطط التنموي للدولة، واستخدامها سواء في الزراعة او التوسع العمراني وغيرها من المجالات التنموية، وتحويلها من مناطق غير مستغلة وغير مؤهلة تمثل تهديد لحياة الأنسان إلى قيمة مضافة للاقتصاد المصري.
وتتنوع الأجسام القابلة للانفجار الجاري تطهير الساحل الشمالي الغربي لمصر منها ما بين ألغام أرضية مضاده للأفراد، ألغام مضادة للدبابات، دانات مدفعية، دانات طائرات، قذائف هاون، قذائف أر بي جي، قنابل يدوية، ذخائر اسلحة خفيفة.
ويقوم بأعمال التطهير من الألغام وحدة من سلاح المهندسين بالجيش المصري، تضم 250 عنصرا، وقد تقرر زيادة الوحدة إلى 400 عنصر بهدف تسريع عمليات التطهير.
وخلال الأيام المقبلة ستقوم الأمانة التنفيذية لازالة الألغام بشراء ثلاث معدات للتطهير الميكانيكي من بريطانيا، وعدد ممن مكتشفات الألغام الحديثة، والملابس والأحذية الواقية، وذلك بهدف تدعيم وحدة المهندسين القائمة على التطهير.
من جانبه، أكد السفير صلاح عبدالصادق رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، على أهمية مشروع ازالة الألغام من الساحل الشمالي الغربي، كونه يرفع أعباء كثيرة من بينها انسانية تتمثل في الاصابة وبتر الأطراف والقتل لأبرياء بدون أي ذنب جنوه، نتيجة مخلفات الحرب العالمية الثانية التي لم يكن لمصر فيها "ناقة أو جمل".
وقال عبدالصادق لوكالة انباء (شينخوا) إن من شأن هذه الالغام والذخائر غير المنفجرة أن تعيق وتعرقل كل خطط وعمليات التنمية، في جزء مهم من مصر نحتاج تنميته لمصلحة خطة التنمية الشاملة للوطن، ولمصلحة الشعب المصري، والانتهاء من التطهير لاشك أنه سيعود بالنفع على الوطن كله.
يشار إلى أنه يوجد أكثر من 120 مليون لغم مزروع في أراضي 71 دولة حول العالم، وتقتل الالغام شهريا نحو 800 شخص، وتصيب نحو 1200 شخص.