شينخوا نت: الآن وقد دخل الاقتصاد الصيني الوضع الطبيعي الجديد بالنمو متوسط السرعة. فلا شك أن نمو الاقتصاد الصيني في ظل "الوضع الطبيعي الجديد" سيصبح محورا للدورتين داخل الصين وخارجها. وما رأيكم في "الوضع الطبيعي الجديد" لاقتصاد الصين، وأي نوع من التأثيرات التي سيؤدي إليها في النمو الاقتصاد الصيني وفي الاقتصاد العالمي من رأيك؟

الجواب: قطعا ان اقتصاد دولة ما لا يمكن أن يستمر على نسبة نمو تصل إلي 10 أو 11 في المائة سنويا لسنوات طويلة فهذا الأمر لم يحدث من قبل، يعني لم يكن من المنطقي أن تنوقع استمرار الاقتصاد الصيني علي هذه النسبة لسنوات طويلة. هذا غير منطقي، لا بد أنه سيحدث تباطؤ في مرحلة ما، وكافة الاقتصاديات الدولية مرت بهذا، بصرف النظر عن النسبة النمو، وبالتالي فهذا التباطؤ أمر عادي جدا وهو طبيعي أيضاً، لكنه يمكن أن يضمن اقتصاداً أكثر جودة وكفاءة.

النقطة الثانية، إن معدل النمو المرتفع كان عاملاً محفزاً للاقتصاد العالمي، فعندما كان نمو الاقتصاد الصيني مرتفعاً، كان هذا يعني وجود طلب كبير في الصين على المنتجات من الدول الأخرى مثل كوريا الجنوبية وتايلاند ومصر. والآن معدل النمو سيتباطأ الامر الذي سيؤثر على الآخرين. فمصر مثلاً لن تستطيع ان تصدر نفس كمية الصادرات إلى الصين. وهذا يعنى أن الطلب الصيني علي منتجات هذه الدول سينخفض. لكن من جهة أخرى هناك ظاهرة صحية جدا وهو تزايد الاستثمارات الصينية إلى الخارج. يعني إن التباطؤ سيجعل الصين تستثمر اكثر في الخارج. إذا كان الطلب الصيني من مصر سينخفض ولكن الاستثمار الصيني في مصر سيزيد. وهذه من الممكن أن يكون نوعا من التعويض.

شينخوا نت: لقد بدأت العلاقات الصينية المصرية تزداد توطداً في السنوات الأخيرة، ففي أية المجالات ستحقق الصين ومصر طفرة كبيرة في العلاقات بينهما في رأيكم؟

الجواب: في الواقع أن مصر أرسلت أربعة وزراء إلى الصين قبل وصول الرئيس المصري إلى الصين في السنة الماضية وهم وزير الكهرباء ووزير النقل والمواصلات ووزيرة التعاون الدولي ووزير التجارة والاستثمار. وقد بحثوا مع المسئولين الصينيين والشركات الكبرى الخطط الاقتصادية المصرية المستقبلية وكيفية مشاركة الجهات الصينية فيها. كما توصلوا إلي الاتفاق حول عدد من مذكرات التفاهم في المجالات المختلفة مثل الكهرباء والطاقة والمواصلات.

فهناك أولا، التعاون في مجال الطاقة المستدامة. فمصر تعاني من نقص في الطاقة الأمر الذي ينبغي أن يحل في خلال السنتين أو الثلاث سنوات المقبلة، ولهذا نريد التعاون مع الصين في تطوير الطاقة المستدامة. وعندما قام الرئيس المصري بزيارة الصين في العام الماضي أبرم البلدان اتفاقيات للتعاون في هذا المجال.

ثانيا، التعاون في مجال النقل والمواصلات، هناك عدة شركات صينية ستبدأ أعمالها في مصر خلال العام الحالي. فقد تم إبرام أول اتفاقية تعاون وتشمل إنشاء خط للسكك الحديدية في شرق مصر إضافة إلى إنشاء القطار الفائق السرعة الذي يربط بين القاهرة والاسكندرية وهو مشروع يستغرق وقتا طويلا لكننا أبرمنا اتفاقية بهذا الشأن.

