طبيب صيني يعلم طبيبة أوكرانية أسلوب التشخيص حسب أحد الأساليب في الطب التقليدي الصيني (صورة من أرشيف شينخوا)
منذ انطلاق مبادرة الحزام الاقتصادي على طريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 ( الحزام والطريق) ، واصلت الصين دفع التعاون الصحي مع الدول الواقعة على طول الحزام والطريق، حيث تشكل نظام تعاون صحي بين الجانبين بشكل أولي، بيد أنه ما زال بحاجة إلى ضخ المزيد من الأموال وإعداد الأكفياء .
وخلال فعاليات المنتدى الصيني-العربي للتعاون الصحي عام 2015، والذي انعقد في منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي في شمال غربي الصين، التي تعتبر محطة هامة على طول الحزام والطريق، أعربت مصر والسودان وغيرهما من الدول العربية عن ترحيبها بدخول الشركات الطبية الصينية للاستثمار وبناء المصانع فيها، متعهدة بتقديم سياسات تفضيلية بشأن التعريفة الجمركية والأراضي .
وأظهرت معطيات صادرة عن منتدى الصحة على طريق الحرير والذي عقد في مدينة أورومتشي، حاضرة منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم في شمال غربي الصين، أن أكثر من 6 آلاف مريض أجنبي وافد من منطقة آسيا الوسطى قد توجه إلى شينجيانغ لتلقي العلاج الطبي خلال العام الماضي.
وبهذا الصدد، قال ليوي شو تشين، وهو طبيب من مستشفى منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم للطب التقليدي الصيني، إن كثيرا من الهيئات الطبية المشهورة وأساليب العلاج المميزة في شينجيانغ تتمتع بشهرة عالية لدى دول آسيا الوسطى وروسيا ومنغوليا.
بدوره قال ليو وي تشونغ، مدير لجنة الصحة وتنظيم الأسرة في مقاطعة قانسو بشمال غربي الصين، في مؤتمر صحفي عقد شهر ابريل الماضي، إن المقاطعة التي تعد واحدة من أهم مناطق إنتاج العقاقير الطبية التقليدية الصينية في البلاد ، قد أقامت مراكز للطب التقليدي الصيني في كل من أوكرانيا وقرغيزستان ومولدوفا وفرنسا، كما أنشأت معاهد للطب التقليدي الصيني في ثماني دول مثل روسيا وفرنسا ونيوزيلندا.
وبجانب ذلك، قامت مقاطعة فوجيان في جنوب شرقي الصين ومقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين أيضا بزيارات متبادلة على مستوى رفيع وتبادلات أكاديمية وتعاون بحثي مع بعض الدول الواقعة على طول الحزام والطريق.
وقال خبراء إن التعاون الصحي بين الصين والدول الواقعة على طول الحزام والطريق شهد تعميقا منذ تنفيذ المبادرة، حيث غطى المجالات المعنية بالوقاية المشتركة والسيطرة المشتركة على الأمراض عبر الحدود، وتنمية الصناعة الصحية، وتبادل السياسات بشأن الصحة، والإغاثة الطبية من الطوارئ، والبحوث العلمية، والطب التقليدي، والتعليم الطبي.
بيد أنهم يرون بأن الهدف الاستراتيجي لإجراء التعاون الصحي تحت إطارات متعددة الأطراف والوضع الاستراتيجي الموحد والخطط الكاملة لتنفيذ الاستراتيجية لم تتشكل بعد بسبب نقص الأفكار الاستراتيجية الشاملة.
ويرى الخبراء أن بناء "طريق الصحة" على طول الحزام والطريق يحتاج إلى تعزيز التخطيط من حيث الوضع العام من قبل الجانبين وتحسين نظام التعاون بالإضافة إلى زيادة ضخ الأموال من قبل الحكومة وتشجيع الاستثمارات الخاصة والهيئات الطبية الخاصة الصينية للتوجه خارج البلاد وتعزيز إعداد الأكفياء وتقديم المساعدات الطبية الموجهة للخارج لرفع تأثيرات الصين في الإدارة الصحية في العالم.
واقترح الخبراء أيضا على الحكومات المحلية الصينية أن تقوم بإدراج صناعة الطب والأدوية التقليدية الصينية ضمن خطط تنفيذ مبادرة الحزام والطريق ووضع سياسات داعمة توجه الصناعة نحو الخارج، في الوقت الذي تقوم فيه بتشكيل نظام لحماية الحقوق الملكية للطب التقليدي الصيني ونظام للسيطرة على جودة الأدوية التقليدية الصينية بهدف رفع مكان الطب التقليدي الصيني على المستوى العالمي.
(المصدر: شينخوا نت)