إسلام أباد 19 أبريل 2015 (شينخوا) قال السفير الصيني لدى باكستان سون وي دونغ إن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ المرتقبة إلى باكستان ستضع ترتيبات إستراتيجية وخطة طويلة الأمد لتنمية العلاقات الصينية-الباكستانية في المستقبل فضلا عن رفع شراكة التعاون الاستراتيجي بين البلدين وإعطاء زخما للعلاقات.

ومن المقرر أن يبدأ شي زيارة دولة إلى باكستان يوم الاثنين بدعوة من الرئيس الباكستاني ممنون حسين ورئيس الوزراء نواز شريف. وتعد هذه الزيارة التي تستمر ليومين الأولى للرئيس الصيني للدولة الواقعة في جنوب آسيا منذ توليه الرئاسة في 2013.

وقال سون إن العلاقات الثنائية منذ تدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 1950 حظيت برعاية قادة البلدين وثناء الشعبين، وصمدت الصداقة الصينية-الباكستانية أمام تغيرات الزمن والسياسات الدولية وأضحت نموذجا طيبا للتفاعل الودي بين الدول.

وأضاف السفير الصيني في مقابلة أجرتها معه وكالة ((شينخوا)) إن الصينيين ابتكروا اسما فريدا لباكستان "باك الحديدية" ، وهو وصف حي للعلاقات الخاصة والودية والراسخة بين البلدين.

وأوضح أن التمسك بالمبادئ الأخلاقية والاحترام المتبادل والوقوف معا في أوقات الشدائد كل ذلك أسهم بين أمور أخرى في "الأخوة الحديدية" بين البلدين.

وقال السفير إن الصين وباكستان تعتبران المبادئ الخمسة للتعايش السلمي كقواعد أساسية حاكمة للعلاقات بين الدول فضلا عن التمسك بالإنصاف والعدالة في الشؤون الدولية والحفاظ على المصالح المشتركة للدول النامية.

وأكد السفير أن "باكستان أيدت الصين بقوة فيما يتعلق بقضايا تايوان والتبت وشينجيانغ. والصين وفي المقابل دعمت باكستان باستمرار في الحفاظ على استقلالها وسلامة أراضيها وكرامتها الوطنية وقدمت لها المساعدة المخلصة وبنكران الذات لتحقيق التنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي.

وأشار سون إلى أن البلدين يحترمان دوما بعضهما البعض ويتعاملان بكل إخلاص ويتقاسمان نفس الشعور من ناحية تطوير العلاقات الثنائية، مشيدا "بالمشاورات والاتصالات الوثيقة بين الجانبين وبذل كل منهما قصارى جهده لوضع نفسه مكان الآخر وعدم فرض إرادته عليه في التعاون."

وأوضح السفير أن إسلام أباد قدمت دعما هائلا لبكين في لحظاتها الحرجة في القرن الماضي عندما كانت الصين تناضل من اجل كسر الحصار الخارجي واستعادة مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة وتطبيع علاقاتها مع الولايات المتحدة. كما قدمت باكستان يد المساعدة للصين بتوفير أكثر من 22 ألف خيمة، كل ما كانت تملكه من احتياطي استراتيجي، اثر الزلزال المدمر الذي ضرب ونتشوان، بمقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين، في مايو 2008.

ومن جانبها، كانت الصين أول دولة تقدم مساعدة للسكان المتضررين عندما تعرضت باكستان لفيضانات كارثية في2010 . وساعدت مؤخرا سفينة تابعة للبحرية الصينية في إجلاء 176 مواطنا باكستانيا من اليمن الممزق بسبب الحرب.

وقال السفير أيضا إن البلدين حافظا على الزخم الجيد في تنمية العلاقات الثنائية والتعاون بينهما كان مثمرا وعملانيا في مشروع الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني، الذي يهدف إلى تعزيز الترابط بين الجارين، مضيفا أن المشروع الذي يعد جزءا مهما أيضا من مبادرة "الحزام والطريق" المقترحة من قبل الصين، قد رسم الإطار الاستراتيجي للتعاون العملي بين البلدين، مشيرا إلى أن المشروع لن يخدم فقط الشعب الباكستاني وإنما سيسهم أيضا في تنمية ورخاء المنطقة.

وقال إن الجانبين سيعملان على استكشاف وتعميق التعاون في مجالات الحوكمة والتبادلات الشعبية وتحسين التنسيق في مكافحة الإرهاب والتعاون في الدفاع والشؤون الإقليمية والدولية فضلا عن حماية المصالح المشتركة للبلدين.

وسمي هذا العام بعام التبادل الودي الصيني-الباكستاني. وقال السفير إن الصين مستعدة للعمل مع باكستان لوراثة وتعزيز الصداقة التقليدية لبناء مجتمع المصير الواحد بين البلدين.