القاهرة 27 مايو 2015 (شينخوا) حذرت جامعة الدول العربية من أزمة المياه وتدعو لتفعيل استراتيجية الأمن المائي، وطالبت بتضافر الجهود من أجل تفعيل استراتيجية الأمن المائي العربي في مواجهة التحديات الراهنة وتحقيق التنمية المستدامة.
ونبه السفير أحمد بن حلي خلال اجتماع المجلس الوزاري العربي للمياه اليوم (الأربعاء) إلى أن المنطقة العربية تمر بمرحلة اضطراب وقلق غير مسبوق مما يحتم على الجميع تضافر الجهود في إطار المنظومة العربية والتكاتف لمواجهة التحديات المائية باعتبارها تمس الأمن القومي العربي.
وأشار بن حلي إلي قرارات قمة شرم الشيخ الأخيرة التي وضعت الأولوية لمجال الأمن القومي العربي بأبعاده العسكرية والسياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، معتبرا أن تحقيق الأمن المائي يشكل دعامة أساسية في مفهوم الأمن القومي.
وشدد على ضرورة تعزيز وحدة الموقف العربي للحفاظ على الحقوق القانونية والتاريخية للمياه العربية لمواجهة السياسات الإسرائيلية المتمادية في استغلال المياه العربية في فلسطين المحتلة والجولان العربي السوري وجنوب لبنان، الأمر الذي يشكل خرقا صارخا للقانون الدولي، داعيا إلى استغلال التكنولوجيا لمواجهة التصحر والإدارة السليمة للموارد المائية، خاصة وأن العديد من التقارير تحذر من أن المنطقة العربية معرضة مستقبلا لمخاطر شح المياه والتصحر.
فيما دعا وزير الطاقة البحريني عبد الحسين بن علي ميرزا إلى ضرورة العمل على تحقيق التنمية المستدامة، مشددا على أهمية محور الأمن المائي، حيث أن المنطقة العربية تعتمد بشكل أساسي على توفيرالمياه من أجل ضمان الصحة العامة وتحقيق التقدم العادل وتأمين الغذاء والطاقة.
واستعرض ميرزا رئيس مجلس وزراء المياه العرب، أهم التحديات التي تواجه قطاع المياه، خاصة التزايد المضطرد على استنزاف الموارد المائية المحدودة المتاحة لديها من قطاعات المجتمع المدني والزراعة والصناعة، بالإضافة للتحديات المتعلقة بمخاطر التلوث.
وحذر من الانعكاسات المترتبة على هذه العوامل، والتي تعجل بحدوث أزمة المياه مما يتطلب تكاتف الجهود العربية لزيادة الموارد المائية ووضع الخطط والسياسات الشمولية على الصعيد العربي، خاصة التي تتعلق بالموارد المائية ذات المصلحة المشتركة خارج منظومة الدول العربية.
وبدوره، أكد وزير الطاقة والصناعة القطري الدكتور محمد بن صالح السادة، رئيس الدورة السابقة، التزام بلاده بالتعاون مع الدول العربية في مجالات المياه والتنمية والعمل على زيادة الموارد المائية لتحقيق المصالح المشتركة وتطلعات الشعوب.
كما أكد أن التوافق وإقرار مشروع الاتفاقية الاطارية الخاصة بتنظيم الموارد المائية المشتركة بين الدول العربية يعتبر من أهم البنود التي يتعين على هذه الدورة النظر فيها وإصدار القرارات اللازمة بشأنها، وذلك نظرا لأهميتها الكبيرة في تنظيم الحقوق المائية بين الدول العربية الشقيقة، داعيا للاستفادة من التجارب الرائدة والناجحة التي قامت بها الدول في مجال الموارد المائية.
ونوه بالمراحل المتقدمة التي وصلت إليها الكثير من المواضيع المطروحة للنقاش ضمن جدول أعمال هذه الدورة من المجلس والتي كان أهمها الخطة التنفيذية لاستراتيجية الأمن المائي لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة في الوطن العربي 2010 - 2030، والتي سيتم عرضها على القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها المزمع إقامتها في تونس خلال العام الجاري، تمهيدا لاعتمادها من السادة رؤساء الدول.
وكذلك ما تم التوصل إليه بشأن تحقيق أهداف الألفية فيما يخص المياه ، بجانب ما تم إنجازه من خطوات بشأن مشاريع الإدارة المتكاملة للموارد المائية، وما تم من تنسيق بشأنها من المراكز المتخصصة وصناديق التمويل الإقليمية والدولية، وكذلك ما يتعلق بمستجدات وتطورات التكيف مع التغيرات المناخية والدعوة لتقديم مبادرات بشأن حماية الحقوق المائية العربية.
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه مع مجلس وزراء المياه العرب اليوم على أهمية تطوير الاستراتيجية العربية المائية.
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم الرئاسة المصرية بأن السيسي شدد خلال اللقاء على تطوير استراتيجية متكاملة في مجال المياه، لاسيما وأن معظم المنطقة العربية يقع في واحدة من أكثر مناطق العالم جفافا.
وأوضح السيسي أن ذلك الأمر يستلزم تعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة والاستخدام الأمثل للمياه، مشيرا إلي أن تفعيل مثل هذه الاستراتيجية يتطلب جهدا عربيا جماعيا وعملا مشتركا.
وأشار المتحدث الرسمي إلي أن اللقاء تطرق إلى عدد من القضايا المطروحة على الساحة العربية، حيث عقب السيسي على مداخلات الوزراء، لافتا إلى أن التغلب على التحديات التنموية التي تواجه العديد من الدول العربية سيكون له بلا شك دور مهم في مكافحة التطرف والإرهاب.
وأكد السيسي أن الدفاع عن مختلف القضايا والمواقف العربية يتطلب التغلب على المشكلات الاقتصادية التي تواجه بعض الدول العربية، وأن ذلك لن يتأتى سوى من خلال بث معاني الوحدة وأهمية العمل المشترك في نفوس الشباب العربي، كما أكد على أهمية التكاتف والتضامن العربي لصون مقدرات الشعوب العربية التي تعاني من ويلات الإرهاب والعنف، وضمان وحدة أراضي الدول العربية وسلامتها الإقليمية، والحيلولة دون انجرافها نحو التقسيم والتشرذم.