يعيش في العاصمة بكين عدد كبير من المسلمين الصينيين والأجانب، فمن عادتهم ان يذهبوا إلى شراء ما يحتاجونه من الأطعمة والمستلزمات اليومية الإسلامية من أماكن مخصصة، فزرت هذه الأماكن التجارية الخاصة بالمسلمين في بكين من قصدي لتقديم التوجيهات المفيدة للمسلمين في بكين.
يعد شارع البقر أي شارع "نيو جيه" في العاصمة بكين مجمعا سكنيا للمسلمين، وهو يتمتع بشهرة عالمية، حيث توجد فيه كثير من المحلات التجارية، من بينها محل تجاري خاص ببيع المستلزمات اليومية المتنوعة للمسلمين. وبدأت أسرة مسلمة كبيرة بفتحه في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، وتثابر على إدارته بجد واجتهاد حتى الآن، بحيث أنه لا يجذب المسلمين في شارع البقر فحسب، بل بات معروفا لدى المسلمين في كل أرجاء المدينة.
ما إن دخلت هذا المحل التجاري، حتى شدت أنظار السلع المتنوعة ذات الخصائص الإسلامية فيه التي تشمل الملابس والزينات والكتب المتعلقة بالدين الإسلامي . على الرغم من أن مساحة المحل غير كبيرة، إلا أن المبيعات فيه تغطي جميع جوانب حياة المسلمين تقريبا.
تقف وراء البسطة فتاة مسلمة شابة تلبس حجابا، اسمها عائشة، ظلت تساعد أسرتها على إدارة هذا المحل، حيث أعربت عن رغبتها في مواصلة التفكير في كيفية تلبية الاحتياجات المتزايدة للمسلمين في حياتهم، قائلة إن "الأهمية الحقيقية لوجود هذا المحل تتمثل في إشباع احتياجات المسلمين في حياتهم اليومية، فليس من الضرورة لهم التوجه إلى أماكن مختلفة لشراء المستلزمات الخاصة بالمسلمين، يمكنهم الآن شراء كل ما يحتاجون إليه في محلنا، ومما يوفر أوقاتهم وجهودهم، ونبذل أقصى الجهود لتقديم أفضل الخدمات للمسلمين، وكذلك يمكن ان نمارس فيه التجارة فى الوقت نفسه. وهذا العمل يسعدنا جدا."
وبالقرب من محل مستلزمات المسلمين، يوجد محل خاص ببيع الأطعمة الإسلامية، حيث تباع الكثير من الأطعمة ذات الخصائص القومية الاقلية لقومية هوي المسلمة بمنطقة نينغشيا ذاتية الحكم . وقد فتحته صاحبته بهدف سام تجاوز توقعاتي. حيث قالت الصاحبة ما تشي يينغ إنها أسست جمعية في منطقة نينغشيا لمساعدة التلميذات الفقيرات والمعاقات فى إكمال دراستهن، كما فتحت مدرسة خاصة لتعليم المهنية للنساء، ومن ذلك لها تكلفة إدارة كلاهما ضخمة جدا، لذا قررت التقدم إلى بكين لبحث فرصة تجارية جديدة رامية لضمان مواصلة تشغيل الجمعية والمدرسة لها. إن قصتها تؤثر عليّ للغاية، هي إمرأة عادية، لكنها تفعل شيئا غير عاديا، وأظن أن محلها لم يوفر تسهيلات إلى المسلمين فقط، بل يساعد النساء الضعيفات على إعادة رؤية الأمل والمستقبل وتحقيق أحلامهن.
يسعدنا ان نجد مثل هذه الاماكن التجارية الخاصة بخدمة المسلمين فى بكين, وهى توفر تسهيلات كبيرة للمسلمين من مختلف القوميات الصينية والجنسيات الاجنبية والذين يعيشون فى العاصمة, وفى الوقت نفسه تظهر ان العاصمة بكين مدينة ترحب وتتسع للجميع ومنفتحة لمختلفة المعتقدات الدينية .
(مصدر: شينخوا نت)