ريو دي جانيرو، 14 يوليو 2015 (شينخوا) صرح خبراء برازيليون لوكالة أنباء (شينخوا) بأن كتاب الرئيس الصيني شي جين بينغ حول حكم الصين تنويرى ولديه الكثير الذى يقدمه للمجتمع ورجال السياسة فى البرازيل.
تم نشر الكتاب الذي يحمل عنوان ( شي جين بينغ: حكم الصين) ويلقي الضوء على جميع الأفكار السياسية الخاصة بالرئيس الصيني مؤخرا باللغة البرتغالية.
وقال روني لينز مدير المركز الصيني البرازيلي المسؤول عن تعزيز علاقات الأعمال بين البلدين إن الكتاب تنويرى ويمكنه مساعدة البرازيل والعالم في معرفة المزيد عن الصين ورئيسها.
وأضاف"يمكننا أن نعلم تفاصيل عن بناء وتطور الصين الجديدة خاصة فيما يتعلق بالتنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية من أجل فهم كيفية وصول الصين للمرحلة الراهنة".
وقال يان دوزيرت الأستاذ بمؤسسة جيتوليو فارجاس الفكرية المعروفة للسياسات العامة إنه على الرغم من أنه قام بدراسة الصين على مدار أعوام عديدة، فإن الكتاب يوفر آفاقا جديدة ومختلفة عن حكم الصين.
واعتبر كارلوس تافارس مؤلف 10 كتب عن الصين والخبير المخضرم في العلاقات بين الصين والبرازيل أن كتاب شي "فكرة ممتازة", وشدد على أن الكتاب ذكر كافة العناصر الهامة في الصين المعاصرة وقدم للقراء نظرة شاملة على الصين.
وقال "يركز شي على كافة القطاعات الهامة: الاقتصاد والتعليم والمجتمع ,ويعطي صورة وافية عن الصين وهو أمر هام للأجانب".
وأشار تافارس إلى أن الكتاب يضم الكثير من المعلومات عن الديمقراطية بخصائص صينية.
وشدد الخبراء الثلاثة على أن الأفكار التي وصفها شي في الكتاب ساعدت في تحقيق التقدم للصين في مجالات مثل السياسة والاقتصاد.
وقال لينز إن الاقتصاد أحد العناصر التي اهتم بها الكتاب خاصة فكرة أنه لا ينبغي تضخيم النمو الاقتصادي.
وقال "سمعت تصريحات العديد من المحللين حول أن تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين أمر سلبى، لكن الآن من الممكن أن يضر النمو الذي يتجاوز 10% بالاقتصاد الصيني وقد يسبب ارتفاع معدل التضخم".
وأضاف لينز "نظرا للوضع الاقتصادي العالمي الراهن من الممكن أن يكون معدل نمو بنسبة 7% أمرا جيدا ويظهر استقرار الاقتصاد الصيني".
كما أشاد أيضا بتصريحات شي حول ما يطلق عليه "الحلم الصيني" خاصة الأجزاء المتعلقة بآمال الشباب وأحلامهم وهو ما يحتاج الكثير من العمل الشاق.
وأشاد دوزيرت بعقلية شي فيما يتعلق بالاستراتيجية طويلة المدى وهو أمر تجيده الصين، لكنه بمثابة مشكلة للساسة والإداريين البرازيليين.
وقال إن البرازيل لديها الكثير لتتعلمه في هذا الشأن خاصة بسبب غياب السياسات والاستثمارات طويلة المدى لديها وهي من العوامل التي حافظت على التنمية في الصين.
وأضاف إن البرازيل مثلها مثل الصين تستثمر في الإبداع والتجديد من أجل تحويل نفسها وتحقيق الانفتاح لاقتصادها وثقافتها.
وقال "تحتاج البرازيل لتجديد عاداتها وأساليبها القديمة من أجل تحقيق المزيد من حكم أصحاب الكفاءات مثلما يحدث في الصين وكذلك تحقيق الحراك الاجتماعي".
وشدد على أن البرازيل في حاجة لممارسة المزيد مما أطلق عليه "التفاوض الجديد" وهي طريقة للتفاوض تهدف لتحقيق المنفعة المتبادلة أو التفاوض لتحقيق الكسب للجميع مثل الممارسة الصينية بدلا من عقلية التفاوض على أساس تحقيق طرف واحد للنفع على حساب الآخرين.
وألقى أيضا الضوء على الأهمية التي يوليها شي "للرؤية متبادلة النفع والرؤية المربحة للجميع مع العالم والتواصل مع العالم".
واقترح تافارس إعطاء السلطات البرازيلية نسخة من كتاب شي بحيث يمكنهم أن يفهموا الصين بشكل أفضل خاصة أنها شريك استراتيجي للبرازيل وشريك تجاري رائد للبرازيل.
وألقى لينز الضوء على عنصرين آخرين: الشفافية في الحكومة ومكافحة الفساد.
وقال إن الصين تمر بالعديد من الإصلاحات وتتعامل مع الفساد بجدية شديدة، مضيفا أن هذا الأمر محل اهتمام البرازيل أيضا حيث يعتبر فساد المؤسسات والمسؤولين من المشكلات المتأصلة في العمل في البرازيل.
وقال "لابد أن يناقش الساسة البرازيليون وأن يصوتوا على التجديد الكامل لقانون العقوبات مثل الصين مع ضمان تشديد العقوبات في جرائم الفساد. وهذا سيكون له تأثير ردع قوي لمكافحة الفساد خاصة في القطاع العام".
وقال تافارس إن هناك العديد من المجالات التي يمكن للبرازيل الاستفادة من الصين من خلالها، لكن التعليم أحد أهم مجالات الاهتمام.
وقال "الصين مثال يحتذى به في التعليم"، مضيفا أن هناك حاجة لمزيد من المدارس ووسائل النقل للأطفال في العديد من المدن البرازيلية.