طوكيو 9 مارس 2015 (شينخوا) علمت المستشارة الألمانية الزائرة أنجيلا ميركل اليوم (الاثنين) درسا قيما لليابان حول سبب قبول الدول الأوربية والمجتمع الدولي لبلادها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية قائلة إن اليابان يجب ان تواجه تاريخها بشكل مباشر.
وقالت المستشارة الألمانية خلال جلسة سؤال وجواب بعد خطابها هنا فيما يتعلق بسؤالها حول علاقات اليابان مع الصين وكوريا الجنوبية بشأن قضايا التاريخ إن بلادها محظوظة لأنها اعادت تقديم نفسها وقبلها المجتمع الدولي بعد أيام رهيبة خلال الحكم النازي والمحرقة.
وقالت "اعتقد إنه كان ممكنا أولا لأن ألمانيا واجهت تاريخها بشكل مباشر" مضيفة أن أوروبا تعلمت من قرون الحرب و"أحد الانجازات العظيمة التي تم تحقيقها هي المصالحة بين ألمانيا وفرنسا."
واستطردت "اليوم من الممكن أن تتحدث بسلام عن علاقة فرنسا وألمانيا. قدم الفرنسيون اسهامات قيمة مثل الألمان. بدون الإشارات الكريمة التي اظهرها جيراننا لما كان أصبح ممكنا. وكان هناك أيضا استعداد لدى ألمانيا لمواجهة تاريخنا بشكل صريح ومباشر."
وأبدت ميركل هذه التصريحات في الوقت الذي اصبح فيه جيران اليابان لديهم بواعث قلق من ميل سياسات رئيس الوزراء نحو اليمين فضلا عن اتخاذه خطوات نحو تعديل التاريخ حيث أنه صرح بأنه سيغير تعبيرات أساسية في بيان موراياما الذي اعتذر فيه عن الجرائم الوحشية لليابان في وقت الحرب في خطبته التي سيلقيها في الذكرى الجديدة للحرب وسيعدل دستور اليابان السلمي كهدف سياسي أساسي.
وانتقدت تصريحات ميركل أيضا اليمينيين في اليابان الذين لا يدخرون جهدا لانكار وتبرئة البلاد من الجرائم الوحشية التي تم ارتكابها وقت الحرب ومن بينها مذبحة نانجيانغ وقضية "نساء المتعة" لخدمة الجيش الامبراطوري الياباني خلال الحرب.
وليست مصادفة أن تقوم الزعيمة الألمانية بزيارتها الأولى إلى اليابان منذ سبع سنوات في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بالذكرى الـ70 لنهاية الحرب العالمية الثانية فيجب أن تفهم اليابان المعنى الحقيقي وراء هذه الخطوة -- يراقب المجتمع الدولي بشكل وثيق ما تفعله حكومة آبي.
يجب على اليابان أن تواجه تاريخها في وقت الحرب بشكل مباشر وتتصالح مع جيرانها أولا وسيصبح بعد ذلك من الممكن أن يقبل المجتمع الدولي البلاد بدون الشك في دوافعها الحقيقية.