مكسيكو سيتي 25 مايو 2015 (شينخوا) إن جولة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ الحالية في أربع دول بأمريكا اللاتينية ارتقت بالتعاون الثقافي المتبادل إلى مستوى جديد، لتسهم في توطيد العلاقات بين الشعبين وتدعيم حجر الأساس المتمثل في "مجتمع ذى مصير مشترك" بين الصين وأمريكا اللاتينية.
وتقول حكمة صينية قديمة إن العلاقات بين البلدان تكمن قبل كل شئ في التبادلات الشعبية.
وبإمكان التعاون الثقافي بين الصين وأمريكا اللاتينية تجاوز المسافة الجغرافية الشاسعة بينهما والدفع نحو فهم أفضل لحضارة وطرق تفكير الآخر، وتعزيز الدعم العام لعلاقاتهما.
وقد تسارعت وتيرة نمو العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية في السنوات الأخيرة، ما جعل الصين ثانى أكبر شريك تجاري للمنطقة والمصدر الثالث للاستثمار مع اتساع التعاون الثنائي من التجارة إلى القطاع المالي.
وجاءت جولة لي، التي تهدف إلى تعزيز التعاون في القدرة الإنتاجية والتبادلات الشعبية، في وقت يشهد فيه اقتصادا الصين وأمريكا اللاتينية تحولا.
في السنوات الثلاثين الماضية، حفزت عملية التصنيع والحضرنة في الصين تصدير المواد الخام بأمريكا اللاتينية. والآن، تعود التكنولوجيا ورؤوس الأموال الصينية إلى أمريكا اللاتينية في صورة استثمارات، ما يعزز من تشييد البنى التحتية والتحديث الصناعي في المنطقة.
وبعبارة أخرى، تقيم الصين وأمريكا اللاتينية حاليا "مجتمعا ذي مصير مشترك"، وبات إجراء تواصل ثقافي من القلب إلى القلب أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.
وخلال جولته، حضر لي سلسلة من أحداث التبادلات الثقافية، ما عكس رغبة الصين في تجسير الاختلافات الثقافية والمصداقية لتدعيم العلاقات.
وفي ندوة حول التبادلات الثقافية بين الصين وأمريكا اللاتينية عقدت في كولومبيا، وهي بلد مشهور للصينيين بأنه محل ميلاد رواية "مائة عام من العزلة"، قال لي إن تعاون الصين مع كولومبيا، وأمريكا اللاتينية بوجه عام، لا يتم على المستوى المادى فحسب، وإنما أيضا على المستوى الروحي وإن الأخير يستحق مزيدا من الاهتمام .
واقترح لي الترويج للأعمال الأدبية باعتبارها وسيطا قويا للتواصل من القلب إلى القلب، مشيرا إلى أن التبادلات الثقافية عبر الأدب تعد مكونا هاما للعلاقات الدولية وسبيلا فعالا لتعزيز الفهم المتبادل بين مختلف الشعوب.
وإن مشروع بنية تحتية ضخم مثل مشروع السكك الحديدية المقترح العابر لقارة أمريكا اللاتينية يمكن أن يساعد في ربط الأسواق في الصين وأمريكا اللاتينية ، ولكن رواية أو مجموعة من الأشعار يمكن أن تربط قلوب مختلف الشعوب وتساعدهم على تخطى الحواجز الثقافية وفهم العالم بشكل أفضل.
وتذخر الصين وأمريكا اللاتينية بحضارات قديمة وتضربان نماذج رائعة للتعايش المتناغم بين مختلف الثقافات. وإن التواصل من القلب إلى القلب مع أمريكا اللاتينية لا يقدم للصين عالما ثنائيا للشرق والغرب، وإنما عالم غنى بالتنوع الثقافي.
والتبادلات والتعاون بين مختلف الثقافات لا يمكنها فقط تسهيل العلاقات السياسية والاقتصادية ، وإنما أيضا تعميق الجهود لبناء "مجتمع ذي مصير مشترك" بين الصين وأمريكا اللاتينية.