بكين 18 ابريل 2015 (شينخوا) أعلن كبار السياسيين التايوانيين من خلفيات سياسية مختلفة عن مواقفهم بشأن العلاقات عبر مضيق تايوان, ما جذب انتباه السكان داخل الجزيرة وخارجها.
فقد أعلن ايريك تشو، رئيس حزب الكومينتانغ الحاكم في تايوان، الأسبوع الماضي أنه سيأتي على رأس وفد لحضور المنتدى الاقتصادي والتجاري والثقافي عبر المضيق المقرر عقده في شانغهاي يوم 3 مايو.
تأتي الخطوة بعد أن قال الرئيس الجديد للحزب خلال منتدى عقد في هونج كونج إن موقف حزبه من "توافق 1992" ثابت وان حزبه سيواصل التبادلات مع الحزب الشيوعي الصيني.
وتعليقا على توافق 1992 فى 30 مارس, قال عمدة تايبي كو ون- جي إن مبدأ "صين واحدة" لا يمثل مشكلة وإنه يتعين احترام الاتفاقيات الموقعة بالفعل بين البر الرئيس وتايوان.
وخلال حديثها فى اجتماع في وقت سابق هذا الشهر، قالت تساي اينج-ون، رئيسة الحزب التقدمي الديمقراطي المعارض في تايوان، إن مبدأ حزبه في التعامل مع العلاقات عبر المضيق هو "الحفاظ على الوضع الراهن" للسلام مع البر الرئيس وضمان استمرار تعزيز العلاقات عبر المضيق.
جاءت هذه التعليقات من كبار السياسيين بهذا التوالي السريع، أولا؛ لأن العلاقات عبر المضيق حيوية لاستقرار تايوان وتنميتها.
كما اعترفت تساي, مرشحة الحزب التقدمي الديمقراطي لانتخابات قيادة الجزيرة فى 2016, أقر ان العلاقات عبر المضيق هامة بشكل حيوي للمصالح طويلة الأجل لسكان الجزيرة البالغ عددهم 23 مليون نسمة.
ثانيا، أصبح استقرار الوضع عبر المضيق واتجاه العلاقة اهتماما جماعيا لاهالي تايوان في الفترة حتى انتخابات قيادة الجزيرة المقررة فى يناير 2016.
وعلى الاحزاب والشخصيات السياسية الكبرى في الجزيرة مواجهة الرأي العام وتوضيح سياساتها ومواقفها من القضايا عبر المضيق.
واستقبلت سلطات البر الرئيس والاعلام التايواني تصريحات الشخصيات البارزة بطرق مختلفة للغاية.
فقد رحبت سلطات شؤون تايوان في البر الرئيس بزيارة تشو المقبلة للبر الرئيس، بينما يعتقد الاعلام التايوان بشكل عام ان الزيارة ستكون خطوة متبادلة الربح لحزب الكومينتانغ وتشو نفسه فيما يتعلق برفع المعنويات بعد هزيمة الحزب في انتخابات الحكومة المحلية في 29 نوفمبر.
وبالنسبة لتصريحات كو, أعرب متحدث باسم البر الرئيس عن تقديره في اليوم التالي، وقال إن تصريحات العمدة يتعين ان تعزز التبادلات بين تايبي والبر الرئيس وانه يتم التحضير لعقد منتدى بين تايبي ومدينة شانغهاي في البر الرئيس.
وفسر صحفيون من تايوان التصريحات بانها إظهار لرغبة كو في تولي دور جديد في تنمية العلاقات عبر المضيق.
ورغم اعتراف الاعلام بتحقيق تقدم مقارنة بخطابات تساي السابقة، الا انه اشتكى من ان تصريحات تساي عن الابقاء على الوضع الراهن لا تزال غامضة وفشلت في تحديد ما اذا كان الحزب التقدمي الديمقراطي يعترف بتوافق 1992.
وتعليقا على تصريحات تساي, حث متحدث باسم البر الرئيس يوم الاربعاء حزبها على الابتعاد بنفسه عن حركة الاستقلال، وقال إن سياسة الحزب الخاصة بالعلاقات عبر المضيق تتراجع بسبب مفهومه "دولة واحدة على كل جانب".
تطورت العلاقات عبر المضيق سلميا وحققت تقدما ملحوظا منذ 2008 بناء على أساس سياسي يلتزم بتوافق 1992 ويعارض استقلال تايوان.
وأصبح موضوع كيفية الحفاظ على الزخم الجيد للعلاقات سؤالا مطلوب الاجابة عليه من كبار السياسيين فى تايوان.
وقدم كل من تشو وكو اجاباتهم المبدئية التي تم استقبالها أهالي الجانبين بشكل جيد ودعموها.
وبالنسبة لتساي، فإن التبادلات بين الحزب الشيوعي الصيني وحزبها لن تكون ممكنة وسيكون من الصعب استدامة التنمية السلمية للعلاقات عبر المضيق اذا ظلت غامضة بشأن قضية رئيسية مثل توافق 1992.
