يقع في شارع باركور، أحد الشوارع الأكثر ازدهارا في مركز مدينة لاسا حاضرة منطقة التبت ذاتية الحكم جنوب غربي الصين، مطعم تبتي معروف باسم "ماكي آمي"، يشتهر بأطعمة التبتية الأصيلة والعديد من قصص الحب الشيقة.
فُتح مطعم ماكي آمي عام 1997، أطباق هذا المطعم متنوعة وتجمع بين مختلف أذواق منطقة التبت، وما يميزها أنها عُدلت تماشيا مع أذواق غير التبتيين. وتحدث تسه كه مدير المطعم":نستقبل حوالي ثمانمئة زبون يوميا في موسم الذروة السياحية في التبت. وما يميز مطعم ماكي آمي هو تنوع الأطباق. ولمدة استمرت تسعة عشر عاما نعمل على تحسينها. اليوم أصبح ماكي آمي من المطاعم التبتية الرائدة والأكثر تمثيلا، وهو ليس مكانا لتقديم الأكل فحسب وإنما أيضا متحف يعرّف ويروج للثقافة والتقاليد التبتية."
وما إن تدخل المطعم، تلفت أنظارك الزخارف مختلفة الأشكال والألوان لتعكس الثقافة التبتية المميزة، ووُضعت مدونات في أركان المطعم سجل فيها الزبائن انطباعاتهم.
قالت زائرة من مقاطعة خنان إنها وجدت قصة مؤثرة بين المدونات التي سجلها السياح القادمون من أنحاء البلاد، في هذه القصة، اتفق حبيبان على زيارة هذا المطعم معا، ولكن من الأسف الشديد أن الشاب توفي في حادث مرور، جاءت الفتاة إلى هنا وحدها، حيث سجلت قصة حبهما على المدونات الموجودة في المطعم.
الجدير بالذكر أن كلمة ماكي آمي تعني الفتاة العذراء في اللغة التبتية، ويقال إن الدالاي لاما السادس تسانغيانغ غياتسو التقى بفتاة نزيهة وجميلة في حانة وعشقها وظل يتطلع إلى مقابلتها مرة أخرى طوال حياته، ولكن لم يتحقق حلمه هذا حتى توفي. لكنه ظل يكتب فيها شعرا فقد وردت الفتاة في ديوانه الشعري الذي يعود لحوالي ثلاثمائة سنة.
ومطعم ماكي آمي الحالي هو الحانة التي صادف فيها غياتسو تلك الفتاة، فقصة حبه تلك تجتذب العشاق من أنحاء العالم.
والطريف أن قصة الحب التي يشتهر بها مطعم ماكي آمي ما زالت قائمة حتى اليوم. مؤسس هذا المطعم كان مذيعا وصحفيا تبتيا اسمه زي وانغ لانغ تشينغ، وقام وزوجته من قومية الهان بالترويج للثقافة التبتية وهي تملك خبرة كبيرة في مجال الإدارة حيث كانت تشتغل في شركة أجنبية.
قال مؤسس المطعم:"لأنني تبتي، فأنا مسؤول عن دراسة كيفية إظهار الثقافة التبتية والترويج لها. "ومن جانبها، أضافت الزوجة مو شيانغ هوي أنها وزوجها يكمل بعضهما البعض من حيث القدرة والطبيعة الشخصية، هي مسؤولة عن ممارسة المفاهيم الإدارية الحديثة في مطاعمهما المتسلسلة في أنحاء البلاد. كما أعرب زي لانغ وانغ تشينغ عن موافقته على قول زوجته، قائلا:" على الرغم من وجود شجارات بيننا على صعيد إدارة المطاعم، إلا أننا متفقان في معالجة معظم الأشياء."
ولم يتوقف الزوجان إلى هذا الحد فقد وسعا من صناعة الثقافة التبتية، ليصبح مطعم ماكي آمي أحد سلاسل المطاعم. فيوجد ماكي آمي في بكين وكونمينغ ويتطلعان إلى فتح المطاعم المماثلة في مدن أخرى لإتاحة الفرصة لمن يتعذر عليهم السفر إلى التبت للتعرف على الثقافة التبتية الساحرة والفريدة.
يرجع تاريخ الزواج بين قوميتي الهان والتبت إلى القرن السابع ميلاديا، حيث تزوج الملك التبتي سونغتسين-غامبو بالأميرة ون تشنغ في عهد أسرة تانغ الامبراطورية. أما في العصر الحاضر، فهناك عدد متزايد من الأسر الصينية التي تجمع بين قوميتي الهان والتبت، مثل أسرة الزوجين صاحبي هذا المطعم التبتي. ومثل هذه الزيجات لا تمثل التبادلات المتواصلة بين القوميتين فحسب، بل تساهم أيضا في اندماج الحضارتين والثقافتين، وفي نفس الوقت، يمكننا أن نكتشف كثيرا من قصص الحب الجميلة من خلالها.
(المصدر: شينخوا نت)