يانغون 17 أبريل 2015 (شينخوا) إن المبادئ الخمسة للتعاون السلمي التي نادت بها الصين وميانمار والهند تعد من بين المبادئ التي صادق عليها المؤتمر الآسيوي - الأفريقي (مؤتمر باندونغ)، وما زالت روح باندونغ تحظى في وقتا الحاضر بأهمية توجيهية، حسبما تقول ابنة رئيس وزراء ميانمار السابق يو نو.
وفي مقابلة خاصة أجرتها معها وكالة أنباء ((شينخوا)) قبل الذكرى الـ60 المرتقبة لانعقاد مؤتمر باندونغ، استرجعت داو ثان ثان نو زيارتها للصين في العام الماضي عندما شاركت في اجتماع عقد بمناسبة الذكرى الـ60 لإعلان المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، ووصفتها بأنها لا تنسى.
وقالت إنه في عام 1954 نادى رئيس مجلس الدولة الصيني آنذاك تشو إن لاي ورئيس الوزراء الهندي آنذاك نهرو ووالدها يو نو معا بالمبادئ الخمسة للتعايش السلمي تماشيا مع الوضع الدولي في تلك الحقبة.
واعتمدت هذه المبادئ فيما بعد من قبل مؤتمر باندونع وطورت لتصبح عرفا دوليا يحكم العلاقات الدولية.
وذكرت أن التاريخ برهن على أن رئيس مجلس الدولة تشو إن لاي ورئيس الوزراء يو نو ورئيس الوزراء نهرو لم يكونوا فقط شخصيات مرموقة باعتبارهم دعاة لهذه المبادئ الخمسة، وإنما كانوا أيضا ممثلين عظماء مسؤولين عن العمل بجد لضمان نجاح مؤتمر باندونغ.
وأوضحت أن مؤتمر باندونغ عقد، من الناحية التاريخية، في وقت كانت فيه بعض دول جنوب شرق آسيا وأفريقيا لم تحصل على استقلالها بعد.
وتذكرت قائلة إنه عندما حصلت ميانمار على استقلالها في عام 1948وأعلنت جمهورية الصين الشعبية تأسيسها في عام 1949، أدركت الدول الآسيوية والأفريقية أنه فقط من خلال الوحدة يمكنهم منع اندلاع حرب عالمية ثالثة.
كما إن رؤساء الوزراء الثلاثة ، بعدما نادوا معا بالمبادئ الخمسة في عام 1954، حاولوا معا إعلان هذه المبادئ في مؤتمر باندونغ في عام 1995، لتقوم الدول الأفريقية والآسيوية باعتمادها . وعلى أساس هذه المبادئ، أنتج مؤتمر باندونغ روح باندونغ التي تلاها ظهور حركة عدم الانحياز.
وقالت إن كل هذا لعب دورا إيجابيا في دفع الوضع الدولي ليتطور في اتجاه إيجابي.
وأشارت إلى أن الانعقاد الناجح لمؤتمر باندونغ تمخض عن نتيجة إيجابية، ألا وهي الوحدة تحت أرضية مشتركة.
ومن منظور عالم اليوم، ذكرت أنه إذا ما اتحدت الدول الآسيوية ، فلن يتكرر التاريخ الذي تعرضت فيه للاضطهاد من قبل قوى أكبر.
وشددت على ضرورة تعزيز الوحدة والتعاون اللذين يصبان في صالح جميع البلدان.
ودعت الشباب إلى أن يبثوا في أنفسهم روح باندونغ المتمثلة في الوحدة والتعاون للارتقاء بالدول الآسيوية لتصبح قوة هامة في العالم لحماية السلم العالمي.
واستشهدت بحلول ذكرى مزيد من الأحداث التاريخية هذا العام مثل الذكرى السبعين للانتصار في الحرب العالمية الثانية، مشيرة إلى أن مثل هذه الأحداث تهدف إلى إطلاع الجيل الأصغر على الماضي وضرورة عدم تكرار التاريخ المأساوي وذلك من خلال حماية السلم عبر الوحدة والتعاون.
أما بالنسبة للسلم العالمي والتنمية البشرية، فقد دعت إلى إتباع فضائل مواصلة تنمية المبادئ الخمسة وروح باندونغ، مضيفة أن التاريخ شهد على أن المبادئ الخمسة للتعايش السلمي وروح باندونغ أصبحا بمثابة إيديولوجية قوية سوف تشرق في المستقبل.
