بكين 10 يوليو 2015 (شينخوا) في اليوم الأخير من قمة أوفا لمنظمة شانغهاي للتعاون، من المتوقع أن تبدأ الخطوة الأولى لقبول الهند وباكستان كدولتين كاملتي العضوية بالمنظمة. وقبل ذلك، أفادت بعض وسائل الإعلام بأن عدة دول أخرى من بينها مصر وسوريا وأذربيجان وأرمينيا سعت لكي تصبح شركاء حوار للمنظمة، فما مدى احتمالية انضمام مصر إلى المنظمة ؟
وفي هذا الصدد، صرح الأستاذ وو بينغ بينغ رئيس معهد بحوث الحضارة الإسلامية التابع لجامعة بكين اليوم (الجمعة) لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن منظمة شانغهاي للتعاون، كونها منظمة ذات تأثير سياسي كبير ولا تضم دولا غربية، تلتزم بدبلوماسية مستقلة. وإذا تمكنت مصر التي تنتهج استراتيجية دبلوماسية متوازنة من الانضمام إليها، يسهم ذلك في تعزيز علاقات مصر القائمة مع الصين وروسيا.
يذكر أن معظمة شانغهاي للتعاون تأسست في 15 يونيو عام 2001 بمدينة شانغهاي, وتضم الصين وروسيا وقازاقستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان كدول أعضاء ، ومنغوليا وباكستان وإيران والهند وأفغانستان كدول مراقبة، وبيلاروس وسريلانكا وتركيا كشركاء حوار.
وتابع الباحث الأكاديمي بقوله إن المنظمة تضطلع بدور متزايد الأهمية على الساحتين الإقليمية والدولية في ضوء توسعها في السنوات الأخيرة من التعاون الأمني إلى التعاون الاقتصادي، مضيفا أن دول المنظمة تقع على طول مشروع "الحزام والطريق" (الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21)، ما يعني أن منصة المنظمة تترابط بشكل وثيق مع مشروع "الحزام والطريق".
ويمثل عدد سكان دول منظمة شانغهاي للتعاون 25 في المائة من إجمالي تعداد سكان العالم. وقد بلغت قيمة إجمالي الناتج المحلي لدولها الأعضاء 12700 مليار دولار أمريكي في عام 2014.
"لذا سيعود انضمام مصر المحتمل إلي المنظمة بمزيد من الفوائد الملموسة على هذا البلد العربي الكبير، نظرا لدعم مصر لمشروع "الحزام والطريق"الطموح وما تبديه من رغبة كبيرة في التعاون لتجسيده"، على حد قول الأستاذ وو بينغ بينغ.
ومن جانبه، قال شي تسه الباحث في مركز دراسات منظمة شانغهاي للتعاون، إن "باب المنظمة مفتوح"وإن المنظمة تتبنى موقفا إيجابيا ولكن متأنيا تجاه قبول أعضاء جدد.
وأضاف أن ثمة شروطا معينة لانضمام الدول إلى المنظمة، وتشتمل على ضرورة الوفاء بجميع طلبات المنظمة المتعلقة بقبول الأعضاء الجدد، وكذا ضرورة الارتباط بعلاقات طيبة مع جميع الدول الأعضاء .
وأكد الباحث الصيني أن هذه هي المرة الأولى منذ زهاء 14 عاما التي سيتم فيها اعتماد قرار بشأن بدء الإجراءات الخاصة بانضمام كل من الهند وباكستان إلى منظمة شانغهاي للتعاون كدولتين كاملتي العضوية، لافتا إلى أن "ذلك يدل على الموقف الإيجابي والمتأني الذي تتخذه المنظمة بشأن هذه المسألة"، على حد تعبيره.
وفي هذا السياق، أشار وو هونغ بين سفير الصين السابق لدى تركمانستان إلى أن القرار المرتقب يأتي في إطار جهد تبذله منظمة شانغهاي للتعاون لإصلاح آلية التنظيم بالمنظمة تماشيا مع العصر، مؤكدا أن فعاليته مازالت تحتاج إلى مزيد من التقييم وستختبر مع مرور الزمن.
وأضاف أنه من الصعب التكهن بمن سيصبح عضوا آخر بالمنظمة بعد الهند وباكستان، ولكن من المؤكد أن خطى المنظمة لتوسيع عضويتها لن تتوقف.
ومن جانبه أعرب الأستاذ وو بينغ بينغ عن تفاؤله إزاء آفاق انضمام مصر إلى المنظمة، قائلا إنه "لا توجد مشكلة لا يمكن تجاوزها أمام سعي مصر، ذات الثقل السياسي في منطقة الشرق الأوسط، للانضمام إلى آلية المنظمة".