بكين 14 مارس (شينخوا نت) الدورتان السنويتان الصينيتان ليستا نافذة مهمة للتطلع إلى الصين فحسب، بل هما أيضا منصة للحوار بين الصين والعالم كما أنهما آلية ستؤثر في تفاعل الصين مع العالم في المستقبل بشكل عميق. كيف يرى السفراء الأجانب الدورتين الصينيتين؟ وأي النقاط تجذب اهتمامهم أكثر؟

أجرى مراسل شبكة شينخوا مقابلة خاصة مع السفير المصري لدى الصين مجدي عامر، وعبر السفير عن أراءه في الموضوعات المتعددة في الدورتين السنويتين الصينيتين. رأى أن "الحلم الصيني هو ملخص لـ" الشموليات الأربعة" التي تعبر عن أمل الدولة الصينية في التركيز على تحقيق رفاهية والمعيشة الأفضل للفرد الصيني، وأنه أيضا حلم لكافة الدول النامية. وأشار السفير إلى أن مبادرة "الحزام والطريق " تتفق تماما مع خطط التنمية للاقتصاد المصري وأعرب عن تطلعه لمزيد من التعاون مع الصين في مختلف المجالات بشكل أعمق. وما يلي تفاصيل المقابلة مع السفير المصري:

شينخوا نت: سعادة السفير، بدأت أعمال الدورتين السنويتين الصينيتين، وهما نافذة مهمة لمعرفة مسار التنمية في الصين خلال المراحل المقبلة، فما هي الموضوعات التي تعطيها اهتماماً أكبر في الدورتين خاصة أن لسيادتك دور مهم في العلاقات بين البدلين، ولماذا؟

الجواب: كافة الموضوعات التي تطرح في هاتين الدورتين البرلمانيتين موضوعات مهمة، وتعطي فكرة واضحة عما تم تنفيذه في السابق وما تقوم به الحكومة الصينية حالياً تخطيطها للمستقبل. ولهذا فإنهما فرصة ممتازة للعالم الخارجي والسفارات الموجودة في بكين لمتابعة ما يحدث فيهما في كل المجالات.

الشيء أهم جدا هو التركيز على كيفية تحقيق الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي في الدولة للوصول إلى رفاهية الفرد الصيني وصولاً إلى تحقيق مستوى معيشة أفضل للمواطن الصيني.

شينخوا نت: تعتبر "الدورتان السنويتان" مؤتمرين سياسيين لتلخيص الماضي والتطلع إلى المستقبل، وقد وردت فيهما عديد من الإشارات منها ما يتعلق بالاهتمام بحماية البيئة ودفع بناء "الحزام والطريق" وغير ذلك. ففي رأيك، سعادة السفير، أي من هذه الإشارات سيسهم في تحقيق طفرة في التعاون الصيني المصري من وجهة نظرك؟

الجواب: نعم، مبادرة "الحزام والطريق" لها بعد دولي وهي ليست مبادرة فقط في داخل الصين وكما قال وزير الخارجية الصيني فإن هذه المبادرة ستكون محور السياسة الخارجية للصين لعام 2015 سيكون وبالتالي سيكون لها بعد دولي مهم لمصر وللجميع، كما هو مهم للصين طبعا. وهذه المبادرة تتفق تماما مع خطط التنمية للاقتصاد المصري ومن هنا فنحن نهتم بها بشدة. وقد اتفق الرئيسان المصري والصيني على التعاون بين البلدين في إطار هذه المبادرة. وهناك مشروع تنمية منطقة قناة السويس كأحد أمثلة التعاون في هذا الإطار.

وهناك مثال آخر وهو التعاون بين الصين وافريقيا، فالصين تساند مشروعات التعاون الاقليمي في افريقيا، فهي لا تقيم مشروعات في مصر أو مشروعات في كينيا أو أثيوبيا فحسب، بل تهتم أيضاُ بمشروعات التعاون الاقليمي مثل المواصلات والنقل والطرق، والخطوط الجوية والمطارات. وأحد هذه المشروعات الجديدة المطروحة مشروع السكك الحديدية السريعة ما بين الدول الافريقية. وعندما تتعاون مصر والصين في مشروع القطار السريع في مصر، فإن هذا المشروع يمكن أن يكون بداية لمده إلى الدول الأخرى. وقد كان هناك مشروع قديم لربط السكك الحديدية يطلق عليه "القاهرة- كيبتاون" وهو عبارة عن خط سكك حديدية يربط ما بين القاهرة في شمال قارة إفريقيا وبين كيبتاون في جنوب افريقيا جنوب القارة، وكان من المفترض أن تقيم مصر جزءاً من هذا المشروع ثم يقام جزء آخر في السودان ثم جزء في أثيوبيا، والصين تساند هذه المشروعات وتدعو إلى إقامة المشروعات في افريقيا، ولن تكتمل التنمية الاقتصادية في الدول الإفريقية إلا من خلال التعاون والتكامل على هذا النحو.

شينخوا نت: إن المناهج الأربعة الشاملة(الشموليات الأربعة) التي طرحها الرئيس شي جين بينغ مؤخرا تحصل على اهتمامات محليا وخارجيا، وقال بعض المحللين إن المناهج الاستراتيجية ستكون موضوعا رئيسيا للدورتين السنويتين حتى ترشد 1.3 مليار من الأبناء الصينيين إلى تحقيق "الحلم الصيني" أخيرا. وما رأيكم فيها، يا سعادة السفير؟

الجواب: هذه الشموليات الأربعة هي تعبير عن" الحلم الصيني"، وآليات لتحقيقه، فالدولة الصينية تركز على تحقيق رفاهية والمعيشة الأفضل للفرد الصيني في السنوات القادمة.

وهذا الحلم الكبير، كيف يتحقق؟ لا بد من وضع الآليات لتحقيقه، وهذه الآليات - هي الشموليات الأربعة وهي العناوين الكبرى ولكن تندرج تحتها العديد من المناهج التفصيلية: من قبيل كيف تقضي على الفساد وكيف تصل إلى مستوى التعليم الافضل وكيف تحقق التنمية الاقتصادية المطلوبة لرفع مستوى معيشة الفرد وكيف تحقق رفع مستوى معيشة المزارعين الصينيين وكذلك كيف تصل إلى الحد من التلوث في المدن وإلخ.

وهذه التفاصيل ضرورية لتنفيذ هذه المناهج وللوصول إلى تحقيق الحلم الصيني وهو حلم كل الدول النامية. وهذا الشعار الكبير هو الحلم المصري أيضا. ولكن الميزة التي تتميز بها الصين في هذه السنوات هي قدرتها على التخطيط والتنفيذ بشكل رائع نتمني أن يتحقق في مصر أيضاً. والمهم أن هو وضع العنوان الكبير وهو الحلم الصيني ثم وضع المناهج والشموليات لتنفيذه، وتطبيقها وهو ما برعت الصين في الثلاثين سنة الأخيرة. ونحن في مصر وفي الدول النامية الأخرى نتمني أن يمتد إلينا هذا الحلم أيضا. لكن الحلم سيظل حلماً إذا لم يتطور إلي خطوات عملية للتنفيذ ومن هنا يتحول الحلم إلى واقع، هذا هو سر نجاح الصين في الأعوام الماضية وأنا متأكد أن الصين قادرة علي تحقيق ما هو مطلوب الآن من الحلم الصيني.

   1 2   

   1 2