الصفحة الأولى > الشرق الأوسط

مقالة خاصة: "الشيخ زويد".. حاولت عناصر داعش إعلانها إمارة إسلامية في مصر ولكنهم فشلوا اخيرا

08:41:36 03-07-2015 | Arabic. News. Cn

القاهرة 2 يوليو 2015 (شينخوا) تعد مدينة "الشيخ زويد" القاسم المشترك في معظم المواجهات بين الجماعات الإرهابية والقوات المسلحة في محافظة شمال سيناء، شمال شرق القاهرة، والتي كان آخرها ما جرى أمس (الأربعاء) حين أفشل الجيش محاولة "أنصار بيت المقدس"، الفرع المصري لتنظيم "داعش"، السيطرة على المدينة لإعلانها إمارة إسلامية.

وبحسب بيان للقيادة العامة للجيش المصري، فإن القوات المسلحة قادت "حربا شرسة ضد الإرهاب دون هوادة"، بعد أن قامت مجموعة إرهابية صباح أمس بالهجوم على عدد من الكمائن الأمنية، في مدينتي الشيخ زويد ورفح في توقيتات متزامنة، باستخدام عربات مفخخة وأسلحة ذات أعيرة مختلفة.

وأضاف أن قوات الجيش تعاملت مع الإرهابيين، وطاردتهم ودمرت مناطق تجمعاتهم، ما أسفر عن مقتل 100 إرهابي، و17 جنديا منهم 4 ضابط.

وتبنى تنظيم أنصار بيت المقدس، الذي أعلن أخيرا ولاءه لداعش، الهجوم فيما قامت القوات المسلحة اليوم (الخميس) بتصفية 23 عنصرا آخرين من التنظيم، ليصل إجمالي خسائره إلى 123 قتيلا منذ الأمس.

وكشف مصدر أمني مسئول لوكالة أنباء (شينخوا)، عن أن أكثر من 95 في المائة من مواجهات أمس جرت في الشيخ زويد، حيث سعى أنصار بيت المقدس لتنفيذ مخطط "كسر الحصون" للاستيلاء على المدينة وإعلانها إمارة إسلامية، كخطوة نحو عزل مدينة رفح وقطع أي إمدادات عنها حتي يسهل الاستيلاء عليها أيضا لتليها تباعا السيطرة على بقية مدن سيناء.

وأوضح أن التنظيم سعى أمس إلى تدمير المقرات الشرطية والأكمنة العسكرية في الشيخ زويد، باستخدام أسلحة ثقيلة، وتفخيخ المنطقة المحيطة بمعسكرات الجيش، لمنع خروج آليات عسكرية لدعم أي نقطة تفتيش تتعرض لهجوم.

وأكد أن الجيش أفشل مخطط إعلان سيناء إمارة إسلامية من قبل أنصار بيت المقدس، الذي لن يقوى على تنفيذ هجوم مماثل لما وقع بالأمس في حال استمرار الضغط العسكري على عناصره، بعد أن وضعت القوات المسلحة خطة عسكرية رفعت خلالها حالة الاستنفار للمرحلة "ج".

الأمر نفسه أكده المتحدث العسكري المصري العميد محمد سمير اليوم بقوله إن " ما حدث يدل على السذاجة والاضمحلال الفكري للجماعات الإرهابية لأنها تخيلت أنه بإمكانها احتلال جزء من الأراضي المصرية، مهما كان حجم تسليحها"، مؤكدا أن " القوات المسلحة لا تسمح باحتلال شبر من أرض سيناء، ولا ذرة رمل من ترابنا".

ودفعت أسباب عديدة بمدينة الشيخ زويد لتصبح في قلب الأحداث بشمال سيناء، أبرزها موقعها الجغرافي الذي يتوسط مدينتي رفح والعريش، إذ تقع على بعد 16 كيلو مترا من الحدود المصرية - الفلسطينية، ويفصلها عن مدينة رفح الحدودية " ميدان الماسورة" الذي يضم نقطة أمنية شهدت الحادث المعروف إعلاميا بـ" مذبحة رفح الأولى".

ورغم اتساع مسرح المواجهات في سيناء بشكل مطرد منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي للإخوان المسلمين، إلا أن الشيخ زويد بقيت أكثر المناطق التهابا نتيجة اتخاذ الجماعات الإرهابية من المدينة وقراها مقرا لها، ومنطلقا لعملياتها ضد الجيش والشرطة.

ووفقا لآخر تعداد سكاني جرى في عام 2010، يبلغ عدد سكان مدينة الشيخ زويد حوالي 51 ألف نسمة، موزعين على عدة قبائل أشهرها قبائل السواركة، والتربين، وأبورياش، والرميلات.

وتتميز الشيخ زويد بطابعها البدوي، وسميت بهذا الاسم لأنه يوجد بها ضريح الشيخ زويد أحد صحابة النبي محمد (ص)، الذي توفى أثناء قدومه لمصر مع الفتح الإسلامي للبلاد، تحت راية القائد الإسلامي عمرو بن العاص.

وبسبب موقعها الاستراتيجي، أسست إسرائيل مستوطنة ياميت في الشيخ زويد، أثناء احتلالها سيناء بعد حرب 1967، وكانت أكبر مستوطنة في شبه الجزيرة.

ويعتمد اقتصاد الشيخ زويد على الزراعة، حيث تشتهر بزراعة الخضروات بشتى أنواعها.

ويوجد بالمدينة مطار الجورة حيث معسكر القوات متعددة الجنسيات.

كما يوجد بها "صخرة ديان" وهى صخرة من أيام الاحتلال الإسرائيلي، قطعت من جبل موسى في جنوب سيناء، ووضعت في الشيخ زويد، حيث سقطت طائرة عسكرية إسرائيلية على متنها 11 طيارا لقوا حتفهم جميعا، ودون أسماؤهم على الصخرة بطلب من وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك موشيه ديان، ونحتت الصخرة على شكل خريطة فلسطين.

وبسبب الاشتباكات المتواصلة من حين لآخر في الشيخ زويد بين قوات الجيش والإرهابيين يعيش سكان المدينة وضعا متأزما.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
010020070790000000000000011101451343772481