بكين 24 يناير 2015 (شينخوا) ساهمت مشاركة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي وزيارته لسويسرا في دفع الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى جديد، وضخت مفاهيم جديدة في التعاون.
وخلال زيارة العمل التي قام بها لي كه تشيانغ إلى سويسرا، تبادل وجهات النظر مع رئيسة الاتحاد السويسري سيمونيتا سوماروغا حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ورسما خارطة طريق التنمية المستقبلية للعلاقات الثنائية.
وشهدا توقيع عدد من اتفاقات التعاون في مجالات المال، والأغذية ، والطب، والبحوث العلمية، وتبادلات الأفراد بين البلدين.
-- التعاون المالي في بؤرة الضوء
فقد كان التعاون المالي هو النقطة الأكثر إشراقا في ثاني زيارة يقوم بها لي كه تشيانغ إلى سويسرا منذ توليه مهام منصبه في عام 2013.
وبموجب مذكرة تفاهم وقعها البنكان المركزيان للبلدين، وافقت الصين على منح سويسرا حصة استثمارية قيمتها 8 مليارات دولار أمريكي بموجب برنامج المستثمر المؤسسي الأجنبي المؤهل الذي أنشئ عام 2002 للسماح باستثمارات أجنبية في الأوراق المالية الصينية باستخدام عملات أجنبية.
كما اتفق الجانبان على إقامة أول فرع لبنك صيني في المركز المالي السويسري، زيورخ، لتخليص المعاملات بالعملة الصينية مستقبلا .
ومن المقرر أن يجسد هذا الاتفاق تعهد بكين وبرن بإقامة علاقات مالية أوثق وتسريع إقامة سوق خارجية للرنمينبي بزيورخ.
وتعهد لي كه تشيانغ وسوماروغا بتحقيق تعاون مالي ثنائي أوثق واتفقا على تدعيم إقامة سوق خارجية للرنمينبي في سويسرا، وهو ما يصفه المحللون بأنه خطوة حاسمة في تدويل العملة الصينية.
وكان البنكان المركزيان السويسري والصيني قد وقعا بالفعل في يوليو من العام الماضي اتفاقية تبادل عملة ثنائية بقيمة 150 مليار يوان (24 مليار دولار أمريكي) بهدف توفير دعم من السيولة للتعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين.
وقد أقامت الصين أسواقا خارجية للرنمينبي في هونغ كونغ ولندن من بين أماكن أخرى في ظل مسيرة تدويل عملتها.
-- تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة
وخلال اجتماعه مع سوماروغا، حث رئيس مجلس الدولة الصيني البلدين على تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة الصينية السويسرية على أكمل وجه، ومواصلة تحسين هيكلهما التجاري، وتشجيع الاستثمارات الثنائية وتوسيعها.
وقال إنه علاو ة على ذلك، يتعين على البلدين تعميق التعاون في مجالات تشمل التصنيع المتطور والحفاظ على الطاقة وحماية البيئة وكذا الزراعة الحديثة.
تعد اتفاقية التجارة الحرة الهامة هذه، التي دخلت حيز التنفيذ في الأول من يوليو عام 2014، أول اتفاقية تجارة حرة توقع بين الصين ودولة في القارة الأوروبية. وأصبحت سويسرا أول شريك تجارة حرة للصين من بين الاقتصادات الـ20 الكبرى في العالم وخامس أكبر شريك تجاري للصين في أوروبا.
ووفقا للإحصاءات ، سجلت التجارة الثنائية ارتفاعا مطردا وشهد هيكلهما التجاري تحسنا أكبر في السنوات الأخيرة. وفي الفترة من يناير إلى نوفمبر من عام 2014، بلغ حجم التبادل التجاري بينهما 38.86 مليار دولار أمريكي. وفي الوقت نفسه، أصبحت الاستثمارات الثنائية نقطة نمو جديدة في التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني - السويسري.
إن لاتفاقية التجارة الحرة تأثير مثالي، إذ أنها لن تعزز فقط التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وإنما ستشجع أيضا البلدان الأخرى على أن تحذو حذوها وتعمل مع الصين من أجل تحقيق تنمية مشتركة.
-- تعزيز التعاون الثقافي والاجتماعي
وفيما يتعلق بالتعاون الثقافي والاجتماعي ، فقد اتفق لي كه تشيانغ وسوماروغا على توسيع التبادلات الشعبية وتدعيم التواصل والتعاون في مجالات الثقافة، والعلوم والتكنولوجيا، والتعليم، والسياحة، وتدريب الأفراد.
ودعا لي كه تشيانغ الجانبين إلى إجراء المزيد من التعاون في إنفاذ القانون لتعقب المسؤولين الفاسدين الهاربين واستعادة الأموال المنهوبة ومكافحة الجرائم العابرة للقوميات.
وعلى خلفية الذكرى الـ65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وسويسرا، ستلعب زيارة لي كه تشيانغ دورا هاما في تدعيم الصداقة التقليدية وتعزيز الفهم المتبادل والثقة السياسية فضلا عن رفع مستويات التعاون البراغماتي بين البلدين.