مكسيكو سيتي 7 أكتوبر 2016 (شينخوا) دعا رئيس هايتي المؤقت جوسيليرم بريفير إلى اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة ومنسقة لمساعدة المتضررين من إعصار ماثيو.
وأفادت صحيفة ((هايتي ليبر)) بأن بريفير عقد اجتماعا يوم الجمعة لتقييم الأضرار التي خلفها الإعصار.
وتكبد الجزء الجنوبي من هايتي الحجم الأكبر من الأضرار، إذ تعرض لفيضانات شديدة وأمواج عالية بطول الساحل وكذا لرياح عاتية.
وذكرت الصحيفة أن برنامج الأمم المتحدة للبيئة قال إن الأمواج والرياح العاتية التي صاحبت إعصار ماثيو دمرت أو أتلفت قرابة 90% من المنازل الكائنة بطول المنطقة الساحلية للإدارة الجنوبية.
وأعلنت الحكومة المركزية أن حصيلة القتلى تتجاوز 300 فرد حيث كشف انحسار المياه حجم الدمار وسمح لرجال الإنقاذ بالوصول إلى المناطق التي تعذر الوصول إليها في السابق. بيد أن العديد من وكالات الأنباء الدولية لفتت إلى أن العدد يبلغ حوالي 850 فرد، مستندة في ذلك إلى مسؤولين إقليميين في الإدارة الجنوبية بهايتي.
وقد ترك الإعصار البنية التحتية الهشة بالفعل في هايتي تركها في حالة يرثى لها، حيث جرف جسرا رئيسيا كان يربط المدينة العاصمة بورت أو برنس بالإدارة الجنوبية.
وأشارت الصحيفة إلى استعادة القدرة على الوصول برا إلى الإدارة الجنوبية من خلال الالتفاف حول نهر لا ديج.
وقدرت الأمم المتحدة بأن حوالي 350 ألف من أهالي هايتي في حاجة ماسة لمساعدات عاجلة لدرء انتشار أمراض مثل الكوليرا التي أودت بالفعل بحياة حوالي 9 آلاف شخص منذ تفشيها عقب زلزال مدمر وقع في عام 2010.
وقام برنامج الغذاء العالمي بنشر فرق لوجستيات وتقييم بالتنسيق مع حكومة هايتي والوكالات الدولية لتوفير مواد الإغاثة التي هناك حاجة ماسة لها.
كما تواجدت فرق برنامج الغذاء العالمي في هايتي للوقوف على التأثير الأعرض للإعصار على الأمن الغذائي والتغذية.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق في مؤتمر صحفي يومي إنه "في الوقت الذي ضرب فيه الإعصار هايتي، كانت الوكالة قد وفرت بالفعل إمدادات طارئة تكفي لإطعام ما يصل إلى 300 ألف فرد شهريا".
وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن هناك حوالي 500 ألف طفل يعيشون في جنوب هايتي، وهي المنطقة الأشد تضررا بالبلاد. وأشار فرحان حق إلى أن "فريقا من اليونيسف وصل إلى ليه كاييه وأبلغ عن حدوث فيضانات عارمة".
وأضاف أن الفريق وفر بشكل مسبق وبالتعاون مع السلطات الوطنية إمدادات طارئة لتصل إلى 10 آلاف فرد.
وتابع بقوله إن "إمدادات إضافية من المياه ومنتجات الصحة العامة مثل أقراص تنقية المياه وأكياس تخزين المياه المطاطية والأغطية البلاستيكية أرسلت إلى الإدارات الأشد تضررا في الطرف الغربي من هايتي".
وذكرت اليونيسف أنها بحاجة إلى 5 ملايين دولار أمريكي على الأقل لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحا للأطفال بما فيها استعادة الخدمات الصحية للمساعدة في منع سوء التغذية وعلاجها بين الأطفال الصغار، وتوفير الفيتامينات الضرورية والأدوية المضادة للإسهال، وإقامة أماكن تعليم مؤقتة، ودعم خدمات حماية الأطفال لحمايتهم من العنف والاستغلال والإيذاء، على حد قول فرحان حق.
وتقوم فرنسا، بالتعاون مع الشركاء والحلفاء الأوروبيين، بحشد الجهود لتقديم مساعدات عاجلة لهايتي.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند يوم الجمعة إن الحاجة الأكثر إلحاحا الآن تكمن في توفير مياه الشرب للسكان ومنع المخاطر الصحية.
وأوضح مكتب الرئاسة في بيان أن باريس ستوفر أجهزة تنقية المياه، وحقائب الأدوات الطبية، وأجهزة الإسعافات الأولية.
وأطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر يوم الجمعة مناشدة عاجلة طالب فيها بالتبرع بـ6.8 مليون دولار لتوفير أدوية ومراكز إيواء ومرافق للمياه والصحة العامة لنحو 50 ألف شخص في منطقة الجنوب الغربي الأشد تضررا من العاصفة في هايتي.
وذكرت إيناس بريل رئيسة وفد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي أن "هذا البلد الضعيف ضربته مرة أخرى كارثة ضخمة، تتطلب دعما دوليا كبيرا".
ويتجه إعصار ماثيو يوم الجمعة نحو الساحل الشرقي لولاية فلوريدا الأمريكية بعدما اجتاح كوبا وجمهورية الدومنيكان وجزر البهاما.
