الصفحة الأولى > الشرق الأوسط

تحقيق : ارتفاع درجات الحرارة وغلاء الاسعار ينقصان من فرحة السودانيين في رمضان

20:16:49 18-06-2015 | Arabic. News. Cn

الخرطوم 18 يونيو 2015 (شينخوا) ارتفاع درجات الحرارة وغلاء اسعار معظم السلع الاستهلاكية ينقصان من فرحة السودانيين بحلول شهر رمضان الكريم.

ويأتى رمضان فى السودان هذا العام وسط ارتفاع غير مسبوق فى درجات الحرارة التى سجلت اليوم نحو 43 درجة عند منتصف النهار فى العاصمة السودانية الخرطوم ، مما يزيد من معاناة المواطنين فى ظل قطع متكرر للتيار الكهربائى.

وتوقع مصدر فى هيئة الارصاد السودانية ان تستمر موجة الحر الحالية لاكثر من عشرة ايام مقبلة ، وقال فى تصريح لوكالة انباء "شينخوا " من المتوقع ان تستمر درجات الحرارة فى ارتفاعها لنصف شهر رمضان تقريبا ، وبعد ذلك نتوقع انخفاضا تدريجيا فى درجات الحرارة وهطول امطار متفرقة".

وأعلنت الحكومة السودانية تقليص ساعات العمل الرسمية خلال شهر رمضان بمقدار ساعة فى اليوم.

وجاء فى منشور لمجلس الوزراء السودانى امس ان دوام الموظفين يبدأ فى الساعة الثامنة صباحاً وينتهى فى الثالثة ظهراً ، فيما يبدأ دوام العمال من الساعة السابعة والنصف صباحا إلى الثالثة ظهرا.

وبدت الشوارع فى العاصمة الخرطوم شبه خالية فى اليوم الاول لرمضان ، فيما تشهد الاسواق الرئيسية ما يشبه الركود بسبب قلة الاقبال على شراء السلع الرمضانية ، وهو أمر يرجعه تجار ومواطنون إلى غلاء الاسعار.

وفى السوق المركزى الرئيسى جنوب الخرطوم ، يشتكى تجار من قلة الطلب على بضائعهم وعدم اقبال المواطنين على الشراء ، خلافا لما كان عليه الحال قبل سنوات مضت.

وقال التاجر عبد الله عبد القادر فى السابق كنا نبيع كميات كبيرة من البضائع الرمضانية فى اطار استعدادات الاسر للشهر الكريم ، وهذا العام قلت القدرة الشرائية بسبب الوضع الاقتصادى".

واضاف " هناك ما يشبه الركود ، حركة البيع ضعيفة للغاية هذا العام ، المواطنون يشتكون من ارتفاع الاسعار ويعتقدون اننا كتجار نضاعف الاسعار وهذا امر غير صحيح ، نحن ايضا ضحية للوضع الاقتصادى الحالى وزيادة التضخم وارتفاع الاسعار".

غير ان المواطن حمدان جبر الدار يرى ان جشع التجار وانعدام الرقابة الحكومية هما السبب فى الارتفاع الجنونى لاسعار السلع الاستهلاكية ، وقال لوكالة انباء "شينخوا " لقد تركت الحكومة السوق لجشع التجار تحت سياسة تطبيق سياسة الاقتصاد الحر ، هذه هى النتيجة".

وتابع " فى السابق كنا نقوم بشراء كل مستلزمات الشهر الكريم منذ وقت مبكر ، وهذا العام لم نستطع الايفاء بمتطلبات اسرنا ، وسنعتمد على سياسة توفير الاحتياجات يوما بيوم من خلال شراء الضروريات يوميا".

وكشفت جولة لوكالة انباء " شينخوا" فى اسواق رئيسية بالعاصمة السودانية الخرطوم عن ارتفاع غير طبيعى فى اسعار غالب السلع الرمضانية ، وسجلت اسعار اصناف التمور المختلفة ارتفاعا جنونيا اذ بلغ سعر (الجوال) نحو 1500 وجنيه سودانى (نحو 250 دولارا امريكيا).

وبلغ سعر كيلوجرام السكر نحو ثمانية جنيهات، فيما قفز سعر الدقيق إلى خمسة جنيهات للكيلوجرام، إلى جانب ارتفاع أسعار زيت الطعام، ومختلف أنواع التوابل والخضروات المجففة بنسب تتراوح بين 30% و40 %.

وللتغلب على عدم القدرة على شراء المشروبات والعصائر الرمضانية ، تلجا غالب الاسر السودانية الى الاعتماد بصورة اساسية على مشروب سودانى محلى يسمى (الحلو مر ).

ويصنع الحلو مر من رقائق من طحين الذرة تعد في المنازل السودانية خلال شهر شعبان الهجري استعدادا لقدوم شهر رمضان.

ويشكل الحلو مر مصدرا رئيسيا لمائدة الافطار فى السودان ، غير أن الاوضاع الاقتصادية أثرت حتى على صناعة هذا المشروب الشعبى من خلال ارتفاع اسعار المواد الرئيسية التى تصنع منها الحلو مر.

وقالت سكينة عثمان ، وهى ربة منزل " لا غنى عن الحلو مر وخاصة فى ظل الاوضاع الحالية ، ولكن صناعته اصبحت مكلفة جدا ، هذا العام بلغت تكلفة اعداد الحلو مر لاسرة متوسطة نحو 700 جنيه سودانى " ، ويعادل الدولار الامريكى نحو 9.5 جنيه فى السوق السوداء.

ولم تنجح التدابير الحكومية فى خفض اسعار السلع الرئيسية فى رمضان ، واعلن اتحاد الغرف الصناعية فى السودان قبل يومين عن تدابير احترازية لمواجهة الزيادة فى أسعار بعض السلع الرمضانية وخاصة السكر.

وقال الناطق باسم بالاتحاد علام صغيرون فى تصريحات ، فى وقت سابق " ان من بين تلك التدابير تكوين لجنة مختصة لمراقبة وضبط السكر وسلع أخرى مختلفة لضمان وصولها للمواطن بالسعر المناسب دون وسيط".

وحذر صغيرون التجار من التلاعب بالأسعار واستغلال حاجة المواطن خلال شهر رمضان، مطالبا المواطنين بالحرص على الشراء بالسعر الرسمي والمعلن حفاظا على حقوقهم وللإسهام في محاربة ظاهرة ارتفاع أسعار السلع خلال فترة رمضان.

ولا يرى المحلل الاقتصادى السودانى الصادق عبد الجليل أهمية لمثل تلك التدابير ، وقال فى تصريح لوكالة انباء "شينخوا " لا تستطيع الآليات الحكومية مراقبة السوق بصورة فعالة ، ولم تنجح مثل هذه التدابير فى مواجهة غول الاسعار".

وابان ان عدة اسباب تؤدى إلى الارتفاع المستمر فى اسعار السلع ، وقال " بجانب غياب الرقابة الحكومية ، فان مواصلة الجنيه السودانى للانخفاض امام العملات الاجنبية عامل رئيسى يؤثر سلبا على اسعار السلع ولاسيما المستوردة منها بالعملات الاجنبية".

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
010020070790000000000000011101451343385421