بيروت 10 يوليو 2015 (شينخوا) جدد أمين عام "حزب الله" اللبناني السيد حسن نصر الله اليوم (الجمعة) الدعوة إلى "وجوب إيجاد حل سياسي في سوريا" داعيا "كل الدول إلى عدم تأجيج الصراع ومنع السوريين من التلاقي."
جاء ذلك في كلمة ألقاها نصر الله عبر الشاشة في احتفال أقامه "حزب الله" في ضاحية بيروت الجنوبية لمناسبة "يوم القدس العالمي" الذي كان دعا الإمام الخميني لاحيائه سنويا في آخر يوم جمعة من شهر رمضان.
وقال نصر الله "لو تم وضع المقاتلين الاجانب جانبا فإن كل السوريين يريدون الحل لبلدهم لانهم مقتنعون بان الحل سياسي لكن هناك من يمنع عليهم ذلك مستعيدا أوهام سقوط سوريا."
وأشار إلى أن "روسيا لا تزال ملتزمة بسوريا ومثلها ايران ونحن كذلك" مؤكدا "أننا مع مطالب الشعب السوري لكننا ضد تدميرها وعندما نقاتل في سوريا فذلك لأجل سوريا المقاومة وفلسطين ولبنان".
وقال إن "طريق القدس يمر في القلمون والزبداني ودرعا والحسكة لأنه إذا ذهبت سوريا ضاعت فلسطين."
وشدد أن "إسرائيل اليوم تشعر بتحسن في البيئة الإستراتيجية من حولها ..وهي مطمئنة وتنظر إلى أن كل ما يجري حولها يخدم مصالحها".
واعتبر أن "ما تعانيه سوريا من حرب ودمار وقتال يعني أنها تضعف وتدمر كدولة رافضة للاستسلام لشروط إسرائيل وأميركا".
ولفت من جهة ثانية إلى أن "إسرائيل عبرت عن سعادتها بالعدوان السعودي على اليمن وهي تتحدث عن شراكة في مواجهة التهديد الذي قد يأتي من اليمن".
وأكد نصرالله أن "إسرائيل المنافقة تدعي التضامن مع مصر كما تنصب نفسها في سوريا مدافعة عن الدروز وتقوم في الوقت نفسه بدعم ومساعدة المسلحين الذين يشكلون التهديد للدروز ولكل سوريا."
وقال إن "اسرائيل تعمل وتساعد بمخابراتها وبأشكال مختلفة على تسعير الحروب في المنطقة" واصفا دعوة اسرائيل للعرب إلى مواجهة الارهاب ب"الوقاحة".
ودعا نصرالله إلى عدم الانخداع بإسرائيل، مشددا على أن "إسرائيل التي هي الإرهاب نفسه تقدم نفسها على أنها في جبهة محاربة الارهاب".
وقال نصرالله إن "إسرائيل تعلم أن المشروع التكفيري الذي ترعاه بعض الأنظمة يخدمها ويدمر لها سوريا والعراق ويساعد على تدمير اليمن ويثير الفتنة بين المسلمين ويمزق الأمة مجانا".
وقال "إن التيار التكفيري اصعب ما يواجه امتنا لانه ليس قائما على مشروع سياسي وانما على مبدأ القتل الديني".
ورأى أن "إسرائيل تجد تهديدا في كل ما يتعلق بإيران وحركات المقاومة" لافتا الى أن "إسرائيل لا تجد أي خطر على وجودها إلا في إيران لذلك تقوم بالتحريض عليها."
وأكد أنه "اذا كان شرط حصول ايران على ماتريد في مفاوضات الملف النووي هو الاعتراف بإسرائيل فإن ايران لن توافق على بند من هذا النوع لأنها تكون بذلك تخرج من دينها."
ووصف مايتردد عن "المشروع الفارسي والصفوي والهلال الشيعي" لايران بأنه "خدعة ومجرد أكاذيب يخترعها العقل العربي الرسمي الفاسد الذي تخلى عن فلسطين والقدس."
ونوه في مجال آخر بالمسيرات التي جرت اليوم بمناسبة "يوم القدس" في كل من اليمن والبحرين.
وأضاف "بعد 107 أيام من غارات قوات التخالف تظاهر الشعب اليمني في الشارع متضامنا مع فلسطين".
وجدد نصرالله إدانة "حزب الله" للتفجيرات في مساجد الكويت والسعودية محذرا من خطورة هذا الأمر ومنوها بالكويت "أميرا وحكومة ووزراء وقوى سياسية ومواطنين قدموا نموذجا راقيا في التعاطي مع هذا التفجير".
وفي الشأن اللبناني أكد نصرالله أن "لبنان بحاجة للحفاظ على سلمه الأهلي واستقراره السياسي ومؤسساته الدستورية" مشددا على "الحوار والتلاقي وعدم إدارة الظهر أو الرهان على المتغيرات الإقليمية والدولية."
وشدد نصرالله على أن أولوية الجميع "يجب أن تبقى في انتخاب رئيس للجمهورية والتفاهم على آلية للعمل داخل الحكومة وحسم النقاش حول هذا الأمر."
وأكد أن "حزب الله" وحليفه "التيار الوطني الحر" بزعامة النائب ميشال عون "لايريد تعطيل الحكومة أو إسقاطها كي لا يذهب البلد الى الفراغ في هذا الجو الاقليمي المحيط بنا" لكنه أكد أن "على الحكومة أن تعمل ضمن الدستور والقوانين وبما يعزز الشراكة."
وعبر من ناحية أخرى عن الرغبة في أن "يستمر العمل داخل مجلس النواب حتى يستطيع البلد أن يتحرك" مؤيدا "فتح دورة استثنائية لمجلس النواب يشارك فيها الجميع."
ودعا الى "حوار جدي بين "تيار المستقبل" بزعامة سعد الحريري وتيار النائب عون ننضم له لاحقا من أجل الحفاظ على لبنان وعيشه الواحد ومؤسساته الدستورية لان لا مجال فيه للاقصاء."
يذكر أن مجلس الوزراء اللبناني كان قرر يوم أمس (الخميس) اعادة النظر في الجلسات المقبلة في آلية عمله خلال فترة الشغور الرئاسي التي يتولى فيها المجلس صلاحيات الرئاسة.
وقد جاء ذلك بعد تظاهرات لمناصري "التيار الوطني الحر" في وسط بيروت لدعم مطالبة وزراء التيار في الحكومة ببحث آلية ممارستها لصلاحيات رئيس الجمهورية وسط شغور سدة الرئاسة.
وتشغر السدة الرئاسية بعدما فشل البرلمان على مدى 25 جلسة سابقة في انتخاب رئيس للبلاد بسبب فقدان النصاب الناجم عن مقاطعة نواب "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" للجلسات من أجل الضغط لانتخاب زعيم التيار رئيسا للبلاد.
وتتولى حكومة تمام سلام صلاحيات الرئاسة في حدود إدارة شؤون الدولة ، لكن خلو هذه السدة أدى إلى اضطراب في عمل الحكومة التي يجب أن تحظى قرارتها بموافقة كافة الوزراء مما يؤدي إلى تعطل عملها في حال معارضة أحد الوزراء لبقية الحكومة.