بكين أول يونيو 2015 (شينخوا) كان رد الولايات المتحدة قولا وعملا على قضية بحر الصين الجنوبي مبالغا فيه ولم يسفر سوى عن تضرر مصداقيتها على الساحة الدولية.
وقد حلقت طائرة أمريكية للمراقبة البحرية والمضادة للغواصات فوق المياه الواقعة قبالة سواحل جزر نانشا الشهر الماضي وكان على متن الطائرة طاقم شبكة ((سي إن إن)) الاخبارية والذين زعموا انهم حصلوا على تصريح من البنتاجون.
ومن الواضح أن الولايات المتحدة ارادت اظهار ان بناء الصين على الجزر يشكل تهديدا للاستقرار الاقليمي.
ومتحدثا في طريقه إلى سنغافورة لحضور منتدى شانجري لا الامني السنوي الاسبوع الماضي, دعا وزير الدفاع الامريكي آشتون كارتر لوقف البناء على الجزر في بحر الصين الجنوبي رغم الحقيقة التي اوضحتها بكين مرارا وقولها إن بنائها على الجزر لاغراض مدنية في الغالب بالاضافة لتلبية مطالب الدفاع الضرورية.
ولفترة طويلة, حافظ بحر الصين الجنوبي على سلامه واستقراره وحرية الملاحة فيه. وقيام الصين بأنشطة البناء على جزر نانشا وشعابها يقع تماما في حدود سيادة الصين كما انه قانوني وله ما يبرره وعقلاني ولا يؤثر أو يستهدف أي دولة أخرى.
وحافظت الحكومات الصينية المتعاقبة بثبات على سيادة الصين وحقوقها ومصالحها في بحر الصين الجنوبي القائمة منذ تاريخ طويل مع الاسس التاريخية والقانونية المستفيضة.
وموقف الصين ثابت وواضح: ولن ترغب في شيء خارج نطاقه لكنها ستضمن ان كل بوصة من ارضها آمنة وسالمة.
وحاليا, حددت الصين ودول رابطة الآسيان اسلوب "الطريق المزدوج" بشأن بحر الصين الجنوبي والذي يدعو لحل النزاعات عبر المفاوضات والتشاور بين الاطراف المعنية بشكل مباشر كما دعت الصين والدول الاعضاء بالآسيان إلى العمل معا للحفاظ على السلام والاستقرار.
واحرزت المشاورات تقدما في التوصل لميثاق سلوك في بحر الصين الجنوبي ويعني الميثاق بوضع قواعد للصين ودول المنطقة بدلا من قواعد يفرضها اطراف من الخارج.
والأكيد أن الولايات المتحدة ليست طرفا معنيا بقضية بحر الصين الجنوبي فإثارة المشكلات في المنطقة سيجعلها غير مرحب بها.
وإذا تطور القلق غير الضروري التي تحدثه الولايات المتحدة والحساسية الزائدة من قضية بحر الصين الجنوبي, لتصل إلى التدهور الذي يضر باستقرار وتنمية منطقة آسيا الباسيفيك, فسيتعارض ذلك مع التطلعات المشتركة لشعوب ودول المنطقة وسيضر بالولايات المتحدة نفسها.
واجمالا فالعلاقة بين الصين والولايات المتحدة تتطور بشكل مضطرد ولا يتحمل الاستقرار اي ارباك او اثارة للمشاكل. والاكثر من ذلك اهمية هو انه ينبغي على كلا الجانبين معالجة النزاعات بشكل ملائم من أجل عدم انحراف الاتجاه العام للعلاقات الثنائية. فالعلاقة الثنائية الأهم في العالم تستحق الحافظ عليها.
ولن تصبح قضية بحر الصين الجنوبي وينبغي الا تكون عقبة في طريق العلاقات الصينية الأمريكية وينبغي ان تدرك واشنطن ذلك وان تكون حذرة في انتقاء كلماتها واعمالها.