طهران 30 مارس 2015 (شينخوا) قال محللون إن الجولة الحالية من المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني في مدينة لوزان السويسرية ستنتهي على الأرجح بتوافق إيجابي واسع برغم أنه من الصعب التوصل لاتفاقية رسمية حاسمة.
وقال صادق زيباكالام استاذ العلوم السياسية في جامعة طهران لوكالة انباء ((شينخوا)) في مقابلة اجريت اليوم (الاثنين) "أنا على يقين بأنه غدا أو يوم الأربعاء سيتصافح الجانبان ويقولان إنهما وافقا على اتفاقية موسعة في حين ستترك بعض القضايا العالقة للمحادثات المستقبلية."
بعث الاستمرار والجدية والقوة التي لم يسبق لها مثيل للمحادثات أملا في تحقيق نجاح في المفاوضات النووية.
وعقد مفاوضون كبار مثل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره الأمريكي جون كيري اجتماعا بشكل متكرر الاسابيع الماضية واعلنوا احراز تقدم هام.
وأضاف الاستاذ الجامعي أن المحادثات زادت الأمل لدى إيران والمجتمع الدولي بأن تركهم لطاولة التفاوض دون اتفاق سيسبب احراجا.
بالإضافة إلى ذلك ينتظر الإيرانيون ان تنهي المحادثات العقوبات وتحقق تعافيا في الاقتصاد المتضرر. ففشل المحادثات سيوجه ضربة قاسمة لثقة الشعب الإيراني في الاقتصاد.
واشار "كل شخص يأمل أن يحدث شيء جيد. فإذا سألتهم لن يتمكن هو أو هي من ان يجيبكم بما سيحدث بالضبط. بيد أن المزاج العام يشير إلى أشياء جيدة ستحدث."
وأضاف "الأسوأ قد انتهى في تلك المحادثات بغض النظر عن النتيجة" لأنه لا يوجد أي طرف يريد العودة إلى تلك المحادثات غير المثمرة التي اجرتها الإدارات السابقة.
* توقعات واقعية
بيد أن التوقعات قليلة حول توقيع الجانبين اتفاقية إطارية في وقت رفضت فيه إيران بشكل صريح فكرة الاتفاق على مرحلتين.
وقال محمد ماراندي عميد كلية الدارسات الدولية في جامعة طهران لوكالة أنباء ((شينخوا)) أمس الأحد "رفض اتفاقية على مرحلتين هو توافق لدى المؤسسة السياسية الإيرانية بأكملها."
وأضاف أنه من الممكن أن تخرج المحادثات الراهنة باتفاقية بشأن إطار الاتفاقية النهائية لكن ليس من المرجح أن يتم التوصل لاتفاقية رسمية.
وقال إنه بعد توقيع اتفاقية غير مكتملة لا يوجد آلية للتأكد من ان الولايات المتحدة وحلفاءها سيواصلون محادثاتهم مع إيران لحل القضية النووية بشكل فعلي، مضيفا أن ايران تعلمت من درس المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل حيث فشلت انصاف الاتفاقات في تحقيق السلام وايجاد حل.
وحثت الولايات المتحدة إيران على توقيع اتفاقية إطارية سياسية بحلول نهاية مارس قبل حسم اتفاقية نهائية شاملة بحلول 30 يونيو.
وحذر الزعيم الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامئني في وقت سابق الشهر الجاري من أنه إذا وقعت إيران اتفاقية إطارية، فستستخدمها الولايات المتحدة وحلفاؤها كمساومة ضد الجمهورية الإسلامية في المستقبل.
ورفضت إيران اتفاقية على مرحلتين بسبب عدم رغبة الإيرانيين في أن تطول المفاوضات لأشهر. ويقول زيباكالام "هم يريدون نتائج ملموسة الآن."
بيد أن عدم توقيع اتفاقية إطارية لا يعني أن المحادثات ستفشل. وبرغم من عدم تأكده من إمكانية تحقيق نتيجة المفاوضات، يعتقد زيباكالام أنها على الأقل لن تنهار.
واشار "بسبب الآمال والجهود التي وضعت في تلك المحادثات، لن يمكنهم العودة والقول بأننا لا يمكننا التوصل لاتفاق وسنعود للمربع الأول مرة أخرى. وهذا ما لن يحدث بالضبط."
* القضايا الإقليمية عامل جديد
ورفض ماراندي تكهنات بشأن القيام بمساومات على القضايا الإقليمية على طاول المحادثات النووي لأن نفوذ إيران في الدول المثقلة بالازمات مثل اليمن والعراق وسوريا يتزايد بشكل أقوى.
واشار إلى أن إيران لا ترغب في طرح القضايا الإقليمية في المحادثات لأنها ستعقد فقط الأمور في المستقبل وستعود بالنفع على القوى الغربية.
كما حث خامئني في مطلع الشهر الجاري على تركيز المحادثات بشكل مجرد على القضية النووية، قائلا إن إيران لا ترغب في بحث قضايا المنطقة مع الولايات المتحدة التي لديها أهداف مختلفة عن أهداف إيران.
وقال زيباكالام إنه حتى على الرغم من أن المفاوضين لم يتحدثوا رسميا عن قضايا المنطقة إلا أنه أصبح من الواضح أن الولايات المتحدة وإيران لديهما اعداء مشتركة في المنطقة مثل تنظيم الدولية الإسلامية وتنظيم القاعدة.
وأضاف أن واشنطن أدركت أنه دون دعم إيران فسيكون من الصعب عليها أن تقاتل التطرف في المنطقة وأن الوضع في اليمن والعراق وسوريا وأفغانستان يتطلب تفاهما جديدا بين واشنطن وطهران.
وقال زيباكالام إن مفهوم العدو المشترك تطور جديد يمكن أن يعزز فرصة حل القضية النووية.