علاوة على ذلك، هناك مجالات بدأ الطرفين التعاون فيها. فقد أعربت الكثير من الشركات الصينية عن رغبتها في التعاون في منطقة الاقتصاد والتجارة بالسويس في المجالات اللوجستية والصناعية وفي إنشاء السفن. وهذا التعاون يؤشر لمزيد من التعاون في المستقبل.

شينخوا نت: سعادة السفير كما نعرف هناك تعاون سياحي كبير بين الصين ومصر ويوجد الكثير من السياح الصينيين يريدون زيارة مصر وهي دولة تتميز بالآثار التاريخية والثقافية المختلفة عن الصين، فهل من الممكن أن تقدم لنا أحد نماذج التعاون السياحي بين البلدين في الفترة الأخيرة؟ وهل تعتزم مصر إعفاء السياح الصينيين من الحصول علي التأشيرات في وقت قريب؟

الجواب: بالنسبة إلى جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة، هناك إعفاء ما بين البلدين منذ 10 سنوات ولكن الإعفاء بالنسبة إلى الجوازات العادية لم يتم بحثه بعد. لكن الحصول على التأشيرات المصرية ليست مشكلة فهناك ضوابط تحدد ذلك، وهذه الضوابط تعني أن يكون السفر من خلال شركة سياحة وهذه الشركات من حقها أن ترسل أفواج السياح الصينيين إلى مصر وبالتالي السياح يذهبون في المجموعات السياحية التابعة لهذه الشركة. ونحن نمنح التأشيرة في غضون يومين. وهناك الآن خطوط الطيران المباشر بين مصر والصين من عدة مدن صينية من بينها بكين وقوانغتشو و ستبدأ قريبا في شانغهاي وهناك أيضا شركة خطوط الطيران العارض للأفواج السياحية، وقد بدأت هذه الرحلات في نهاية يناير، وهناك شركة خطوط طيران مصرية تعمل الآن بين عدة المدن الصينية وعدة المدن المصرية. وتسافر رحلات الطيران العارض من عدة مدن منها تشنغدو وووهان. وعندما زار الرئيس المصري بكين في نهاية ديسمبر العام الماضي، اجتمع مع رؤساء شركة السياحة الصينية الكبرى وأوضح لهم أننا نرحب بالسياح الصينيين وسنمنح لهم التسهيلات اللازمة. وفي العام الماضي ذهب إلى مصر حوالي 60 ألف سائح صيني وهذا العام نحن نريد أن يصل العدد إلى 100 ألف.

شينخوا نت: وما الذي ترك انطباعا أعمق بالنسبة إليكم منذ تولي مهامكم كسفير مصر لدي بكين؟ وهل هناك تجربة أو قصة جديرة بالذكر في السنوات الأخيرة؟

الجواب: لقد غادرت الصين في عام 2006 أي أنني كنت هنا للمرة الأولي فيما بين عامي 2002 و2006 وعدت مرة أخرى في أغسطس 2013.

لقد تركت الصين كثير من الانطباعات بالنسبة لي وعائلتي أيضا، خاصة الثقافة الصينية والآثار الصينية، فنحن كمصريين نعشق الحضارات القديمة والآثار القديمة، إن الصين بنسبة إلينا كمصر بالنسبة إلى الصينيين. هي مكان من الأماكن المفضلة لدينا للقدوم إليها. فالثقافتين والحضارتين القديمتين للصين ومصر بينهما كثير من التشابه وهذا من بين الروابط التي تجمع بين الشعبين.

لقد تعلمت زوجتي الرسم الصيني على الحرير وابنتي تعلمته أيضاً. إنهما رسامتان وفنانتان وقد شاركتا في المعارض بالصين وقد حصلت ابنتي علي جائزة ذات مرة. كما أنني زرت معظم المدن الصينية ورأيت كيف تمكنت الصين من تحقيق ما يسمي "التنمية الأفقية" في كافة انحاء الصين وليس في المناطق الرئيسية وحدها، وقد كانت تلك الزيارات مفيدة جدا لي شخصيا في عملي. وقد رأيت الكثير من المناطق والمدن في الصين وهذه (التجربة) نادراً ما تتسني للكثيرين، فكم شخص تتاح له الفرصة لزيارة معظم المدن الصينية؟ قليلون، لذلك اعتبر نفسي محظوظاً.