واشنطن 29 مايو 2015 (شينخوا) حذر تسوي تيان كاي السفير الصيني لدى الولايات المتحدة أمس (الجمعة) من أن رد الفعل الأمريكي المبالغ فيه بشأن خطوات الصين في بحر الصين الجنوبي يؤدى إلى تصعيد الموقف وسيجعل المنطقة "أقل استقرارا."
وقال تسوي في مقابلة مع آدم هورفاث رئيس تحرير قسم الأخبار العالمية بصحيفة ((وول ستريت جورنال)) تم نشرها على الإنترنت إن "رد الفعل الامريكي المبالغ فيه بشأن الوضع كان مفاجئا بالنسبة لنا للغاية ويؤدي إلى تصعيد الموقف."
ووصف تسوي الرحلة الجوية التي قامت بها طائرات استطلاع عسكرية أمريكية مؤخرا في بحر الصين الجنوبي والتي كان على متنها صحفيين بأنها "محاولة واضحة للاستفزاز وتصعيد الموقف."
وقال تسوي "والولايات المتحدة تصدر أيضا العديد من البيانات, وتطلق اتهامات خاطئة ضد الصين وتنحاز في النزاعات الإقليمية في المنطقة. سيجعل هذا بالفعل الوضع في المنطقة أقل استقرارا. ولهذا نحن نشعر بالقلق إزاء رد الفعل الأمريكي المبالغ فيه هذا."
وأضاف أن استصلاح الأراضي الصينية في بحر الصين الجنوبي فقط على جزر وصخور خاضعة لسيادتها والمنشآت التي تبنى للأغراض المدنية.
ورفض تسوي الذريعة الأمريكية وهي حفظ حرية الملاحة لتبرير أفعالها في قضية بحر الصين الجنوبي. وقال "أعتقد إن الحقيقة أننا أكثر حرصا من أي شخص آخر بشأن أمن وحرية الملاحة في المنطقة لأن الصين واحدة من أكبر الدول التجارية في العالم. لدينا قدر ضخم من الواردات والصادرات التي تمر من خلال بحر الصين الجنوبي."
وذكر تسوي "إذا كان هناك شخص فعلا يريد أن يرى تصاعد التوتر في المنطقة فإن هذه أعذار لانتشارهم العسكري ولإقامة تحالفات على غرار الحرب الباردة هناك وإقامة أنظمة دفاع صاروخي جديدة."
وقال السفير إن أفعال الولايات المتحدة ومن بينها إرسال عدد متزايد من السفن والطائرات العسكرية لأنشطة استطلاع قرب الصين أثارت الكثير من التساؤلات في الصين.
وقال تسوي ردا على سؤال حول علاقات الدفاع الأمريكية مع استراليا والفلبين ودول أخرى في آسيا إنها لا يجب تستهدف الصين كمنافس أو حتى عدو.
وأضاف تسوي "سيكون غير بناء وحتى من الغباء تبني سياسات مثل السياسة ضد الصين ومحاولة تشكيل تحالفات عسكرية ضد الصين."
ودافع السفير أيضا عن خطوات الصين لإقامة منشآت عسكرية في بحر الصين الجنوبي مشيرا إلى الحاجة لحماية الواردات والصادرات الصينية التي ستمر من خلال هذه الممرات.
وذكر تسوي "ولهذا فإن الاستقرار في المنطقة له أهمية قصوى لنا. ولكن بالتأكيد يجب علينا الدفاع عن الوسائل على هذه الجزر والصخور. ولهذا ما نقوم بفعله هو تقديم أو بناء وسائل لأزمة للدفاع عن النفس, وليس لمهاجمة الآخرين."
وأكد تسوي أيضا على أن قوة الصين العسكرية النامية وربما وجودها لا يقوده بعض الاستراتيجيات الضخمة ولكن يقوده أيضا احتياجات النمو الاقتصادي واحتياجات أخرى منذ أن أصبح الاقتصاد الصيني أكثر اندماجا في الاقتصاد العالمي.
وقال تسوي إن الصين مستعدة لحمل المزيد من المسؤولية الدولية حيث أن هناك توقعات متزايدة للصين وهي تنمو. وقال "إننا ندرك بشكل كامل هذه الاحتياجات المتزايدة بالنسبة للصين لتتخذ المزيد من المسؤوليات على المستوى الدولي."
وأضاف تسوي "أنني لا أعتقد أن الأشخاص يجب أن يروا هذا كنوع من التهديد. إننا نستجيب للاحتياجات الاقتصادية. إننا نستجيب للتوقعات الدولية المتزايدة. وإننا مستعدون لتنفيذ واجباتنا الدولية." واستطرد قائلا إن هذا سيفتح فرصة جديدة للصين والولايات المتحدة ودول أخرى للتعاون حيث أن هناك العديد من القضايا الدولية التي لا تقوم دولة واحد فقط بحلها.