بكين 9 يناير 2015 (شينخوا نت) انعقدت الدورة ال5 لندوة القضايا الدولة باسم "مناقشة القضايا الدولية الساخنة " 8 يناير 2015 في مقر جديد لشبكة شينخوا، حيث تجمع أكثر من 20 خبيرا مشهورا لقضايا دولية في المقر يتبادلون آراءهم حول الدبلوماسية الصينية والقضايا الدولية الساخنة لاستعراض عام 2014 والتطلع إلى عام 2015 .

وأعرب لي شاو شيان عميد قسم البحوث في العلاقات الصينية العربية من جامعة نينغشيا في كلمته:

في عام 2014، كان أكبر ميزة لأوضاع الشرق الأوسط  هو "انهيارا": انهيار النظام السياسي وتفكك الخريطة السياسية، ومن أبرزه صعود "الدولة الإسلامية".

احتلت "الدولة الإسلامية" على الموصل ثاني أكبر مدينة للعراق مفاجأة في يونيو عام 2014، واتجهت إلى بغداد في الجنوب، وكان العالم كله مدهشا بظهور "الدولة الإسلامية" المفاجئ. ويعلق كيسنجر قائلا إن النظام السياسي في الشرق الأوسط الذي تم إنشائه بين عام 1910 وعام 1920 يشهد انهيارا الآن. وفي الحقيقة، قد بدأ الانهيار منذ وقت طويل. 

وفي الواقع، محت "الدولة الإسلامية" الحدود بين العراق وسوريا، محاولة تأسيس دولة كردية الآن. إضافة إلى ذلك، فإن "الدولة الإسلامية" قد أثرت تأثيرا خطيرا باستقرار لبنان والأردن والدول المجاورة الأخرى. وإذا نظرنا في إطار أوسع عن الأوضاع الحالية، فنجد أن الحرب الداخلية في ليبيا لا تنتهي، واليمن يتجه إلى التقسيم نتيجة لتصاعد المسلحين الحوثيين الشيعيين في شمالي اليمن، كما توجد فرع شبه الجزيرة العربية لتنظيم القاعدة في جنوب الغربي له.

ففي جملة واحدة، وضع الانهيار هو أكبر ميزة لوضع الشرق الأوسط عام 2014، ويتمثل في تفكك الدول وعدم السيطرة على الحدود وانهيار النظام السياسي.

وظهر صعود "الدولة الإسلامية" بعد ما يسمى ب"الربيع العربي" عام 2011. وتريد أمريكا إسقاط حكومة بشار الأسد، وفي الحقيقة، تحاول عن طريق ذلك فرض ضغوط على إيران. إضافة إلى ذلك، تستهدف تركيا والسعودية إلى تضعيف إيران من خلال التدخل في شؤون سوريا. لكن "الدولة الإسلامية" تستغل هذه الفرصة لتوسيع قواتها في ظل الحرب الداخلية السورية.

تشكل "الدولة الإسلامية" تهديدا خطيرا لمصالح أمريكا والدول الغربية الأخرى، فاضطر إلى اتخاذ أمريكا سياسة الاحتواء لها، لكن ليست نية أمريكا القاضاء عليها بأكملها، لأن إسقاط "الدولة الإسلامية " لا يفيد تحقيق الأهداف الاستراتيجية الأمريكية. رغم من ذلك لا بد أن تسيطر أمريكا على قوة "الدولة الأسلامية"، فيؤدي كل هذه إلى الوضع الغريب الحالي في الشرق الأوسط.

وتجدر بالإشارة القضية النووية الإيرانية التي تعتبر من أهم الموضوعات في منطقة الشرق الأوسط في عام 2014 بالإضافة إلى انهيار النظام السيسي في المنطقة. وفي العام الماضي، أحرزت القضية النووية الإيرانية تقدما ملحوظا يتمثل في تخفيف توتر العلاقات بين أمريكا وإيران، لكن ذلك ليس بمصادفة، وإنه يدفع تشكيل معادلة جديدة تواكبا مع التطورات في المنطقة وخاصة بعد ما حدث في عام 2011، فأصبحت أمريكا تعرف أن سياسة الاحتواء الوحادي تجاه إيران منذ السنوات العشر بعد حرب العراق لا تمكن مواصلة ممارستها، لذا بدأ تغير سياساتها لإيران منذ عام 2013، الأمر الذي أدى إلى تهدئة الوضع للقضية النووية الإيرانية.

يمكن القول إن القضية النووية الإيرانية قد دخلت مرحلة "الأوضاع العادية الجديدة"، وهي أن المحادثات النووية من الصعب عليها التوصل إلى اتفاق من ناحية، والانتهاء بنتيجة عقيمة من الناحية أخرى. إذ الاتفاق الأخير على المحادثات النووية الإيرانية يعتمد على القرار السياسي للرئيس الأمريكي باراك أوباما في الاعتراف بشرعية إيران كدولة إسلامية ومكانتها الواقعية في جيوسياسية الشرق الأوسط. لا تريد الحكومة لكل من أمريكا وإيران فشل المحادثات النووية، إذ تحتاج إيران إلي تخفيف العقوبات الدولية، بينما يأمل أوباما الحفاظا على نقطته البارزة في دبلوماسيته في الشرق الأوسط. وبذلك، ما زالت المحادثات النووية الإيرانية تواجه صعوبات معقدة وليس بسهل معالجتها في المستقبل.